نقلت شبكة «سي أن أن» الأميركية الإخبارية، عن مصادر، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبلغ العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين، خلال لقائهما قبل أيام في واشنطن، أنه متيقن بإمكانية التفاهم مع روسيا، لإبرام اتفاق يسمح للنظام السوري بالسيطرة على مناطق الفصائل المعارضة في جنوب البلاد المتاخم للمملكة وإسرائيل، شريطة طرد الميليشيات والعناصر الموالية لإيران.

وذكرت «سي أن أن»، أن ترامب أوضح للعاهل الأردني أن التوصل إلى الاتفاق سيتيح الفرصة لانسحاب أميركي بأقرب فرصة من سورية، لافتة إلى أن ترامب في المقابل يتوقع من الروس تأسيس منطقة عازلة في جنوب غرب سورية، ومنع القوات الإيرانية الداعمة للأسد من الوصول إليها.

Ad

وشددت على أن طرد إيران يمثل صلب خطة ترامب للانسحاب من سورية، مع ضمان عدم ملاحقة النظام لأفراد الجماعات المتمركزة بالجنوب.

وأعلن الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أمس، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وترامب سيبحثان في قمتهما المرتقبة، في هلسنكي، الملف السوري بشكل شامل ومفصل.

وتقول أوساط في واشنطن، إن ترامب يحاول التوصل إلى اتفاقات وتفاهمات سياسية مع الرئيس الروسي، في ملفين رئيسيين، سورية وأوكرانيا، وعلى خريطة طريق لمستقبل العلاقة مع إيران، بالتوازي مع استعدادات إدارته لإعلان «صفقة القرن» الخاصة بملف السلام في الشرق الأوسط.

وتكشف تلك الأوساط، أن زيارة الملك عبدالله المطولة لواشنطن، قد تكون نجحت في تذليل العديد من الصعوبات لإعلان صفقة القرن، بعدما جرى التفاهم مع المملكة على العديد من القضايا، بما يضمن مستقبلها واستقرارها، والقبول بصفقة جنوب سورية.

ويشير مراقبون ومعلقون أميركيون إلى أن استعجال ترامب لتحقيق تغييرات صادمة في ملفات السياسة الخارجية والداخلية، يستهدف، بالدرجة الأولى، نشر شبكة أمان سياسية قبيل الانتخابات النصفية العامة التي ستُجرى خريف هذا العام.

ويقول هؤلاء، إن ترامب يستشعر إمكانية هزيمة الحزب الجمهوري فور إغلاق صناديق الاقتراع، وإنهاء هيمنته على مجلسي الشيوخ والنواب، لذلك عمد إلى عقد قمة سنغافورة مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، ويستعد لعقد القمة مع بوتين، ويستعجل الخطى لتحقيق تغييرات كبيرة في علاقات بلاده الاقتصادية، سواء مع حلفائه أو حتى خصومه.

وبإصراره الدائم على أنه ينفذ وعوده الانتخابية لقاعدته الشعبية، يحاول ترامب قدر المستطاع توسيع دائرة «إنجازاته»، بما يسمح له بالحد، قدر الإمكان، من الخسائر المتوقعة الخريف المقبل.