محرم إنجيه زعيم الحزب الجمهوري المعارض الذي نافس إردوغان على الرئاسة قال بعد خسارته، في ردٍّ له على من أراده أن يطعن في الانتخابات: «إن الطعن يعني عدم احترام الديمقراطية، والطعن في إرادة الأمة، وإن لم نهنئ الفائز فعلينا عدم المشاركة، وعلى الدول التي لا تزيد المشاركة في انتخاباتها على ٣٠ في المئة ألا تعطينا دروساً في الديمقراطية، وأن تتعلم منا، ولا تتدخل في شؤوننا، فنحن من يقرر مستقبلنا».

بهذه العبارات أثبت الشعب التركي إيمانه الراسخ بالديمقراطية الحقيقية، وأثبت رئيس الحزب الجمهوري أن تركيا فوق أي اعتبار، ومصلحتها العليا نصب أعين الشعب التركي الذي اختار إدارة بلاده وشؤونها بمحض إرادته، الأمر الذي يجعلنا نتساءل: لماذا الغضب العربي على إردوغان طالما أن الشعب التركي قد اختاره وبارك له ألد خصومه؟

Ad

وبعيداً عن نتائج الانتخابات واختلافنا حول إردوغان وحزب العدالة والتنمية، لقد قدمت لنا الانتخابات التركية درساً جميلاً من دروس الديمقراطية، واحترام إرادة الشعوب وقبول الآخر، وهو ما نفتقده في أوطاننا العربية، بل نريد ترسيخ تخلفنا وأحقادنا على الآخرين، وندعوهم ليكونوا كما نحن لا حول لنا ولا قوة، مسلوبي الإرادة حتى في حريتنا واختياراتنا، فالكم المخيف من التغريدات العربية يدل على عدم إيماننا بالديمقراطية، فمنا من اتهم إردوغان وحزبه بالتزوير، ومنا من قال عنه دكتاتور متسلط، ومنا من اتهمه بالتفرد بالسلطة وتدمير تركيا دون حتى احترام لعقولنا وللحقائق، ودون احترام لإرادة الشعب التركي، فجاء رد محرم إنجيه المنافس لإردوغان ليلجم الأصوات العربية النشاز ويعطي العرب وحلفاءهم من الغرب درساً في الديمقراطية الحقيقية.

يعني بالعربي المشرمح:

«فاقد الشيء لا يعطيه»، ونحن العرب فاقدون للديمقراطية والحرية، بل نفتقد أبسط معاني الاختلاف والتعبير، فكيف سيسمعنا شعب كالأتراك عانوا ما نعانيه سنوات عدة، وحين خرجوا من تخلفهم نريد منهم العودة إليه بدلاً من أن نصفق لهم ونحترم إرادتهم التي أخرجتهم من الظلمات إلى النور.