تروي الدراما التاريخية الملحمية «الرسالة» التي أخرجها مصطفى العقاد حياة وأوقات خاتم الأنبياء محمد بن عبد الله عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم، وهي بمنزلة مقدمة للتاريخ الإسلامي المبكر. ونال الفيلم إشادة سينمائية واسعة في المنطقة العربية والعالم، وذلك من المشاهدين والنقّاد على حد سواء، نظراً إلى إثرائه صناعة السينما، من هنا تُرجم إلى عشرات اللغات.

وقد اتخذ المخرج مصطفى العقّاد قراراً طموحاً تمثّل في تصوير الفيلم باللغتين العربية والإنكليزية في الوقت نفسه، مستعيناً بطاقمي تمثيل مختلفين، ليتماشى مع جمهور اللغتين المختلفتين.

صّور الفيلم على مدار عام كامل

Ad

(1975-1974)، وتم ترقية نسختيه، العربية والإنكليزية، ليستطيع الجمهور مشاهدته بتقنية الـ4K في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وقام ببطولة النسخة العربية لفيلم «الرسالة» ألمع النجوم السينمائيين، من بينهم عبد الله غيث والممثلة السورية القديرة منى واصف.

ورُشح «الرسالة» بنسخته الإنكليزية لجائزة الأوسكار عن أفضل موسيقى تصويرية، وشاركت في بطولته نخبة من الممثلين العالميين كالنجم الكبير أنطوني كوين، الحائز جائزة الأكاديمية مرتين كأفضل ممثل، وأيرين باباس، وديميان توماس.

ترميم

وتعتبر خطوة ترميم نسختي الفيلم، العربية والإنكليزية، مهمة جداً كونها توفر فرصة ذهبية للجيل الحالي، وحتى للذين سبق وشاهدوه، لمتابعة أحداث فيلم ثقافي وتاريخي مهم بجودة عالية وصورة محسّنة. ولا تعتبر خطوة الترميم مهمة لعرضه قريباً في الصالات فحسب، بل تبرز أهميتها من خلال الحفاظ عليه للأجيال المقبلة.

وقال مالك العقاد، مدير شركة ترانكاس، تعليقاً على إطلاق الفيلم في صالات العرض بالإمارات ومنطقة الخليج: «يسعدني أن أشيد بفيلم أبي الراحل، مصطفى العقّاد، من خلال إطلاقنا النسخة الرقمية المرممة لفيلمه «الرسالة» وقدرتنا على إعادة عرضه على الشاشة الكبيرة وإعطائه المزيد من المجد الذي يستحقه.» وأضاف مالك العقّاد: «أود أن أشكر فريق عمل شركة

EMPIRE INTERNATIONAL على دعمه وعمله معنا كي نعيد إلقاء الضوء على فيلم حفر علامة فارقة في قلوب الملايين. أتمنى أن يكون الجمهور متحمساً لمشاهدة تحفة والدي الخالدة، سواءً لأول مرة أم لا، بنسخة الـ4K الجديدة والمرممة».

مصطفى العقاد

ولد في حلب بسورية في 1 يوليو 1930، درس الإخراج والإنتاج السينمائي في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلس. خلال تخصصه الجامعي أخرج فيلماً عن قصر الحمراء، نال عنه الجائزة الأولى في الجامعة. بعد تخرجه عمل مساعداً للمخرج العالمي الفرد هيتشكوك، فنال خبرة من خلال عمله معه، ما ساعده في ما بعد على إعداد مجموعة أفلام «هالووين». بعد ذلك عمل في شبكة لإعداد أفلام بعنوان «كيف يرانا العالم؟».

نال مصطفى العقاد جوائز في مهرجانات سينمائية عربية ودولية وأوسمة من زعماء عرب وأجانب، وكرّمه الرئيس الأميركي السابق بيل كلنتون وكان من المفترض أن يكرم في مهرجان دمشق السينمائي الأخير لكن وفاته في 11 نوفمبر 2005 حالت دون ذلك.

أبرز افلامه: الرسالة (النسختان العربية والإنكليزية - 1976)، وسلسلة أفلام «هالووين» (من 1978 حتى 2002).