تزامن تصويرك شخصيتي الأم المختلفتين جداً في «الهيبة» و{طريق» كيف مايزت في أدائهما من دون أي انزلاق؟

Ad

بفضل الخبرة وقدرتي على الإمساك بالشخصية طيلة فترة تصويرها. ولكن حينما ينتهي التصوير أخرج منها فوراً لدخول حالة أخرى وتجسيد شخصية مختلفة.

لديك جرأة في تحويل أبسط تفاصيل شكلك الخارجي وتصرفاتك إلى ما يلائم الشخصية.

يجب أن يكون الممثل جديّاً ومسؤولاً في دراسة نواحي شخصيته كافة، ومتى دخل فيها وتملّكها سارت الأمور بشكل تلقائي.

لهذا السبب تنجحين في أي شخصية تقدمين.

الحمد لله. أدرس شخصياتي بطريقة صحيحة وأتعاون دائماً مع المخرج أو مساعديه لصقل الدور كما يجب.

أيهما الأهم، تقديم عدد كبير من الأدوار لاكتساب الخبرة أو العمل على تطوير الذات من خلال ورش عمل وقراءة؟

صحيح أن ورش العمل والقراءة مهمتان لتطوير الذات إنما أي مخرج بمنزلة أستاذ في موقع التصوير نتعلّم منه ونكتسب خبرة إضافية في كيفية دراسة الشخصية ومتابعة تفاصيلها.

إضافة إلى ثنائية «عابد فهد ونادين نجيم» في «طريق»، لاحظنا انسجاماً وثلاثية ناجحة بينك وبين نادين وزينة مكّي؟

أوّجه تحية إلى نادين الممثلة المجتهدة والخلوقة، كذلك بالنسبة إلى زينة. لأننا كنّا متمكنّات من شخصياتنا، وأحببنا بعضنا بعضاً بصدق، شعرنا بأننا فعلاً عائلة بسيطة حقيقية ومتماسكة، ما انعكس انسجاماً أدائياً على الشاشة.

«الهيبة»

شاركت في «الهيبة» بجزأيه، أي منهما كان الأنجح جماهيرياً؟

لا شك أن الجزء الأول حاز جماهيرية أكبر، خصوصاً أنه في حينها طرح قصة جديدة لاقت اهتمام المشاهدين، فيما حرّك الجزء الثاني فضولهم للحصول على أجوبة عن تساؤلات حول أحداث الجزء الأول. من هنا، أراد القيّمون على العمل العودة إلى الوراء لتكون الأحداث المقبلة واضحة.

يعني أن ثمّة جزءاً ثالثاً للمسلسل؟

يُحكى عن جزء ثالث ولكن لم يبتّ الأمر بعد، أتمنى ذلك.

كيف تصفين التعاون مع المخرج سامر البرقاوي؟

إنه مخرج خلوق ومبدع، وفريق عمله يتألف من أناس طيّبين فشعرنا بتعاون عائلي بامتياز.

وبالنسبة إلى المخرجة رشا هشام شربتجي؟

مخرجة مبدعة أخلاقها راقية، مسؤولة عن أعمالها التي تتفانى من أجلها. لفتني أنها تحبّ الممثلين جداً وتعتبر أن فريق العمل متكامل بعناصره كافة.

هل لاحظت تفاوتاً بين مدرستهما الإخراجية والمدرسة الإخراجية اللبنانية؟

أبداً، فالأساتذة سمير حبشي وايلي حبيب وفيليب أسمر والمخرجون اللبنانيون كلهم الذين عملت معهم يمتلكون نَفَسهم الخاص في العمل ورؤيتهم الإخراجية المميزة إنما ما ينقصنا فعلا هو الدعم المادي. من جهة أخرى، لا هويّة للفن، فلا فارق بين مخرج سوري أو لبناني أو تونسي أو أردني أو مصري، إنما لكل شخص نَفَسه الذي يعبّر عنه عبر أعماله، ولا يتحقق ذلك سوى من خلال توافر الماديات.

ما رأيك بشخصيتي عابد فهد في «طريق» وتيم حسن في «الهيبة» المتمايزتين جداً؟

نلاحظ من خلالهما أهمية دراسة الشخصية بطريقة صحيحة وإدارتها من المخرج، وأهمية أن يكون الممثل مسؤولاً عن أدائه فيحافظ على خط الشخصية طيلة فترة التصوير من دون انزلاق أو خروج عنه. في هذا الإطار أوّجه تحية إلى عمر بعيني الذي تابع تفاصيل اللباس ورؤيته الخاصة للإطلالة الخارجية للشخصيات.

أمومة وخبرة

تدور غالبية أدوارك في فلك الأمومة. كيف تحافظين على التنوع ولا تقعين في التكرار؟

يجب أن يخزّن الممثل في ذاكرته شخصيات من مجتمعه ومحيطه. صحيح أن الأمومة واحدة والأم عاطفية بطبعها إنما لكل واحدة طبعها الخاص وتصرفاتها المتمايزة عن الأخرى وأسلوبها الشخصي في التعاطي مع عائلتها.

بعد سنين الخبرة والأعمال الكثيرة التي قدّمتها، هل تغيّر معيار اختيارك الأدوار؟

أبداً، لأن الأهم دراسة الشخصية بطريقة صحيحة. لا أخطط إنما أقوم بواجبي تاركة للجمهور أن يحكم ما إذا كنت جيّدة أم لا. يجب احترام رأي الجمهور وعدم الاكتفاء برأينا الذاتي لأننا متى اعتبرنا أننا نجحنا، انتهينا.

شخصيات

هل يمكن القول إنك تمكنت من تقديم الأدوار كافة التي تطمحين إليها أم بعد؟

قدّمت كثيراً من الشخصيات الطيّبة والشريّرة الكوميدية مثل «درّة»، وهي الشريرة غير المتوازنة التي تقمّصت دور الطبيبة والمريضة والمطربة وغيرها ونالت إعجاب الجمهور.

تقديم شخصيات متناقضة ومختلفة وغريبة الطباع لا تشبه شخصية الممثل الحقيقية هل هو بمنزلة علاج نفسي أو وسيلة «فشّ خلق»؟

أبداً ليس كذلك. تفكير الممثل بهذه الطريقة يضّره نفسياً ويؤدي به إلى عالم غير موجود بعيداً من الواقع. يؤدي الكاتب دوراً مهماً في توجيه الممثل لعيش الحالة بطريقة صحيحة لا أن يتقمّص الشخصية بطريقة مبالغ فيها لأن ذلك يقضي عليه، خصوصاً إذا رافقته بتفاصيلها إلى حياته اليومية.

ما تفاصيل دورك في مسلسل «ثواني»؟

أؤدي دور امرأة تهتم بتربية ابنة شقيقتها، وتتوالى الأحداث معهما بشكل تصاعدي. إنها قصة جميلة جداً للكاتبة كلوديا مرشليان وإخراج سمير حبشي.

تشاركين أيضاً في مسلسل «ثورة الفلاحين».

إنه مسلسل ضخم جداً في انتظار عرضه وهو كما مسلسل «ثواني» من إنتاج «إيغل فيلمز».

مسرح وسينما

حول المسرح في لبنان، تقول ختام اللحام: «أتأسف للوضع المسرحي الراهن. بعدما نتفرّغ أشهراً للتمارين والتحضير تُعرض المسرحية خلال فترة زمنية قصيرة جداً لا تتعدى الشهر بسبب الأوضاع الاقتصادية».

والممثلة التي ترى أن على الممثل أن يؤدي شخصياته السينمائية والدرامية والمسرحية على حدٍ سواء بمسؤولية كبرى، ترى أن لبنان في ما يتعلق بالصناعة السينمائية، يسير على الخط الصحيح، وتختم: «متفائلة جداً بالأعمال رغم أن بعضها تجاري والبعض الآخر أكاديمي».