اعتبرت زعيمة الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، أن الأمر التنفيذي الذي وقعه الرئيس دونالد ترامب في شأن الهجرة، يهدف إلى «استبدال شكل من أشكال التعسف بآخر، وسيمهد الطريق أمام احتجاز الأسر في ظروف شبيهة بالسجن على المدى الطويل»، متهمة ترامب بـ»استخدام الأطفال كوسيلة ضغط».

ووقع ترامب ليل أمس الأول، أمرا تنفيذيا بالمحافظة على لم شمل عائلات المهاجرين بعد عبورهم الحدود الأميركية- المكسيكية، رغم أن لغة النص الدقيقة للأمر لا تزال غير واضحة.

Ad

وقال ترامب: «ستكون لدينا حدود قوية جدا، وسنبقي العائلات معا»، موضحا أنه «لم يرق له مشهد أو شعور» العائلات المقسمة. وأضاف: «ستكون لدينا حدود قوية جدا ولكننا سنبقي العائلات معا».

وتابع: «أعتقد أن أي شخص لديه قلب كان سيتصرف بالطريقة نفسها»، مؤكدا أن ابنته ايفانكا وزوجته ملانيا كانتا في طليعة المدافعين عن قراره هذا.

وأفاد الرئيس الأميركي بأنه سيطالب المكسيك بمنع المهاجرين من الوصول إلى الحدود كجزء من جهوده لإعادة التفاوض في شأن اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا).

وأضاف، في اجتماع مائدة مستديرة في دولوث في ولاية مينيسوتا: «المكسيك لا توقف الأشخاص. حسناً، نحن لن نتسامح مع ذلك، وسأجعله جزءا من نافتا». يشار إلى أن «نافتا» هي اتفاقية ثلاثية بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

ترحيب مكسيكي

ورحب وزير الخارجية المكسيكي لويس فيديغاراي بقرار ترامب، قائلا إنه «بلا شك نبأ سار أن تتوقف الحكومة الأميركية عن الفصل القاسي واللاإنساني للأطفال المهاجرين عن أهلهم». أضاف: «ومع ذلك، ستواصل الحكومة المكسيكية العمل بلا كلل لتوفير الحماية القنصلية لجميع الأطفال المعرضين للخطر».

دي بلازيو

في السياق، أعلن رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلازيو، الذي يعتبر من أشد معارضي ترامب، أنه «صُدم» حين علم أن السلطات الفدرالية نقلت إلى مدينته 239 مهاجرا قاصرا ممن تم فصلهم عن ذويهم من دون أن تبلغ سلطات المدينة بذلك. وزار دي بلازيو مركز إيواء للاطفال المهاجرين في حي هارلم، بعد أن صوّرت قناة تلفزيونية وصول خمس فتيات إلى الملجأ ممن تم فصلهن عن ذويهن لدى دخولهم الاراضي الاميركية خلسة قادمين من المكسيك.

وقال رئيس البلدية الديمقراطي للصحافيين: «هل يعقل ألا يعرف أحد منا أن هناك 239 طفلا هنا في مدينتنا؟ كيف يمكن للحكومة الفدرالية ان تخفي مثل هذه المعلومات عن أبناء هذه المدينة، وتمنع المساعدة التي يمكن أن يكون هؤلاء الاطفال بحاجة اليها».

وحسب دي بلازيو المعروف بدفاعه الشديد عن المهاجرين، فإن الاطفال الذين نقلوا الى مركز الايواء في هارلم هم من أعمار مختلفة، ولكن «اصغر من وصلوا الى هنا يبلغ من العمر تسعة أشهر» فقط و»غير قادر على التواصل». وأضاف ان طفلا آخر عمره تسع سنوات وصل الى الولايات المتحدة من هندوراس ونقل الى نيويورك «بعدما قطع اكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر في حافلة، وهو لا يعرف ما إذا كان سيرى أمه أم لا».

بدوره، قال حاكم ولاية نيويورك اندرو كيومو: «نعرف على الأقل أن سبعين طفلا احتجزوا في مراكز فدرالية في مختلف أنحاء الولاية».

وانهارت الصحافية في شبكة «ام اس ان بي سي» راشيل مادو مساء الثلاثاء الماضي باكية عند قراءتها خبرا يفيد بأن السلطات أقامت ثلاثة مراكز مخصصة للرضع وصغار طالبي اللجوء.

بولتون

في سياق آخر، قال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إن مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون يعتزم زيارة موسكو. وكانت وكالة إنترفاكس للأنباء أوردت في وقت سابق امس، نقلا عن مصادر، أن زيارة بولتون تهدف إلى الإعداد لقمة محتملة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، قد تعقد في فيينا منتصف يوليو المقبل.

وبولتون يعتبر من المتشددين ضد موسكو، وقالت تقارير نشرتها وسائل إعلام أميركية قبل أسابيع إنه المسؤول عن عرقلة رغبة الرئيس ترامب في لقاء بوتين. وأكدت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو على ثقة باستفادة المجتمع الدولي من التعاون بين روسيا والولايات المتحدة في حل المشاكل الدولية.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس امس، «الرئيس فلاديمير بوتين أكد مرارا وتكرارا أنه في حال بدأت روسيا والولايات المتحدة التعاون فيما بينهما لحل المشاكل الدولية، فإن ذلك سيثمر على الأغلب بحلها». وأضاف أن «التعاون الروسي - الأميركي سيعم بالفائدة على جميع أعضاء المجتمع الدولي، وروسيا تنطلق من أن هذا الموقف مطلوب فعلا من قبل الكثير من الدول».