تزامناً مع إعلان قائد قوات التحالف العربي في الساحل الغربي العميد الركن عبدالسلام الشحي رسمياً تطهير مطار الحديدة بالكامل والسيطرة عليه، اقتحمت القوات الحكومية اليمنية حي الربيصة وهو أول الأحياء الجنوبية للمدينة الاستراتيجية الواقعة على ساحل البحر الأحمر.

وأكدت مصادر متطابقة أن ميليشيات الحوثي تتمركز في المباني الكبيرة في المدينة، التي غادرها سكانها، وتتحصن داخلها، مشيرة إلى أنها فرضت حالة الطوارئ، مساء أمس الأول، ونشرت مسلحيها الفارين من المطار عقب هزيمتهم وسط الأحياء السكنية.

Ad

كما أغلقت الميليشيات المتمردة بالقوة كاميرات المراقبة الموجودة في منازل عدد من المواطنين والفنادق والمؤسسات العامة والخاصة بمدينة الحديدة، وحذرت من الإبلاغ أو رصد أو تصوير تحركاتها، وواصلت العمل على حفر الخنادق والمتاريس ونشر دبابات ومدرعات وأسلحة مختلفة في الأحياء وتوزيع قناصيها على أسطح المباني المرتفعة ونشر ألغام عشوائية حول تحصيناتا.

وشنت مقاتلات التحالف صباح أمس، غارة جوية استهدفت حفاراً كان يستخدمه الحوثيون في إغلاق أحد الشوارع الرئيسية بالحديدة تمهيداً لبدء أعمال التخندق.

خسائر حوثية

وفي تسجيل نشرته وكالة الأنباء الإماراتية (وام)، أكد قائد قوات التحالف في الساحل الغربي مقتل 250 من الميليشيات الانقلابية وأسر 87 في معركة تحرير مطار الحديدة، التي تمت بمشاركة ألوية العمالقة، مشيراً إلى أن ميليشيات الحوثي تستخدم المدنيين دروعا بشرية، ودباباتها تمركزت وقصفت المطار من منزل مدني.

وأشار إلى أن المساعدات الإنسانية ستتدفق على الحديدة بالتوازي مع العملية العسكرية المتواصلة وفق الخطط الموضوعة، مؤكداً أن تحرير مطار الحديدة هو جزء من خطة متكاملة لتحرير كامل المدينة.

من جانبه، أكد قائد اللواء الأول بقوات العمالقة، العميد رائد الحبهي، أن قواته تنتظر ساعة الصفر لدخول مدينة الحديدة، وأن العملية العسكرية تجري على مراحل، مبيناً أنه "في الأيام القليلة المقبلة سنتقدم إلى الحديدة ثم إلى صنعاء وكل مناطق اليمن لتطهيرها من الميليشيات الإرهابية الإيرانية".

معركة الميناء

وعلى جبهة ثانية، أصبحت القوات اليمنية على بعد كيلومترات من الميناء، الهدف الرئيسي للعمليات العسكرية والإنسانية، ليفتح الطريق أمام الهدف الاستراتيجي الأكبر، وهو إيصال المواد الإغاثية والطبية والأولية لملايين اليمنيين وتخليصهم من التمرد والإرهاب.

وأعلت مصدر عسكري في القوات الموالية للحكومة عن انتقال المواجهات إلى شارع الكورنيش المؤدي نحو ميناء الحديدة، على بعد نحو ثمانية كيلومترات، لافتاً إلى أن المتمردين الحوثيين تمركزوا وسط الأحياء الجنوبية والغربية في المدينة لمنع التقدم نحو الميناء الاستراتيجي للمدينة الساحلية.

ودفعت أعمال العنف في محافظة الحديدة في غرب اليمن نحو 32 ألف شخص للنزوح في يونيو الجاري، بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة، بينهم أكثر من ثلاثة آلاف شخص في مدينة الحديدة، مركز المحافظة.

نهم وصعدة

وشرق صنعاء، اشتدت وتيرة المعارك بين قوات الجيش مسنودة بالتحالف العربي والميليشيات الانقلابية، في سلسلة جبال الرباح في جبهة الميسرة بمديرية نهم، وفق المركز الإعلامي للقوات الحكومية.

وفي صعدة، شهدت مديرية كتاف معارك دامية، بحسب موقع "سبتمبر نت" الحكومي، اندلعت أمس، إثر محاولة فاشلة للميليشيا الانقلابية لاستعادة مواقع مهمة قرب المرتفعات الجبلية على الخط الرابط بين كتاف والفرع.

وفي مديرية رازح، استهدفت مقاتلات التحالف بغارتين جويتين مواقع الميليشيا في منطقة الأزهور غرب صعدة، وغارتين في منطقة الغور بمديرية غمر، بينما شنت ثلاث غارات على مديرية الظاهر جنوب غرب المحافظة.

صاروخ باليستي

وفي وقت سابق، اعترضت قوات الدفاع الجوي السعودي أمس الأول صاروخاً باليستياً أطلقه المتمردون الحوثيون بطريقة مُتعمدة لاستهداف المناطق المدنية والآهلة بالسكان في مدينة خميس مشيط جنوب المملكة، بحسب وكالة الأنباء السعودية (واس).

من جهتهم، أعلن المتمردون المتحالفون مع ايران عبر قناة "المسيرة" التابعة لهم أنهم استهدفوا منشأة تابعة لشركة "أرامكو" النفطية العملاقة قرب مدينة أبها.

خطة أممية

وغداة مغادرته صنعاء في ختام محادثات مع المتمردين استمرت ثلاثة أيام سعى خلالها للتوصل إلى اتفاق حول مدينة الحديدة لتجنيبها الحرب، نشرت تسريبات لخطة المبعوث الأممي مارتن غريفيث الشاملة للسلام، تركز على تفاصيل مرحلة انتقالية أبرزها إمكانية وصوله غير المشروط إلى كل الأطراف وإضطلاع المجتمع المدني بدور بارز في تصميم وتنفيذ جدول الأعمال الانتقالي واستناد المفاوضات المحتملة على مبادرة مجلس التعاون الخليجي والقرار الأممي 2216 ومخرجات الحوار الوطني.

وشملت الخطة المسربة على أهداف منها التفاوض بشأن الترتيبات السياسية والأمنية ضمن اتفاق شامل. وأن تسمح الفترة الانتقالية باستعادة المؤسسات الحكومية واستئناف الخدمات الأساسية. وبناءً على ما جاء في الخطة، سيتم تحقيق هذه الأهداف من خلال ترتيبات سياسية وأخرى أمنية.

حكومة انتقالية

ففي الترتيبات السياسية، تشكل حكومة انتقالية تتسم بالشمولية برئاسة رئيس وزراء متفق عليه، ويحترم تمثيل السيدات، والتمثيل الجغرافي. كما لا يسمح بحق النقض في أي فرع من فروع الاتفاق الشامل

كذلك، احترام التسلسل القانوني للسلطة، حيث تكون الحكومة الانتقالية مسؤولة عن تنفيذ جدول أعمال المرحلة الانتقالية، وتأسيس هيئة انتقالية للإشراف على التنفيذ.

فيما شملت الترتيبات الأمنية إنشاء مجلس عسكري وطني يضم ضباط وعسكريين ومدنيين من أطراف النزاع، وآخرين مستقلين. وأيضاً، تسليم جميع الأسلحة والصواريخ الباليستية التابعة لمجموعات غير حكومية.

وبعد أن يتم التوقيع على الاتفاق الشامل بحسب الخطة، سيتم تنفيذ الترتيبات الأمنية أولاً، كما سيعاد نشر القوات من دون الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، ولا يجوز استثناء أي جماعة مسلحة.