أنقذ قائد المنتخب الإنكليزي لكرة القدم هاري كين فريقه في بداية مشواره بمونديال روسيا 2018 من التعادل مع تونس، بتسجيله ثنائية منها هدف الفوز في الوقت القاتل، في المباراة التي أقيمت، أمس الأول، في فولغوغراد بختام الجولة الأولى للمجموعة السابعة، ونتيجتها (2-1).

وتقدم "الأسود الثلاثة" بهدف في الدقيقة 11 عبر كين بعد ركلة ركنية، وعادل الفرجاني ساسي النتيجة (35 من ركلة جزاء)، قبل أن يقول هداف توتنهام كلمته الأخيرة في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع بهدف رأسي بعد ركلة ركنية أيضاً.

Ad

وألحق كين (24 عاماً) بالمنتخب التونسي خسارة هي الثالثة لمنتخب عربي في الوقت القاتل في مونديال 2018، بعد مصر أمام الأوروغواي (1-صفر)، والمغرب أمام إيران بهدف من نيران صديقة (صفر-1)، بينما كان المنتخب السعودي الوحيد الذي تلقى خسارة قاسية، وذلك بنتيجة صفر-5 أمام المضيفة روسيا في المباراة الافتتاحية.

ويخوض المدرب الإنكليزي غاريث ساوثغيت مونديال 2018 بتشكيلة شابة بمعظمها وتنقصها الخبرة الدولية. وبحسب شركة "أوبتا" للإحصاءات الرياضية، خاض لاعبو التشكيلة الحالية في ما بينهم 248 مباراة دولية، وهو أقل عدد إجمالي من المباريات الدولية لمنتخب انكليزي مشارك في بطولة عالمية، منذ يونيو 1962.

لكن هذه التشكيلة قدمت بداية قوية أمام المنتخب التونسي الذي يشرف عليه المدرب نبيل معلول، والذي يعتمد بشكل كبير على تشكيلة عمادها لاعبون في أندية أوروبية، إضافة إلى بعض اللاعبين المحليين.

وتساوت إنكلترا نقاطاً في صدارة المجموعة مع بلجيكا التي فازت على بنما في وقت سابق 3-صفر. وتقام في الجولة الثانية مباراتان بين بلجيكا وتونس في 23 يونيو، وفي اليوم اللاحق بين إنكلترا وبنما.

وسيترقب المنتخب التونسي معرفة ما اذا كان حارسه معز حسن قادرا على المشاركة في المباراة المقبلة، بعد خروجه مصاباً في الكتف الأيسر الاثنين.

وفي غياب القائد يوسف المساكني، الذي تعرض لإصابة قوية في الركبة قبل أسابيع من انطلاق المونديال، حمل شارة القيادة وهبي الخزري.

ضغط إنكليزي

وبدأ المنتخب الإنكليزي ضاغطاً منذ البداية، وسط تراجع من نسور قرطاج.

وصنع "الأسود الثلاثة" أول خطورة على مرمى حسن بعد مرور دقيقتين على البداية، بعدما وصلت الكرة إلى جيسي لينغارد إثر خطأ من الدفاع في إبعادها داخل منطقة الجزاء، فسددها أرضية قوية أبعدها حسن لركنية.

وتصاعد الضغط الإنكليزي تدريجياً، مع اعتماد المنتخب على التمريرات الأرضية السريعة والتحرك بطول الملعب وعرضه.

وفي الدقيقة الرابعة، تعرض حسن حارس مرمى نادي شاتورو الفرنسي (درجة ثانية) لإصابة في كتفه عندما حاول قطع محاولة خطيرة من لينغارد.

وتمكن حسن بداية من مواصلة اللعب، لتصل المباراة الى الدقيقة 11 مع ركنية لإنكلترا نفذها أشلي يونغ، حولها المدافع جون ستونز رأسية أبعدها حسن بأعجوبة من باب المرمى، لكن الكرة تهادت أمام كين غير المراقب قرب خط المرمى، ليتابعها بسهولة داخل الشباك.

وكان هذا الهدف الأول لكين في بطولة كبرى مع المنتخب، ليكرر ما حققه النجم السابق ألن شيرر الذي سجل أول أهدافه في المونديال في مرمى تونس أيضاً، وذلك في مباراته الأولى في مونديال فرنسا 1998.

وبعد أقل من دقيقتين، تلقى نسور قرطاج نبأ سيئاً بسقوط حسن أرضاً من الألم، وبدا واضحاً أنه غير قادر على مواصلة اللعب. وغادر الحارس أرض الملعب باكياً تاركاً المرمى في عهدة فاروق بن مصطفى (16). وظهر حسن مجدداً على مقاعد البدلاء في نهاية المباراة، وقد ربط كتفه.

ولم يتأخر المنتخب الإنكليزي في اختبار بن مصطفى، بتسديدة قوية بعد نحو دقيقة لجوردان هندرسون، أمسكها الحارس.

وهيمن المنتخب الإنكليزي في النصف الأول من الشوط الأول، وسط غياب شبه كامل لثنائي المقدمة التونسي الخزري ونعيم السليتي. وحصل نسور قرطاج على أول ركنية لهم في الدقيقة 22 بعد تقدم على الجهة اليمنى من ديلان برون. ووصلت الركنية الى السليتي الذي سددها عالياً.

وبدا الدفاع التونسي ضائعاً لاسيما في مواجهة التمريرات العرضية التي كانت غالباً ما تجد لاعباً غير مراقب يخطئ التعامل معها، مثل جيسي لينغارد في الدقيقة 23 الذي سدد كرة عالية رغم غياب الرقابة الدفاعية.

وبقي الوضع على حاله حتى ما قبل عشر دقائق من نهاية الشوط، حين حصل فخر الدين بن يوسف على ركلة جزاء إثر ما بدت انها ضربة بالكوع من المدافع كايل ووكر. وانبرى ساسي للركلة وسددها قوية على يمين الحارس جوردان بيكفورد الذي لمسها بأطراف أصابعه دون إبعادها.

وتحسن الأداء التونسي بعد الهدف، ووجد النسور الجرأة للتقدم نحو المنطقة الإنكليزية. رغم ذلك، واصل الإنكليز الضغط، وكادوا أن يتقدموا مجدداً قبل دقيقة من نهاية الشوط الأول، بعدما أفلت لينغارد من الدفاع وحول الكرة أسفل بن مصطفى في اتجاه المرمى، لكنها ارتدت من القائم.

وفي الشوط الثاني، تابع النسور الصمود أمام ضغط الإنكليز الذين عولوا بشكل كبير على الضربات الثابتة، وصولاً إلى الركنية، التي أتى منها الهدف الثاني. فمع نهاية الوقت الأصلي، نال المنتخب الإنكليزي ركلة ركنية بعد خروج الكرة من اللاعب محمد أمين بن عمر الذي حل بديلاً للسليتي.

ووصلت الركنية، التي نفذها آشلي يونغ إلى رأس المدافع هاري ماغواير الذي حولها بدوره إلى كين. ووجد الأخير نفسه - كما الهدف الأول - من دون أي رقابة دفاعية على بعد أمتار من خط المرمى، ليحول الكرة في مرمى بن مصطفى ويطلق فرحة إنكليزية كبيرة على أرض الملعب.