"في هذا اليوم والسرور يملأ الجوانح والابتسامات المشرقة تعلو الوجوه نرفع أبصارنا بخشوع إلى المولى عز وجل لنحمده سبحانه ونشكره على ما وفقنا إليه وأنعم علينا به، ولقد كان التعاون الوثيق بين الحكومة ممثلة في المسؤولين من أبناء الأسرة الحاكمة، وبين الشعب المخلص من المغزى الجميل ما أشاع الغبطة والاستحسان في نفسي، وجعلني أتمنى استمرار هذا التعاون لخير البلد ودوام تقدمه وازدهاره".

المغفور له الشيخ عبدالله السالم بمناسبة استقلال الكويت وإنهاء اتفاقية 23 يناير 1899.

Ad

استقلت الكويت في 19 يونيو 1961، وانطلقت تمخر عباب البحر الدبلوماسي والدولي، والتحقت بالركب العربي عبر انضمامها لجامعة الدول العربية والمسرح الدولي بدخولها منظومة الأمم المتحدة، وما إن مر على عضويتها خمسة عشر عاما حتى أصبح للكويت الشابة مقعد في مجلس الأمن وصوت دولي مسموع ينصر القضايا العربية، ويطالب بالإنسانية بجميع أنماطها.

وقد استقلت بانتهاء الاتفاقية التي وقعها المغفور له الشيخ مبارك الكبير 23 يناير 1899 في الوقت الذي ازدادت الأطماع تجاه الكويت من جميع الاتجاهات والقوى، وتحولت الأجواء آنذاك إلى الحرب الباردة أحيانا وتوازن القوى أحيانا أخرى، فالدولة العثمانية، التي سميت رجل أوروبا المريض، كانت على شفا حفرة من الانهيار، فتحالفت مع القيصر الألماني مستغلة هويتها الإسلامية لتطلب تعزيز العلاقات بالكويت ومشايخ الخليج، وعلى الطرف الآخر قامت بريطانيا بربط إمارات الخليج باتفاقيات لحمايتها.

فالقلق الذي شعر به الشيخ مبارك من الأوضاع الإقليمية والدولية إلى جانب تهديد العثمانيين كان دافعا لطلب الحماية من بريطانيا.

وفي عام 1961 وباستراتيجية المغفور له عبدالله السالم انتهت اتفاقية الحماية واستمرت الصداقة، واليوم وبالإرث الدبلوماسي لصاحب السمو توسعت دائرتها حتى شملت الدول الفاعلة في المجتمع الدولي حاملة شعار الدعم والإنسانية والاستقرار.