قدّمت شخصيتين متناقضتين في الوقت نفسه أخيراً، كيف تمكّنت من التمييز بينهما؟

Ad

صوّرت ثلاث شخصيات مختلفة جداً في الوقت نفسه «مريم» في طريق، و«أسمى» في «الحب الحقيقي»، وقد عُرضا في شهر رمضان الفضيل، وشخصية جديدة في مسلسل «ثواني» لم تُعرض بعد. اختلطت أحاسيسي بين اللذة في العمل والتعب والصعوبة والتحدي الذاتي في تصوير شخصيات مختلفة جداً عن بعضها البعض والقدرة على التمييز الأدائي في ما بينها. شكّل هذا الأمر تجربة جميلة وجديدة وخبرة إضافية واكتشافات مختلفة، فلا رتابة أبداً في مهنتنا التي نشعر من خلالها بتحفيز للتفتيش عن الذات وعن شخصيات جديدة عبر مراقبة من حولنا في المجتمع.

قبلهما قدّمت شخصية في «سكت الورق» شكّلت مزيجاً ما بين هاتين الشخصيتين.

عندما طُرح اسمي على الكاتب مروان نجّار رحّب كثيراً، خصوصاً أنني أديّت دوراً في مسلسله «مريانة» تطلّب وجهين أيضاً إذا جاز التعبير. شخصيتي في «سكت الورق» محورية، وهي مزيج من شخصيات عدّة تمرّ في تقلّبات كثيرة، شخصية المرأة الضعيفة إزاء صديقتها، وشخصية الجبانة الخائفة على نفسها وعلى سمعتها ولا ثقة لديها في الآخرين، شخصية من تسعى إلى الانتقام والمغرمة التي لم تحافظ على حبيبها... هذه الشخصيات التي هي من صلب مجتمعنا علينا أن نقتنع بها أولاً لنعرف كيفية نقلها إلى الشاشة بطريقة راقية غير خادشة للحياء.

شخصيات

هل تفضّلين الشخصية المحوريّة أم البطولة الأولى؟

لا تهمّني البطولة بل أن تكون الشخصية محوريّة في المسلسل حتى لو كانت مساحة ظهورها قصيرة.

شعر المشاهدون بأن «أسمى» بطلة «الحب الحقيقي» ومحركة الأحداث؟

يمكن أن أقول بكل تواضع إن شخصية «أسمى» من ابتكاري، إذ أضفت إلى تلك الموجودة في الورق من ذاتي ومن رؤيتي ونكّهتها ببعض الفكاهة أيضاً وبتفاصيل سواء في التعبير والحوار أو في التصرّفات. صراحة، استنبطت شخصيتها وتصرفاتها من امرأة أعرفها.

هل تبررين أفعالها؟

أراها امرأة تفتّش عن مصلحة ولديْها، لأنها عانت في الماضي الفقر ولا تريد أن يعانياه أيضاً. صراحة، استفزتني لأنني مسالمة جداً ولا أشبهها، ولأنني ممن يستوعب الأمور حوله خصوصاً في موقع التصوير وفي المشكلات المهنية التي قد نتعرّض لها. فعندما أؤدي شخصية سلبية إلى هذا الحدّ، أتصالح مع ذاتي، ومن يتعرّف إليّ يُفاجأ بالفارق بيني وبينها. في النهاية، نستعرض كممثلين الشخصيات الإيجابية والسلبية ليبقى الحكم للجمهور والمجتمع.

وبالنسبة إلى «مريم»؟

تخفي تلك المرأة الملتهية بشعرها وأكسسوارها خلف قناعها وجع امرأة مُغرمة منذ سنوات بشخص سيئ لا يريد أن يتزوجها.

متابعة

هل تابعت أياً من الأعمال الرمضانية التي عُرضت هذا العام؟

شاهدت بعضاً من «تانغو» و«الهيبة» و«جوليا» و«ليالي أوجيني» و«مشيت».

ما رأيك فيها؟

بلغنا مستوى إنتاجياً متقدّماً لا نرضى كممثلين التراجع عنه. ممنوع العيش على أمجاد الماضي بل يجب أن نناضل لنستمر في هذه المهنة. أنا مؤمنة بروح الشباب الطموح. ثمة مواهب مخفية لديها إبداع ومستوى مهني يضاهي المستوى العالمي، إنما بسبب تصريف إنتاجنا المحدود لم يفسح في المجال أمامها لإظهار نوعية عملها. ففي مسلسل «الحب الحقيقي» تعاملت مع فريق شبابي لبناني صرف، اكتشفت إلى أي مدى هذه الفئة المتخصصة والمنفتحة والموهوبة تنعكس علينا حماسة وشعوراً دائماً بالشباب.

مسلسلان

ما تفاصيل شخصيتك في مسلسل «ثواني» (كتابة كلوديا مرشليان، وإخراج سمير حبشي، وإنتاج إيغل فيلمز)؟

ستحظى هذه الشخصية العزيزة جداً على قلبي بتعاطف إيجابي من الناس. إثر انتقالها من مرحلة إلى أخرى حصل معها حادث كبير غيّر مجرى حياتها خصوصاً على الصعيد الجسدي فعاشت صراعاً بين أبنائها الموجودين قربها، وبين ابنتها التي تكتشف أخيراً أنها لا تزال على قيد الحياة، فتسعى إلى كسبها والدفاع عنها. إنه دور رائع وموجع جداً إنما الحمد لله كنت في أيادٍ أمينة مع المخرج سمير حبشي.

أي شخصية تؤدين في مسلسل «بردانة أنا» (كتابة كلوديا مرشليان، وإخراج نديم مهنّا) المستوحى من قصة حقيقية؟

إلى جانب هذه القصة الحقيقية المستوحاة من المجتمع اللبناني عن تعنيف المرأة، عالجت الكاتبة قصصاً عدّة من بينها قصة «رندا» التي أسير فيها ما بين الألغام. للمرّة الأولى، أؤدي شخصية مماثلة، فهذا دور يلامس كل امرأة في مقتبل العمر وكل امرأة مرّت بمشاكل في حياتها، وشعرت متأخرة بأنوثتها وباهتمام شخص لم يكن وارداً في تفكيرها ومسيرتها بين عائلتها، في الوقت الذي تعيش فيه مهمّشة. عالج الموضوع «تابو» من المجتمع، وجسّد حياة أية امرأة عانت صراعاً ما.

هل تعتقدين أن معالجة قصة حقيقية عن تعنيف المرأة تلامس المشاهدين أكثر من أية قصة درامية أخرى؟

ثمة قصص تلامس المجتمع في أي مسلسل درامي، حتى لو رسمنا الشخصيات الدرامية أحياناً بطريقة نافرة، إنما ما من دراما لم تعالج ناحية من نواحي هذا المجتمع. كذلك حتى إن استوحينا المسلسل من قصة حقيقية، فإننا نحتاج إلى غلاف درامي لتمرّ الرسالة بطريقة جميلة غير خادشة للمشاهد وهنا يتمايز كاتب عن آخر.

أدوار محورية

قدّمت نهلة داود أدواراً مهمة ومحوريّة في الآونة الأخيرة، فما الذي تغيّر أخيراً حتى شعرنا بأن ثمة من يفيها حقّها كممثلة؟ تقول في هذا الشأن: «بالنسبة إليّ شخصياً لم يتغيّر شيء منذ كنت طالبة حتى الوقت الراهن. لا أزال تلك التي تقلق على عملها وتطنّش أحياناً عن آراء معيّنة لئلا تؤذي مسيرتها كونها مقتنعة بأنه لا يمكن أن نتساهل مع تلك المهنة التي تشكّل سلاحاً نربّي من خلاله أولادنا ونبني جيلاً نفتخر فيه في المستقبل». وحول نجاحها بأدوار متناقضة بين الشر والخير، وهل مرّده إلى الخبرة أم الموهبة؟ توضح: «هذه المهنة هي عملية علاج نفسي ذاتي متواصل. فكل منا يرتدي أقنعة عدّة، لأن «التابو» في الحياة والمجتمع يضع أمامنا حواجز. لذا ما أقوم به من خلال هذه الشخصيات والتمثيل هو كسر الحواجز والأقنعة».