هل يتذكر أحد منكم كيف كان هناك عرض فائض من رقاقات الحاسوب في عام 2008، ثم انصرف العالم عن استخدامها؟ أنا لا أتذكر ذلك أيضا. وهذا سبب وجيه لاستبعاد قلقكم بشأن الآثار التي ستشمل الطاقة الشمسية من جراء الخطوات الأخيرة التي اتخذتها الحكومتان الأميركية والصينية إزاء مصنعي الألواح الشمسية. وقد كان الهبوط في أسعار أسهم بعض من الشركات المنتجة الرئيسية لهذه الألواح دراماتيكياً بالتأكيد، اذ بلغ منذ بداية هذه السنة بالنسبة الى جنكو سولار القابضة JinkoSolar Holding نحو 43 في المئة، ولشركة كانديان سولار Canadian Solar نحو 20 في المئة، ولشركة هانوها كيوHanwha Q Cells4.4 في المئة، ولكن حتى الآن فإن المتاعب جعلت صناعة الطاقة الشمسية أكثر قوة.

ولمعرفة السبب علينا العودة الى التاريخ، فقد هبط سعر وحدة الشمسية نحو 80 في المئة بين 2010 و2017، نتيجة لزيادة كفاءة الإمدادات وتحسنها مما خفض تكلفتها. وأفضى تراجع السعر الى افلاس الكثير من المصنعين – ولكنه دفع الى زيادة الطلب العالمي بحوالي 9 أمثال، وحقق الفائزون في هذه المعركة أداء جيداً ومجزياً. وحصل الذين اشتروا أسهماً في جنكو سولار وكانديان سولار في نهاية عام 2011، عندما كان السوق في أزمة على زيادة في قيمة الأسهم بنسبة 33 في المئة و22 في المئة سنويا على التوالي مع نهاية الأسبوع الماضي، مقارنة مع 22 في المئة و17 في المئة بالنسبة الى مستثمرين في شركة تايوان لأشباه الموصلات وانتل كورب خلال الفترة ذاتها.

Ad

ماذا سيترتب من آثار على الخطوات التي اتخذتها في الآونة الأخرة واشنطن وبكين؟ لقد فرضت إدارة ترامب في شهر يناير الماضي تعرفة بنسبة 30 في المئة على الألواح الشمسية المستوردة، وكان ذلك أحد الأسباب التي دفعت الى هبوط كبير في أسهم جنكو سولار وكانديان سولار في هذه السنة، فيما قالت الحكومة الصينية في الأسبوع الماضي إنها ستخفض تراخيص المشاريع الجديدة من مستوى منشآت في هذه السنة وتعرفة تغذية المولدات الشمسية مقابل الكيلووات/ساعة.

أنباء سيئة للمصنعين تلك أنباء سيئة بشكل واضح لمصنعي الألواح الشمسية، ولكنها تستحق النظر في أسبابها. الهبوط في الأجل القصير في الطلب في الصين – والزيادة في الإمداد من جانب المصنعين الذين أعلنوا عن 4.55 غيغاوات ساعية سنوية في سعة الإنتاج في الولايات المتحدة هذه السنة، رداً على تعرفات ترامب – ستفضي الى تخمة في الأسواق العالمية ستدفع الى خفض الأسعار.

ومن شأن ذلك أن يلحق الضرر بهوامش المصنعين، ولكنه سيساعد على استخدام التقنية الكهروضوئية، خصوصا في آسيا، حيث يتزايد الطلب على الكهرباء بسرعة كما وصل استخدام الطاقة الشمسية على مستوى المنشآت الى نقطة التحول أو تجاوزها، إذ بدأت كلفة التوليد تقل عن كلفة الوقود الاحفوري.

وفي الصين، يتعين أن تهبط أسعار الوحدات -التي لاتزال عند نحو ثلث تكلفة نظام الطاقة الشمسية– بنسبة 35 في المئة في هذه السنة وبنحو 10 الى 15 في المئة أخرى في عام 2019، وفقاً لايفون ليو ويالي جيانغ وزياوتنغ وانغ من بلومبيرغ نيو انرجي فاينانس. وهذا تسريع في الوتيرة المتوقعة قبل تدخل بكين، حيث تشير التوقعات الى هبوط بنسبة 20 في المئة الى 27 في المئة خلال العام الحالي.

وفيما سيهبط الطلب العالمي الاجمالي في هذه السنة نتيجة الهبوط في الصين، فإن تلك الأسعار الأدنى قد تحفز الطلب في 2019 و2020 بحسب مجموعة بلومبيرغ السالفة الذكر.

لقد أصبحنا معتادين جداً على استخلاص الشركات الكبرى ربحاً من قوتها السوقية، حيث ان صناعة يصعب عليها تحديد فائزين ثلاث سنوات من الآن تشعر وكأنها في حال أزمة. وفي حقيقة الأمر، هذا هو الوضع على وجه التحديد الذي يفترض أن تبرع الرأسمالية فيه لمصلحة الكل. لقد شكلت التطورات السياسية في هذه السنة أنباء سيئة بالنسبة للمنتجين المبتدئين للألواح الشمسية، ولكنها بالنسبة الى الصناعة كلها –وللمناخ العالمي– يبدو أنها عوامل ايجابية ومفيدة.

● ديفيد فليكلينغ - بلومبيرغ