من الجيد أن نبتعد عن المشاحنات والاحتكاك أو الدخول في مناقشات الأمور اليومية التي لا تقدم ولا تؤخر، إذ يعتقد الكثير أننا أشخاص سلبيون أو منطوون على أنفسنا حين لا نناقش، في حين نجد هناك من يتدخل في المناقشات بشكل مباشر، ويلتفت إلى كل كبيرة وصغيرة، ويسارع حين يعم السكون في البحث عما يحثه على فتح باب النقاش مرة أخرى، والكثير يقول عنه ثرثار أو نسميه بالعامية (قرقي).

وهناك بعض الأشخاص يركزون في كلامهم تركيزا شديداً يحتاج إلى مزيد من التوضيح والشرح ليفهمه السامع، ومقابل هذا هناك نوع عكسي لأشخاص يطيلون الكلام بغير داع، مع أنه يمكن تلخيصه بدون جهد.

Ad

ولا شك أن أغلبنا يشده الحديث ويحاول أن المشاركة في الموضوع بشكل مباشر، لتوصيل وجهة نظره بطريقة واضحة، ولكن هناك من يرغب في المشاركة لجلب النظر إليه فقط، فيشارك دون معرفة لكي يقول لنا "أنا هنا". ومن المهم جدا الانتباه لوقت الحديث ومجاله وموضوع النقاش، لوجود من يرغب في الاستفادة من كمية المعلومات التي ستطرح فيه، لذلك لا بد أن نتعلم اختيار الوقت لنبدأ، وللكلام من الناحية الاجتماعية أكبر الأثر في بناء أجمل وأروع العلاقات، فحسن اختياره ومراعاة ظروف الآخرين وأحوالهم ونفسيتهم كلها كفيلة بأن تبنى وتعمر وتوطن وتؤلف بين القلوب.

الكلام المفيد المرتبط بمعلومات مفيدة هادف ويصل بنا إلى مبتغانا من تجميع وتدوين للمعلومات التي ستفيدنا في المستقبل بالتأكيد، لكنه يفقد فائدته إذا تأخر عند الاحتياج إليه وبقي حبيس الصدر، فتضيع الفرصة تلو الأخرى على صاحبه، ويبقى مكانه منكمشا، فلنختر الوقت والمكان المناسبين للحديث، لأن ذلك سيجعلنا نجوما تتلالأ في السماء يرغب الكل في استمرار حديثنا ومناقشتنا.

لكم أنتم:

إذا أخذت بالأسباب التي تفتح لك أبواب الحياة، ثمّ تأخرت النتائج قليلاً، فكن على يقين أنّ الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.

و"ظنكم لكم وحسن نيتي لي ورب البيت كريم".