لم يفلح النجاح الذي أصبح يحققه كل من فاتن وعمر الشريف، سواء من خلال عملهما معاً، أو كل منهما في عمل بعيد عن الآخر، في أن يقلل حدة الخلافات بينهما، التي أصبحت في ازدياد، يوماً بعد آخر. ولولا المحاولات التي كانت تبذلها فاتن من أجل الحفاظ علي بيتها وحياتها لحدث الطلاق مع أول عاصفة هبّت، حتى أصبحت حياتهما الخاصة، بعيداً عن أعين الآخرين، جافة قلما شعرا فيها بسعادة حقيقية. ذات يوم، دخل عمر الشريف بيته وهو يكاد يطير من السعادة، وكان غارقاً في ضحكات متصلة لا تنقطع، وسط دهشة فاتن التي لم تره بهذه الحالة منذ فترة طويلة، وقبل أن تسأله عن سر سعادته، بادر هو ليوضح لها السبب، وهو يناولها كتاباً:

= أنا بقالي كتير ماقدمتلكيش هدية. يا ريت تقبلي دي مني.

Ad

* إيه دي؟

= دي رواية لا تطفئ الشمس... بتاعة إحسان عبد القدوس.

* ما أنا عارفة ماهو باين من الغلاف. بس أنا عندي نسختين من الرواية دي في المكتبة. كنت سألتني قبل ماتشتريها.

= أنا دافع في الرواية دي تلات آلاف وخمسمية جنيه.

* إيه... كام؟!

= أنا اشتريتها من إحسان ودفعت له تلات آلاف وخمسمية جنيه.

* وده اللي خلاك تضحك أوي كده وانت داخل؟

= لا طبعاً... أنا باضحك بسبب المقلب اللي شربه صاحبك.

* صاحبي مين؟

= عبد الحليم حافظ. كان حاطط عينه على الرواية وكان بيكلمني عنها كل يوم... برضه كان نفسه يشتريها ويعملها.

* عبد الحليم يعمل «أحمد زهدي» مش ممكن طبعاً.

= المهم أني سبقته واشتريتها، وسايبه بيكلم إحسان وهو هايتجنن. بس أنا كمان كنت هاتجنن لو ماكنتش اشتريتها لأني حبيت شخصية «أحمد زهدي» جداً لأنها مركبة وإحسان راسمها حلو أوي. وكمان شخصية ليلى البطلة. علشان كده قررت تكون الرواية دي أول إنتاج ليا. وتكوني انت معايا فيه.

* أنا مش عارفة أقولك إيه، مرسي أوي على إحساسك ده. بس أنا آسفة مش هاقدر أعمل دور «ليلى».

= انت بتقولي إيه... ليه؟

* الجمهور لحد دلوقت بيعاتبني على دور «نوال» في «نهر الحب» فاعتقد مش من الذكاء أني أصدمه مرة تانية وراها على طول بدور «ليلى» اللي بتخطف «فتحي» من مراته. يعني واحدة «خطافة رجالة».

= فاتن حمامة بتاريخها وثقافتها هي اللي بتقول كده؟

* صحيح أنا زي ما بتقول. بس ما ينفعش أصدم الجمهور طول الوقت بنوعية الأدوار دي.

لم ينته النقاش في هذه الليلة بين فاتن والشريف، حول فيلم «لا تطفئ الشمس» بل كان بداية لنقاشات أخرى طويلة وممتدة، وصلت إلى حد الخلافات بينهما. حتى ان الزوج راح يستعين ببعض الأصدقاء والمقربين لإقناع زوجته، من بينهم صديقهما المشترك أحمد رمزي، بعدما عادت العلاقة بينهما على أفضل ما يكون، بل وقرر أن يكون إنتاج الفيلم مشتركاً بينهما، ويشارك رمزي في الفيلم بدور «ممدوح» الشقيق الأصغر «لأحمد». لجأ أيضاً إلى المخرج صلاح أبو سيف، ومؤلف الرواية إحسان عبد القدوس، ليكونوا جميعاً جبهة واحدة في مواجهة فاتن، وراحوا يحاصرونها، حتى استطاعوا أخيراً إقناعها بالقيام ببطولة الفيلم، لتتراجع لأول مرة عن قرار اتخذته، حول قناعتها الفنية.

فن للفن

انتهى لوسيان لامبير من كتابة السيناريو والحوار مع حلمي حليم، وبدأ الشريف وفاتن وأحمد رمزي والمخرج صلاح أبو سيف اختيار بقية الفنانين الذين سيشاركون في الفيلم، فوقع الاختيار على عقيلة راتب في دور الأم، ومعها الفنانات الشابات نادية لطفي، وليلى طاهر، وشيرين، بالإضافة إلى عبد العزيز ميكوي، وسميحة أيوب، وعبد الخالق صالح. لكن ما إن بدأت الخطوات التنفيذية، حتى فُوجئوا بمدير الإنتاج خليل دياب، يذكر مشكلة أخرى أكبر، وهي أنه بعد إعداد الميزانية النهائية، اكتشف أن الفيلم سيخسر لا محالة:

* انت بتقول إيه؟

= ده مش كلامي. ده كلام مدير الإنتاج.

* خلاص احنا فيها. بلاش.

= يعني إيه بلاش؟ انا مصر إني انتج الفيلم ده. لأني حاطط عليه آمال كبيرة.

* طيب ماتشوف شريكاً ثالثاً يدخل معاك انت ورمزي.

= ماحدش هايقبل يدخل وهو عارف أن الفيلم ممكن يخسر.

* طب وإيه اللي ممكن يجبرك على الخسارة؟

= مش مهم. أنا هاعمل الفيلم حتى لو خسرت كل فلوسي. أنا كل اللي يهمني أن أعمل الدور ده لأنه مهم جداً بالنسبة لي.

بدأت فاتن والشريف الاستعداد لتصوير «لا تطفئ الشمس»، الفيلم الذي يبني عليه الممثل آمالاً عريضة، وأصبح أعضاء الفريق جاهزين لبدء التصوير، إذا بحدث آخر يطرأ على حياة البطل، يجعله يوقف الخطوات كافة.

كان عمر الشريف نسي تلك المكالمة الهاتفية التي تلقاها من وكلاء «كولومبيا بيكتشرز» بالقاهرة، تخبره بأن الشركة تبحث عن ممثلين عرب للقيام بأدوار ثانوية في فيلم عالمي ضخم، وإذا ما كان يرغب في إرسال صور شخصية، وسيرة ذاتية له كممثل، على أن يتم تحديد موعد لمقابلة شخصية، إذا ما وقع الاختيار عليه. يومها، سارع الشريف إلى إرسال صوره الشخصية وسيرته الذاتية إلى مقر الشركة، منذ أكثر من ثلاثة أشهر، إلا أنه نسي هذه الواقعة. لكنه تلقى مكالمة جديدة، تؤكد له أن المنتج الكبير سام سبيغل في القاهرة، ويريد أن يراه بعد ساعة في مقر إقامته بفندق «مينا هاوس».

في الموعد المحدد كان الشريف في الفندق، حيث استضافه المنتج سام سبيغل في جناحه الخاص، ليدور بينهما حوار طويل باللغة الإنكليزية، حول السينما العربية والسينما الأميركية، أعجب خلاله المنتج بلكنة الشريف في اللغة الإنكليزية، وزاد إعجابه عندما علم أنه يتحدث أيضاً الفرنسية والإيطالية واليونانية والإسبانية، إلى جانب العربية، ما كان يعني أنه يستطيع أن يجسد دور أية شخصية أجنبية في أي فيلم، من دون معرفة هويته. عندئذ، طرأت على ذهنه فكرة، لم يصارح بها الشريف، غير أنه طلب منه أن يخضع لاختبار الكاميرا، وحدد له موعداً بعد ثلاثة أيام في صحراء الأردن.

فرصة عالمية

بعد ثلاثة أيام، كان عمر الشريف في الأردن، حيث أقلته هو وسام سبيغل طائرة هيلوكوبتر هبطت في صحراء الأردن، ليجد نفسه وجهاً لوجه إزاء المخرج الكبير ديفيد لين، الذي راح ينظر إليه طويلاً، ثم أمر بملابس وماكياج لرجل عربي من بدو الصحراء، وناوله ورقة تضمنت مشهداً باللغة الإنكليزية، ثم أحضر النجم الكبير بيتر أوتول ليقف إلى جانب الشريف في المشهد.

رغم الارتباك الواضح على وجه الشريف، بسبب عدم تصديقه ما يحدث، فإنه تماسك وقدّم المشهد باقتدار إزاء بيتر أوتول، لينقله بعده المخرج إلى مشهد آخر بالفرنسية، ويقدمه بالإجادة نفسها، وما إن انتهى حتى طلب إليه ديفيد لين أن يبقى أياماً في الفندق بالأردن.

أرسل ديفيد لين الاختبارات التي صورها للشريف إلى شركة الإنتاج في أميركا، التي تنوي إنتاج فيلم "لورانس العرب” عن قصة "توماس إدوارد لورانس”، الضابط البريطاني الذي ساند الثورة العربية عام 1916، وكتب له السيناريو والحوار روبرت بولت، ومايكل ويلسون، فيما تولى البطولة، بيتر أوتول، وأنطوني كوين، وجاك هاوكينز، وخوسيه فرير، بالإضافة إلى الفنان المصري جميل راتب.

ظلّ عمر الشريف في الفندق أياماً عدة، في حالة من القلق والتوتر، لا يفهم ما يدور حوله، حتى أنه قرّر أن يعود إلى القاهرة، غير أنه قبل أن يأخذ هذه الخطوة، فوجئ بوصول رد الشركة الأميركية بشأنه.

جاء رد الشركة المنتجة لفيلم «لورانس العرب» برفض أن يؤدي عمر الشريف دوراً ثانوياً في الفيلم، مؤكدين أن الاختيار وقع عليه ليؤدي دوراً رئيساً، هو «الشريف علي».

عاد عمر الشريف إلى القاهرة ليستعد للسفر إلى لندن من أجل الخضوع لجراحة عاجلة، بناء على طلب الشركة المنتجة، لإزالة «الشامة» الكبيرة في وجهه، على أن يعود بعدها إلى الأردن، ليبدأ تصوير المشاهد الخارجية في الصحراء، ومنها إلى لندن ثم اسبانيا والمغرب، أماكن تصوير الفيلم. ورغم كل ما شاهده ولمسه بنفسه، وتوقيعه العقد مع الشركة، الذي لم ينص على تصوير الفيلم فحسب، بل إنه يبقى تحت تصرف الشركة المنتجة لمدة ستة أشهر، يمكن أن يسندوا إليه أي دور آخر خلالها، فإنه لم يصدق نفسه، كذلك لم تصدق فاتن حمامة، بل وكادت تطير فرحاً، فزوجها الفنان الذي لم تكتمل نجوميته بعد، ولا يزال يبني نجوميته في مصر، ويضع آمالاً عريضة على فيلم «لا تطفئ الشمس» كممثل ومنتج، يصبح بين عشية وضحاها أحد أبطال واحد من أكبر الأفلام في العالم، ويضع إحدى قدميه على عتبات السينما العالمية.

حفلة الوداع

قبل أن يغادر الشريف إلى لندن أقامت له فاتن حمامة حفلة كبيرة في بيتهما، ودعت الأصدقاء والمقربين، للاحتفال بخطوته العالمية، وليكونوا في وداعه قبل أن يغادر القاهرة، متجهاً نحو الحلم الذي بدأ رحلته في السينما المصرية من أجله، وهو الوصول إلى «الشهرة العالمية».

في هذه الحالة، لم يعد بإمكان الشريف أن يؤدي دوره في فيلم «لا تطفئ الشمس»، لكنه أصرّ على استكمال الإنتاج، وطلب إلى فاتن أن تتولى مكانه، محرراً لها توكيلاً لتأخذ أي خطوة وتحرّر الشيكات. كذلك طلب إلى صلاح أبو سيف البحث عن بديل له، فأسند الدور إلى شكري سرحان.

بدأ تصوير الفيلم بعد سفر الشريف بأكثر من خمسة أشهر، ولكن بعد أسابيع أوقفت فاتن التصوير، لا لشيء إلا أن الميزانية نفدت، فأرسلت برقية إلى الشريف، وهو كان انتهى من التصوير في الأردن والمغرب وإسبانيا، وانتقل إلى لندن، لتسأله ماذا تفعل؟

طلب إليها الشريف أن تسدّد كل ما يحتاج إليه الفيلم، من دون أن تعطل التصوير يوماً، مؤكداً أنه سيسوي معها الأمور عندما يعود. عندئذ، استأنفت العمل، لتكون المفاجأة أن الخسائر المتوقعة بسبب ارتفاع الميزانية غابت تماماً، وغطى الفيلم نفقات إنتاجه كلها من التوزيع الخارجي فقط، وبقيت إيرادات العرض الداخلي في كل مدن مصر هي الأرباح الخالصة، وفاق نجاحه التوقعات سواء في الخارج أو الداخل، ونالت عنه فاتن حمامة جائزة أفضل ممثلة من «وزارة الإرشاد» وأفضل ممثلة من مهرجان «المركز الكاثوليكي».

ما إن اطمأنت فاتن على نجاح «لا تطفئ الشمس» حتى بدأت تصوير فيلم «لن أعترف» إلى جانب أحمد مظهر، وأحمد رمزي، وصلاح منصور، وشريف ماهر، عن قصة ستيفان روستي وزكي صالح، وسيناريو وحوار صبري عزت وعلي الزرقاني، وإخراج كمال الشيخ. لكنها أرهقت نفسها أكثر من اللازم، لذا عندما انتهت من التصوير سقطت مغشياً عليها، ونُقلت إلى مستشفى «عبد الله الكاتب» حيث خضعت لتحاليل عدة وأشعة، وأكّد لها الأطباء أنها في حاجة إلى راحة تامة، لأنها تعاني إرهاقاً شديداً وضعفاً عاماً، وغادرت بعد ثلاثة أيام المستشفى إلى بيتها.

«إعجاز فني»

صودف أن دخل مستشفى «عبد الله الكاتب» الكاتب الكبير مصطفى أمين في اليوم التالي لخروج فاتن منها، ونزل في الغرفة نفسها حيث كانت، بل ونام على السرير نفسه، وهو ما أخبره به الأطباء المعالجون له كنوع من الفخر.

ورغم السعادة التي تمناها الأطباء للكاتب مصطفى أمين، باعتباره يرقد في السرير نفسه حيث نامت فاتن حمامة، فإن الفارق الكبير في الحجم بين جسد النجمة القصير النحيل، وجسد مصطفى أمين «العملاق»، جعل نصفه ينام على السرير والنصف الآخر خارجه. غير أنه لم يطالب بتغييره، فقط لأن فاتن حمامة نامت عليه، ليخرج بعدها من المستشفى ويقرر أن يكتب مقالاً ساخراً، عن تلك الليلة التي أمضاها على ما وصفه بـ{نصف سرير»، نشره في مجلة «الجيل» بعنوان «أكتب لكم من سرير فاتن حمامة».

ما إن قرأت فاتن عنوان المقال، حتى استشاطت غضباً، وتوجهت من دون أن تدري إلى مكتب الكاتب مصطفى أمين، والشرر يكاد يتطاير من عينيها:

* تقدر تقوللي يا أستاذ مصطفى إيه اللي مكتوب هنا ده؟

= إيه بس اللي حصل. في إيه؟ اقعدي استريحي الأول خدي نفسك.

* لا هاستريح ولاهاخد نفسي إلا لما أعرف إزاي حضرتك نمت معايا في سرير واحد!

= إيه انت بتقولي إيه؟

* ازاي حضرتك تشوه سمعتي بالشكل ده قدام جوزي وولادي وكل الجمهور العربي. أنا اللي حافظت على سمعتي طول حياتي وماقدرش أي مخلوق يخدشها. لا فنان ولا صحافي ولا أي حد. تيجي حضرتك بكل سهولة تدعي أنك نمت معايا في سرير واحد. وكمان كتبت منه مقالك ده.

= هاهاها...

* طبعاً لك حق تضحك ما انت مش خسران حاجة. أنا اللي خسرت اسمي وسمعتي.

= طب بس اقعدي واهدي. انت قريتِ المقال.

* لا. أنا أول ما عينيا وقعت على العنوان ماشفتش قدامي من الصدمة.

= طب اقعدي هاطلبك قهوة. على بال ما تقري المقال.

قرأت فاتن المقال ولم تستطع أن تتمالك نفسها من الضحك، وقبل أن تغادر مكتبه، وعدها مصطفى أمين بأنه إذا قرر أن يكتب عنها مستقبلاً، سيكتب مقالاً من دون عنوان، على اعتبار أن قراءتها عناوين مقالاته تسبب لها الغضب والثورة.

مرّ نحو العام على وجود عمر الشريف في لندن، لم يعد خلاله إلى القاهرة، فيما بدأت فاتن تعاني القلق والاضطرابات بسبب ابتعاده عنها، فقررت أن تسافر إليه، بعد أن تنتهي من ارتباطاتها الفنية، إذ طلبها مخرجها المحبب حسن الإمام في لقاء يجمعها مجدداً بالفنانة الكبيرة شادية، بعدما اجتمعتا سابقاً في «ظلموني الناس، وأشكي لمين، وموعد مع الحياة».

جمع بينهما المنتج حلمي رفلة للمرة الرابعة في فيلم «المعجزة»، قصة حسن الإمام، وسيناريو وحوار محمد مصطفى سامي ومحمد أبو يوسف، وشاركهما الممثل الشاب عمر الترجمان، الذي ظهر في «لا تطفئ الشمس»، ويوسف شعبان، وفاخر فاخر، وحسين رياض.

قامت فاتن بدور «ليلى» صحافية تتعقب المجرمين ومهربي المخدرات في حي «الباطنية»، في حين أدت شادية شخصية «نشالة» تسرق حافظة نقود فاتن، فتقرر أن تدخل في تحد مع نفسها لإصلاح هذه الفتاة التي كانت ضحية ظروفها الاجتماعية، وتجعل منها إنسانة جديدة مختلفة.

من ثم، تنتشل «ليلى» الفتاة «نوسة» من بيئتها التي تعيش فيها والعصابة التي تنتمي إليها، وتودعها في بيت خطيبها الشاب، وتبدأ في التردد عليها كل يوم لتعلمها وتغير من طباعها. غير أنها لم تضع في حسبانها أن خطيبها سيقع في حب «نوسة».

لكن «ليلى» تتصرف بحكمة، وتنجح في تغيير «نوسة» والإيقاع بالعصابة، وتعود إلى خطيبها، بعد أن تعثر «النشالة» السابقة على العريس المناسب.

انتهت كتابة السيناريو، غير أن حسن الإمام ظل فترة طويلة من دون أن يبدأ تصوير الفيلم، على غير عادته، وهو ما لفت نظر المنتج حلمي رفلة، باعتبار أن كل يوم يمثل عبئاً جديداً على الميزانية، فدخل مكتب حسن الإمام وهو غاضب، متسائلاً عن سبب كل هذا التأخير:

= أعمل إيه كله من ريا وسكينة.

- إيه ده. انت بتصور فيلم تاني ولا إيه؟ وبعدين هو صلاح أبو سيف مش عمل ريا وسكينة من عشر سنين؟

= يا سيدي ريا وسكينة اللي معانا في الفيلم. فاتن وشادية.

- أنا مش فاهم حاجة. تقصد إيه؟

= بعيد عنك. الاتنين زي ريا وسكينة... وأنا واقع في الوسط. تخيل أي مخرج ممكن يتعب أد إيه لما يعمل فيلم لفاتن أو فيلم لشادية. مابالك بقى لما يعمل فيلم للاتنين مع بعض.

- ما احنا متفقين على كل حاجة... حتى كتابة الأسامي.

= أيوا لكن مافيش واحدة بتفوت حاجة... بعد ما حمدت ربنا ولقينا القصة اللي ممكن تجمعهما وكل واحدة وافقت على دورها.

- طب كويس فين المشكلة؟

= أقولك فين المشكلة...

البقية في الحلقة المقبلة