كيف يعطي العلاج فاعليته؟
لا يشكّل التحدث عن الصدمات التي تصيبنا خطوة كافية للشفاء، بل يجب أن يمر العلاج بالجسم والعواطف أيضاً. تسمح حركات العين بتشكيل روابط جديدة بين الذكريات الصادمة. خلال الجلسة العلاجية، تُنقَل معلومات مهدّئة إلى المناطق الدماغية المرتبطة بالخوف بعد تركيز الانتباه على الوضع العصيب والحوافز الحسية في الزمن الحاضر.نتيجةً لذلك، تتدفق صور وأصوات وأحاسيس مرتبطة بالصدمة المخزّنة في الدماغ وتصبح جاهزة كي تنشط عند استدعائها. تسمح هذه العملية بتحرير اللوزة الدماغية المرتبطة بالعواطف وتشغيل الموارد الخاصة و«استيعاب» الصدمة كما لو كنا نحلم.ماذا عن مسار الجلسة؟
يطلب المعالِج من المريض في البداية أن يتكلم عن الحوادث البارزة في حياته، ثم يشرح له المقاربة العلاجية قبل أن تبدأ الجلسة. يقترح عليه أن يفكر بمكان يُشعِره بالأمان والراحة، ثم يطلب منه التحدث عن الوضع الذي يطرح مشكلة وعن الأفكار السلبية أو العواطف المزعجة، فضلاً عن الأفكار الإيجابية التي يجب تطويرها.في المرحلة اللاحقة، يطلب المعالج من المريض أن يتابع بنظره حركة يده من اليسار إلى اليمين تزامناً مع حفظ ذكريات الماضي الصادم والحاضر الآمن، والتركيز على أحاسيس الجسم. يكتفي المعالج بقول عدد قليل من الكلمات الداعمة. إذا شعر المريض بعواطف قوية، قد يعود إلى مكانه الآمن ويجب أن يقيّم الأخير ذاتياً الانزعاج الذي يصيبه (على مقياس من 1 إلى 10) قبل العلاج وبعده.يُخصَّص الجزء الأخير من الجلسة للتكلم و«مسح الجسم« بهدف تقييم الأحاسيس من أخمص القدمين إلى أعلى الرأس. وتدوم الجلسة كلها ساعة أو ساعة ونصف الساعة. لكن تتراجع مدة الجلسات اللاحقة.هل تكون حركات العين منهجية؟
لم تعد الجلسة تتّكل على حركات العين وحدها، فقد لوحظ أن حوافز ثنائية أخرى تعطي الأثر نفسه، من بينها التربيت على الركبة أو اليد أو الكتف والتحفيز السمعي وأجهزة الاستشعار المتذبذبة في كل يد. يحدّد المعالِج القناة الحسّية الطاغية لدى المريض ويستعمل الطريقة التي تناسبه.أي اختلالات تستهدف هذه التقنية؟
أثبت علاج إزالة الحساسية بضبط حركة العين وإعادة المعالجة فاعليته في استهداف إجهاد ما بعد الصدمة، لكن لاحظت الدراسات أيضاً أن هذه التقنية تعالج مشاكل الرهاب ونوبات الهلع والإدمان واضطراب السلوكيات الغذائية، كذلك تُسهّل فترات الحداد الصعبة وتخفّف القلق والاكتئاب، وحتى الألم.يعطي العلاج مفعوله سريعاً إذا كانت المشكلة مرتبطة بصدمة، وقد يتخلّص أحياناً من الصدمات المنسيّة التي تعوق عمل الجسم.ما مدة العلاج؟
يعطي علاج إزالة الحساسية بضبط حركة العين وإعادة المعالجة مفعوله بوتيرة أسرع من معظم التقنيات الأخرى، بما فيها العلاجات المعرفية السلوكية، وتتراوح مدة العلاج عموماً بين خمس وعشر جلسات وتدوم الواحدة منها ساعة من الوقت.في معظم الحالات، تخفي الصدمة صدمات عميقة أخرى سرعان ما تعود إلى الواجهة. ولكن يمكن معالجة الصدمات على مر الجلسات المتلاحقة حتى التخلص منها بالكامل. وتكون نتيجة العلاج دائمة ويمكن أن تنجح مع الأولاد أيضاً.كيف نختار الخبراء المناسبين؟
ربما تبدو التقنية المستعملة بسيطة وشبه سحرية، لكنها لا تقتصر على حركات العين أو التحفيز البديل، بل تأخذ بالاعتبار العواطف والتعبير الشفهي أيضاً. لذا يتطلب هذا العلاج تدريباً في مجال علم النفس وخبرة واسعة لدعم المرضى وتوجيههم. بناء عليه، يجب التوجه دوماً إلى معالِج مؤهّل.