أزمة الحركة الإسلامية في مصر... قراءة جديدة في الأفكار والتحولات"، عنوان كتاب صدر مؤخراً في القاهرة عن سلسلة كتاب الجمهورية، للمفكر كمال حبيب، والكتاب يناقش أزمة الحركة الإسلامية في مصر بعد وصول أكبر وأقدم جماعاتها وهي الإخوان المسلمون متحالفة مع بقية القوى الإسلامية إلى السلطة في مصر ثم خروجها منها، وهو ما كشف عن أزمة تواجهها الحركة الإسلامية في مصر متعلقة بطبيعة الأفكار والمسارات والتحولات.

يشير المؤلف إلى أن خلاصة ما يريد استنتاجه في هذا الكتاب هو "العود على البدايات"، ويعني ذلك ضرورة عودة الحركة الإسلامية في مصر إلى ما كانت قد بدأته، وهي أنها حركة للأمة وليست لجماعة أو تنظيم، كما أن المؤلف ينتقد ما يطلق عليه الفقه الحركي الذي تستدعي فيه التنظيمات مقولات الفقه الشرعي لتوظفه لصالح تنظيمها، ومن ثم فهو يتحدث عن ضرورة العودة إلى فقه الشريعة وليس فقه التنظيمات الحركية، الذي يوظف الشريعة ومقولاتها الصحيحة لصالح الأغراض الحركية للتنظيمات التي تتأول الدين لأهدافها هي.

Ad

ويجادل المؤلف بأن التنظيمات الإسلامية اليوم تجتهد لنفسها في مواجهة أمتها، ولا تجتهد لأمتها لحمايتها من تغول الفهم الخاطئ للدين، أو لبيان وتفسير المناهج الصحيحة لفهم الشريعة والدين، وهي عنصر انقسام يعود بنا إلى الانقسامات الكبرى في تاريخ الإسلام حين ظهرت الحركات الخوارجية.

يمثل الكتاب جزءاً من المشروع الفكري للمؤلف حول مراجعات الإسلاميين، وكان قد ألف كتابا من قبل دعا فيه التنظيمات الجهادية للمراجعة، وهو اليوم يدعو التيار الإسلامي كله، وعلى رأسه جماعة الإخوان، للخروج من ضيق التنظيمات السرية إلى أفق الأمة المفتوح، وهو يؤكد أن معيار التجديد لأي حركة أو تنظيم يقوم على أساسين الأول هو: أن يكون شائعاً بين أبناء الأمة جميعاً وليس موجهاً لفئة أو طائفة أو جماعة منها، والثاني أن يكون ذلك الاجتهاد للأمة لا في مواجهتها.