• ما أهمية المؤتمرات الدورية التي تنظمها أمانة الإفتاء العالمية؟

- هذه المؤتمرات مهمة جدا وتساهم في تصحيح أفكار الناس وتدعم مفهوم التعايش بين الناس ودحض المفاهيم المغلوطة، والمؤتمرات الأخيرة لأمانة الفتوى شارك بها عدد كبير من المفتين والعلماء على مستوى العالم لتدارس كيفية محاصرة ومواجهة الفكر المتشدد والفتاوى الشاذة التي يتم إلباسها عباءة الدين.

Ad

• كيف ترون خطورة الفتاوى المضللة؟

- الفتاوى المنفلتة والشاذة مصيبة كبيرة وكارثة تهدد الأمة الإسلامية، بل العالم بأكمله، وللأسف تسهم في انحراف أفكار الناس، خاصة أن عدداً كبيراً من المواطنين في مختلف البلدان والدول الإسلامية على وجه الخصوص يستقون معلوماتهم الدينية من شبكة الإنترنت.

• هل التيارات اتخذت تلك الفتاوى ستاراً لها؟

- بالتأكيد. تلك التيارات المتطرفة لا تعمل بروح الدين، بل تعمل وفق هواها وأجندتها، ولا يوجد في القرآن والسنة النبوية والإجماع والقياس أو الاجتهاد، ما تدعو إليه هذه التيارات.

• هل يوجد اجتهاد في عصرنا الراهن؟

- نعم، باب الاجتهاد مفتوح لأهل العلم، لا الهواة، ومن وجهة نظري يحرم إفتاء الأفراد في القضايا والمسائل العامة، ولكن الحكم والفتوى هما للمجامع العلمية مثل دار الإفتاء ومجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر، حيث يفتون بما أنزل الله وبما يساير العصر الراهن والمستجدات، بلا إفراط ولا تفريط في الدين.

• ما العلاج الأمثل لمواجهة خطر التطرف؟

- لابد من تكاتف الأمة الإسلامية ومعالجة سريعة وشاملة لمواجهة الفكر المتطرف وتفنيد تلك الأفكار وتحصين الشباب من الوقوع في براثن التطرف، والإرهاب عدو للإسلام، فالمتشددون بلاء أصاب الأمة، بينما الإسلام رسالة سلام للجميع، والدين يدعونا إلى مكارم الأخلاق.

• دائماً يتم إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام، كيف يمكن الرد على ذلك؟

- لا علاقة للإسلام بالإرهاب، ولا يمكن ربط الإسلام بالإرهابيين، فلا وطن ولا دين لهم، وهدفهم التخريب والدمار وتشويه صورة الدين لمصلحة أعداء الأمة والدين... وتيارات مثل داعش وغيرها الإسلام منهم براء، لأنهم افتروا كذباً على دين الله وشوهوا صورة الإسلام ونالوا من رسالة الإسلام القائمة على الرحمة والتسامح والاعتدال.

• كيف ترد على من يشككون في أن الإسلام دين سلام؟

- الإسلام يسعى إلى صنع السلام تحت كل الظروف، حتى في أثناء الحروب، عندما يحمى الوطيس ويميل العدو للسلم تحت قهر السيوف، مع توافر احتمالية الكيد وعدم الصدق في إرادته للسلام، فإن القرآن يأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يجنح للسلم حتى عند عدم أمن مكرهم. قال تعالى: (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ. وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ).

والقرآن الكريم يدعو إلى صنع السلام والسعي إلى التسامح والصلح بصورة مستمرة، ويشيع فضيلة السلام في المجتمع الإنساني كله ولا يفرق بين المسلم وغير المسلم، ما يؤكد أن الأصل في العلاقات هو السلام، وأن حالة الاحتراب طارئة تفرضها ظروف محددة.

• في تصورك، من أين اكتسبت جماعات الإرهاب صفة العنف والتطرف؟

- هذه الجماعات لها حجج تقدمها للناس، ولها خطابات مهما كانت ملاحظات الناس عليها قد أثبتت أنها جذبت إلى بواتقها كثير من الشباب، وبالتالي وجب على العلماء تفكيك هذه الأفكار المضللة، والعنف في اللغة ضد الرفق، فهو يشمل كل السلوكيات التي تتضمن معاني الشدة والقسوة، والعنف في غالبه يقوم على أشياء متوهمة، سواء في ذلك العنف الموجه للحكام بدعوى أنهم لا يحكمون بما أنزل الله، أو الأفراد المسلمين باعتبار أنهم كفار أو غير المسلمين، وغالباً ما تدور القضايا على نوع الحكم والسيطرة على المجتمع ونفي الرؤى والأطروحات المخالفة لهم، ويترجم ذلك إلى عمليات التدمير والتخريب وإلحاق الأضرار والخسائر التي توجه إلى أهداف، أو ضحايا مختارة، وتكون آثارها ذات صفة سياسية.

• ما المرتكزات التي اعتمدت عليها جماعات التطرف في ممارسة العنف ضد غير المسلمين؟

- هم يعتبرون دم غير المسلم مباحاً، وأنه ينبغي أن يُكره على الدخول في دين الإسلام، ويعتبرون الجهاد فرضاً من أجل فرض الدين على الناس، بل ويشنعون على الذين يعتبرون الجهاد مفروضا من أجل الدفاع عن النفس والوطن ويهاجمونهم بشدة.