أصدرت المحكمة الجنائية المركزية العراقية الثلاثاء حكماً بالإعدام شنقاً بحق متطرف بلجيكي كان يدعو في فيديوهات إلى ضرب فرنسا وبلجيكا، بتهمة الانتماء إلى تنظيم الدولة الإسلامية، بحسب ما أفاد مراسل من وكالة فرانس برس.

وانضم طارق جدعون، وهو من أصول مغربية ومواليد العام 1988، إلى صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في 2014، بكنية أبو حمزة البلجيكي.

Ad

ومثل جدعون أمام قاضي المحكمة الجنائية المركزية في بغداد، مرتدياً بزة المساجين العاجية اللون، وقد حلق شعره ولحيته، ما عدا شاربيه الأسودين.

وبعد انتهاء المحاكمة التي لم تستمر لأكثر من عشر دقائق الثلاثاء، أصدر القاضي حكمه بإعدام جدعون استناداً إلى البند الرابع من قانون مكافحة الإرهاب بتهمة «المشاركة في هجمات»، إضافة إلى حكم بالسجن ثلاث سنوات وغرامة قدرها ثلاثة ملايين دينار (2500 دولار) بتهمة «تجاوز الحدود».

ويمكن الطعن بالحكم خلال 30 يوماً.

ويتيح قانون مكافحة الإرهاب توجيه الاتهام إلى عدد كبير من الأشخاص، حتى أولئك الذين ليسوا متورطين في أعمال العنف، ولكن يشتبه في أنهم خططوا وساعدوا أو قدموا الدعم اللوجستي والمالي لتنظيم الدولة الإسلامية.

وبعيد صدور الحكم، زالت الابتسامة التي بقيت على وجه جدعون طوال الجلسة، قبل أن تقتاده فرقة من قوات مكافحة الإرهاب العراقية مغطى الوجه إلى سجنه.

أصر خلال افتتاح محاكمته في العاشر من مايو الحالي على براءته، قائلاً إنه «أخطأ الطريق»، قبل أن يؤجل القاضي الجلسة بانتظار حضور ممثل دبلوماسي بلجيكي.

وقال جدعون أمام القاضي حينها «أنا لست مقاتلاً، كنت آمر مفرزة طبية في داعش، أعالج الجميع، عملت في مستشفى الجمهورية في الموصل، ثم في مستشفيات متنقلة في المكحول وبيجي».

وأضاف «أنا آسف، لم أكن أريد أن أصل إلى هذا الوضع، أنا أخطأت الطريق، أسألكم بالخير».

وأوضح الجهادي أنه دخل إلى العراق في يونيو 2015 عن طريق تركيا، وأنه متزوج من فرنسية اسمها ثريا عادت إلى بلادها وهي محتجزة، وأن لديه أولاد.

شكل جدعون كابوساً لأوروبا من خلال دعوته في فيديو مصور إلى ضرب فرنسا، فأطلق عليه اسم «أباعود الجديد»، نسبة إلى مواطنه عبدالحميد أباعود، أحد منفذي اعتداءات 13 نوفمبر عام 2015 في فرنسا.

وتعليقاً على الفيديو، قال جدعون للقاضي «الكلام ليس لي، طلب مني أن أؤدي هذا الفيديو من قبل أحد قادة داعش».

وقاتل البلجيكي في كوباني في شمال سوريا وفي تكريت ونينوى والرمادي التي أصيب فيها بقذيفة هاون وفق ما قال أمام المحكمة.

وكان مسؤولاً عن تدريب «أكثر من ستين ممن يسمون أشبال الخلافة الذين تتراوح أعمارهم بين ثمانية و13 عاماً، على الرياضة والقتال»، وفق ما قال للمحققين.

حكمت محاكم بغداد منذ بداية العام الحالي على أكثر من 300 من الجهاديين الأجانب بالإعدام أو السجن مدى الحياة، بحسب ما ذكر مصدر قضائي لفرانس برس.

وسبق أن نفذ العراق، الذي يحتل المرتبة الرابعة بين الدول الأكثر تنفيذاً لحكم الإعدام في العالم بحسب منظمة العفو الدولية، أحكاماً بالإعدام بحق جهاديين غربيين انضموا إلى تنظيمات متطرفة، على غرار تنظيم القاعدة.

لكن حتى اليوم، لم يتم تنفيذ حكم الإعدام بأي جهادي غربي بتهمة الانتماء إلى تنظيم الدولة الإسلامية.