تتميّز «مهرجانات صور الدولية» باتخاذها طابعاً ثقافياً بامتياز إلى جانب الحفلات الفنية، فهي تولي الشعر أهمية وتخصص له أمسية يحييها كبار الشعراء من لبنان والعالم العربي، فضلاً عن أمسيات أوبرالية. اللافت أن الأمسية الشعرية تلقى إقبالاً من الجمهور، ما شجّع لجنة المهرجانات على تكرارها وجعلها موعداً سنوياً ثابتاً يزين ليالي المهرجان.

حول ليلة الشعر العربي تحدثت رئيسة «مهرجانات صور الدولية» رندة عاصي بري في مؤتمر صحافي عقدته في مركز الرئاسة الثانية في منطقة عين التينة في بيروت، وحضره وزيرا الثقافة غطاس خوري والسياحة أواديس كيدانيان ومحافظ النبطية محمود المولى، وقالت: «ليلة الشعر العربي ميزت مهرجان صور في الملعب الروماني، فقد تناوب على هذه الليلة خلال الأعوام السابقة كبار الشعراء العرب، وتشارك هذه السنة أيضاً في ليلة ختام المهرجان في 5 أغسطس، نخبة عزيزة من الشعراء يتقدمهم من العالم العربي المنصف المزغني من تونس، وحسن شهاب الدين من مصر، وأنور الخطيب من فلسطين، ومن لبنان أمير شعراء العروبة المير طارق آل ناصر الدين، وشاعر المحكية المميز الدكتور ابراهيم الشحرور. يقدِّم للمهرجان الشاعر الفنان سليم علاء الدين».

Ad

أضافت: «للمرة الأولى، سنكون على موعد مع إضافة نوعية إلى ليلة الشعر العربي وهي عملية انصهار وتكامل بين الشعراء وطلاب فنون من الجامعات اللبنانية، سيرسمون على لوحات إلكترونية IPad وستنقل رسومهم وتسلط على القلعة من خلال تقنيات عالية».

يذكر أن المهرجان نظم في السنوات السابقة أمسيات زجلية لكبار شعراء الزجل في لبنان: السيد محمد المصطفى، وزغلول الدامور، وأسعد سعيد، وزين شعيب، وعبد المنعم فقيه، وعلي الحاج، ورفعت مبارك...

شاهد على التاريخ

حول اختيار قلعة الشقيف لاستضافة مهرجانات صور الدولية هذا العام أوضحت رندة بري: «نقيم احتفالنا السنوي وفعالياته وأنشطته الثقافية هذا العام في ساحة قلعة الشقيف أرنون، وفي السنوات المقبلة سنقيم مهرجانين على الأقل في موسم الصيف من أجل المواقع الأثرية الأخرى مثل قلعة دبي، وشقرا، ودير كيفا، وقلعتي تبنين وشمع».

أضافت: «لماذا اختيار قلعة الشقيف؟ لأنها الشاهدة على التاريخ والإرث الحضاري للبنان والتي تحطمت عند أبراجها كل المحاولات وكان أكثرها همجية وغطرسة الحروب العدوانية الإسرائيلية التي تركت بصماتها واضحة على هذا المعلم الإنساني والتاريخي».

تابعت: «لأننا وإياكم معنيون بالاستمرار في معركة الدفاع عن تراثنا وحضارتنا وقيمنا الإنسانية والتاريخية، وبخلق وعي جماعي حيال هذه الأمكنة المهمة والاستراتيجية في وطننا، ليس بما تمثل من مجموعة حجارة وأعمدة وأبراج وعقود هندسية ومعمارية فحسب، إنما بما تمثل من أبعاد إنسانية وثقافية وتاريخية ومعنوية. لذلك ركزت «لجنة مهرجانات صور والجنوب» و«الجمعية الوطنية للحفاظ على آثار الجنوب اللبناني وتراثه» والتي لي شرف رئاستها، على المطالبة بترميم هذه القلعة وإعادة الاعتبار إليها».

في المناسبة، نوهت بدولة الكويت وأميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على الهبة والتجاوب لدعم ترميم القلعة عبر صندوق التنمية الكويتي، «بذلك تكون أول دولة عربية، نقشت اسمها على صخرة قلعة الشقيف»، كذلك نوهت بمجلس الإنماء والإعمار الذي أولى عناية خاصة لتمويل مشروع إعادة التأهيل.

أشارت إلى أن «متخصصين في المجال البصري والضوئي سيحولون القلعة إلى قطعة من السماء، إلى جانب أنها تقع إلى الأعلى من تلال منطقة النبطية على مد عيوننا والنظر، نحو مرجعيون والخيام وحاصبيا وحرمون وجبل الشيخ والجليل الفلسطيني».

تابعت: «نحن لجنة المهرجان الوحيدة التي لم تولد وفي فمها ملعقة من ذهب، بل ولدت من رحم التاريخ في الملعب الروماني الكبير لمدينة صور، ولم تجد اللجنة الأمور أمامها سهلة ومبسطة، فنحن نناضل كما في كل عام، من أجلنا ومن أجل لجان المهرجانات جميعا،ً لنحقق شراكة القطاعين العام والخاص مع الفن والثقافة»، وتمنت في هذا المجال دعم وزارات السياحة والثقافة والإعلام ومؤسسات الرأي العام الإعلامية.

خصوصية ثقافية وسياحية

نوه وزير الثقافة غطاس خوري بالجهد الذي تقوم به «لجنة مهرجانات صور الدولية» لما فيه من إرث ثقافي ولما له من أثر مهم في تاريخ لبنان الفني والحضاري.

وشكر وزير السياحة أواديس كيدانيان السيدة رندة بري على مبادرتها لإقامة مهرجانات صور هذا العام في هذه القلعة التاريخية، وقال: «افتخر اليوم بأننا نقيم المهرجان ليس من أجل الإشادة بالفنانين والمشاركين في السهرات فحسب، بل لما يتضمنه من فن وثقافة وشعر ونتاج ممزوج بين اللبناني والأجنبي وإعطاء مساحة للأوبرا والفن الراقي».

أما محافظ النبطية محمود المولى، فأكد أن مهرجانات صور فرضت خصوصية ثقافية وسياحية في منطقة الجنوب، لافتاً إلى أن قلعة الشقيف استضافت الشاعر جمال أبو الحسن بأمسيات بانورامية وفنية وشعرية وبتحضير وحضور مميزين وغنت بقربها الفنانة جوليا بطرس بعد التحرير مباشرة».

برنامج المهرجانات

تفتتح المهرجانات في 26 يوليو مع الموسيقي اللبناني غي مانوكيان وفريق Gipsy kings، وتستضيف في ليلة 28 منه الفنان العربي التونسي لطفي بوشناق، وفي 3 أغسطس الفنان اللبناني عاصي الحلاني، أما في الرابع منه «فموعد الجمهور مع تجربة فريدة من «الأوبرا» الحديثة التي ابتدعتها الفنانة الأوبرالية الأوكرانية ARINA DOMSKI مع فرقتها الاستعراضية وهي تنفرد بهذه الإضافة النوعية إلى الأوبرا»، على حد تعبير رندة بري. وتختتم المهرجانات بأمسية شعرية ليلة الخامس من أغسطس.

ولأن المهرجانات هي مهرجانات صور والجنوب فإنها تستضيف الفنانة اللبنانية جوليا بطرس في حفلتين في مدينة صور ليلتي 21 و22 يوليو.