أول من سكن منطقة الدعية هو الشيخ سالم الحمود الصباح، وزوجته وابنة عمه الشيخة حصة المبارك الصباح، رحمهما الله، وذلك في عام 1360هـ / 1941م، كما ذكر المؤرخ حمد السعيدان، رحمه الله، في كتابه الموسوعة الكويتية المختصرة.

والشيخ سالم الحمود من مواليد عام 1860م، وتوفي في عام 1945م، كما ثبت لي ذلك من مذكرات المرحوم الشيخ دعيج الإبراهيم الصباح، التي يحتفظ بها ابنه الشيخ د. إبراهيم الدعيج الصباح، الذي أطلعني على بعض ما ورد فيها.

Ad

فقد ورد في مذكرات الشيخ دعيج أن الشيخ سالم توفي بتاريخ 3 سبتمبر 1945م في لبنان، حيث كان يتلقى العلاج في مركز صحي متخصص بمدينة حمانا، ودفن بها، وكانت وفاته بعد وفاة والدته موزة بنت دعيج بن جابر (العيش) الصباح بفترة قصيرة، حيث تؤكد مذكرات الشيخ دعيج، التي أشرت إليها قبل قليل، إلى أن الشيخة موزة توفيت بتاريخ 31 مارس 1945م، أي قبل وفاة ابنها الشيخ سالم بنحو ستة أشهر (شكراً للشيخ د. إبراهيم الدعيج على مشاركتنا هذه المعلومة).

وكنت قد نشرت في كتاب "الدعية تاريخ وشخصيات" أن الشيخ سالم توفي في عام 1947، وفقاً لما وصلني من معلومات، إلا أن ما ورد في المذكرات هو الصحيح، وعلينا أن نعتمده ونستند إليه. وقد ذكرت مسبقاً أن الشيخ سالم تزوج مرتين، وذكرت اسمي زوجتيه وأبنائهما.

أما بخصوص والده فهو الشيخ حمود بن الشيخ صباح الثاني، أي أن الشيخ سالم هو ابن أخ الشيخ مبارك الصباح حاكم الكويت السابع. وقد شارك الشيخ حمود الصباح في معركة الصريف الشهيرة (1901م)، واستشهد فيها هو وابنه الشيخ صباح، وترك من بعده من الأبناء الشيخ سلمان والشيخ سالم وعدداً من الإناث.

وعندما تم حل المجلس التشريعي المنتخب عام 1939، عيّن الشيخ سالم الحمود عضواً في المجلس التشريعي الجديد. وقد التقيت ابنة الشيخ سالم، وهي الشيخة شعاع (والدتها الشيخة حصة المبارك الصباح، وجدتها لأمها الجازي بنت فهاد الشقير الدويش)، حفظها الله، منذ فترة طويلة، وأفادتني ببعض المعلومات عن والدها، منها أنه كان لديه "كشك" يجلس فيه يومياً، ويستقبل بعض الضيوف فيه، ويقع هذا الكشك بالقرب من ساحل البحر ومسجد الخليفة المعروف.

وعرف عن الشيخ سالم حبه واهتمامه بالسيارات، وكان خبيراً في إصلاحها، حتى قيل عنه "في وجود أبوصباح ما نحاتي المواتر". ومنذ فترة من الزمن أهدى إليّ الشيخ سلمان صباح السالم الحمود مجموعة من الوثائق العدسانية النادرة تتعلق بالنشاط العقاري لجده الشيخ سالم الحمود، فقد كان رحمه الله يشتري الكثير من البيوت المعروضة للبيع ويحتفظ بها. وقد نشرت هذه الوثائق في كتابي "موسوعة الوثائق العدسانية"، الصادر عام 2012. هذه هي المعلومات التي استطعت الحصول عليها عن الشيخ سالم الحمود الصباح، وأحببت أن أنشرها اليوم في مقالي لتعميم الفائدة.