يؤدي الممثل الأيرلندي روبرت شيهان دور شون، مصور هاوٍ جريء يجني مبالغ إضافية من المال من عمله في ركن السيارات في أحد المطاعم. كذلك يكسب المزيد من المال بارتكابه عمليات سرقة صغيرة مستخدماً مفاتيح السيارات التي يعطيه إياها أصحابها طوعاً وأنظمة تحديد المواقع العالمية فيها. ذات ليلة، يظن هو وصديقه ديريك (كارليتو أوليفيرو) أنهما فازا بالجائزة الكبرى عندما يركنا السيارة الرياضية التي يملكها رجل نذل ثري يُدعى كال (تينانت).

في منزل الهدف، يعثر شون على بطاقة ائتمان جديدة، فضلاً عن امرأة تُدعى كاتي (كيري كوندون) مكبلة بسلاسل إلى كرسي (ما يفسّر تصميم المنزل الفاخر المستوحى من الأحصنة).

Ad

هنا تبرز ازدواجية السامري الصالح/السيئ. قد يكون شون لصاً، إلا أنه يتمتع ببوصلة أخلاقية صلبة. يحاول أن ينقذ كاتي مستخدماً مجموعة من قواطع المسامير، إلا أنه يخفق بسبب قدرة كال العالية على التحكم في منزله الذكي المتقدّم تكنولوجياً. لذلك يبلّغ الشرطة، ومكتب التحقيقات الفدرالي، وكل مَن يصغي عن هذه الحادثة، رغم تعرضه للتعقب، والتهديد، والاعتداء من مطارده كال، الذي يمثّل السامري السيئ في هذه المعادلة.

لحظات مفاجئة

يضاهي هذا الفيلم قصته جنوناً، فيمضي قدماً بسرعة كبيرة من دون توقف، حتى إنك لا تدرك أن هذا العمل معدّ بإتقان عالٍ إلى أن تبلغ منتصفه. صناعته مشوقة بحد ذاتها. Bad Samaritan فيلم رعب تقليدي يضم كثيراً من اللحظات المفاجئة المخيفة وحركات الكاميرا المنذرة بالسوء. إلا أنه يحقق نجاحه الأكبر باستخدامه الواقعي للتكنولوجيا التي نستعملها في حياتنا اليومية.

يتمتع الثري كال بمنزل ذكي يتمكن من تسليحه مستعيناً بعدد من التطبيقات على هاتفه والأضواء وكاميرات المراقبة، لكن شون يملك جهاز iPhone ويدرك كيفية استعماله. ولعل ما يجعلBad Samaritan يتقدّم بسرعة واقع أن شون يتحدّث باستمرار على هاتفه، الذي يضعه في جيبه الأمامي، مع ديريك غالباً، فيما ينفذان عمليات السرقة. نتيجة لذلك، تحمل المشاهد المزيد من التفاعل والحوار، حتى عندما يكون شون وحده.

صحيح أن كال يملك المال والمعدات الأكثر تقدماً، إلا أن شون سريع التنقل، آخذاً لقطات لشاشة تطبيق «فايس تايم» أو مستخدماً الكاميرا كمنظار. فتحقق هذه الخطوات النجاح لأننا ندرك كيف تعمل، ما يجعلها تبدو طبيعية للمشاهد.

رعب حقيقي

يضفي استخدام التكنولوجيا أيضاً جواً من الرعب الحقيقي على هذا الفيلم. لا شك في أن "الفتاة المحتجزة في الحصن” كانت ستبدو قصة تافهة أو مجرد صورة مجازية مملة ومسيئة لو لم نرَ حوادث مشابهة في الأخبار بانتظام. أما مسألة الهوس بالأحصنة، فهي مجرد خيار جمالي غريب يمكن تعليله بقليل من الثرثرة النفسية العابرة.

ولكن استخدام موظف يركن السيارات نظام تحديد المواقع العالمي لسرقة المنازل، أو أجهزة تتبع مغناطيسية صغيرة، أو سرقة مجنون كلمات المرور وإرساله صوراً عارية لصديقتك إلى كل أصدقائها على موقع "فيسبوك”... مسائل مخيفة جداً يعرضها لناBad Samaritan، الذي يفهم جيداً التكنولوجيا ومدى تداخلها في حياتنا اليومية، ما يحوّلها إلى امتداد لأجسامنا وإلى أسلحة قد تُستخدم لصالحنا أو ضدنا.

وفي نهاية المطاف، ندرك أن الأمر الوحيد الذي يستطيع وقف سامري سيئ يحمل هاتفاً ذكياً سامري جيد يحمل هاتفاً ذكياً.