شهد غاليري «العاصمة» بالقاهرة أخيراً معرض الفنانة الدكتورة صفية القباني بعنوان «المدد»، وتتناول فيه قصة التشكيل الجداري، وهو أحد الفنون القديمة التي تمتدّ جذورها إلى تراثنا القديم، وإلى منجزات الفنون الإغريقية والرومانية التي تزخر بها متاحفنا.

تحكي الفنانة قصة التشكيل الجداري والتصميم باستخدام وسيط تعبيري صعب المراس ألا وهو خامات الموزاييك أو الفسيفساء، أي الوحدات المنمنمة الزجاجية المعتمة الصغيرة، وتؤلف عالمها الجديد باستخدام الورود وحكاياتها الجديدة فيما عرف بـ«الميلفيوري»، تلك العجينة الزجاجية التي تصنع كالقضبان ثم يقطّعها الفنان ويستخدمها في قالب واحد ويصهرها فتعطي شكل الورود الدقيقة الصغيرة.

Ad

وتجابه الفنانة في المعرض إشكالية استخدام تقنيات قديمة تحتاج إلى صبر ودقة ومتعارف عليها في قوالب وصياغات تشكيلية ممتعة تتسم بالجدة والفرادة.

وقالت القباني لـ «الجريدة» إن التطرق إلى هذا النوع من الأداء التشكيلي جاء لصنع أسلوب خاص في تكوين لغة بصرية جديدة ليتوجه عقل المشاهد إلى عالم الجداريات، ما يغير من فعل التلقي التقليدي نفسه ويدهشنا ويسهم في صوغ توجه تصميمي يمتد تأثيره إلى تغيير الذوق البصري في التصميم الداخلي والديكور، وإلى جماليات العمارة الخارجية، في إطار يتجاوز قاعات العرض التشكيلي إلى علاقة حيوية بين الفنون التشكيلية والمجتمع.

تعد صفية القباني أول عميدة لكلية الفنون الجميلة بعد 107 أعوام من إنشائها وعقب عدد كبير من الرجال. حصلت على دكتوراه من كلية الفنون الجميلة جامعة حلوان، تصوير شعبة جداري عام 1996، ذلك عن رسالتها بعنوان «الحفاظ على التصوير الجداري من خلال أساليب التصوير الحـديثة». قدمت معارض فردية عدة داخل مصر وخارجها، كذلك أصدرت مؤلفات ودراسات فنية، من بينها: «الجداريات ذاكرة أمة عبر العصور، ودور التصوير الجداري في العلاقة بين الوظيفة والمكان، والواجهات المعمارية الخارجية والداخلية وأثرها على فكر المصور الجداري، والجداريات وتأثيرها على المجتمع المصري المعاصر».