غداة إعلان انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق الدولي المبرم مع إيران بشأن برنامجها النووي، قال الرئيس دونالد ترامب عبر «تويتر» أمس، إن «على إيران أن تتفاوض، وإلا فسيحدث شيء ما».

وأكد ترامب أن العقوبات الأميركية الواسعة التي رُفِعت بعد إبرام الاتفاق سيعاد فرضها على طهران «قريباً جداً»، لافتاً إلى أنه في حال استئناف إيران لبرنامجها النووي فستكون هناك «عواقب خطيرة جداً».

في غضون ذلك، قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية أمس: «إذا كانت الولايات المتحدة اقترحت بعض التعديلات التي لم يتم اعتمادها، وقررت اتخاذ موقف من ذلك الاتفاق، فإن الكويت تحترم هذا الموقف الأميركي وتتفهمه».

Ad

وأضاف المصدر: «نحن نسعى جميعاً إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة التي عانت طويلاً من الاضطرابات والحروب، مع التأكيد على موقف الكويت الثابت والداعي لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل».

وأكد أن الكويت تتابع باهتمام بالغ خطوة الرئيس ترامب بإعادة فرض العقوبات على طهران، مشيراً إلى أنها رحبت بهذا الاتفاق عندما أُعلِن عام 2015 رغم إدراكها أنه لا يزيل قلق دول المنطقة جراء «السلوك الإيراني السلبي في التعامل معها».

في غضون ذلك، أكدت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا تمسكها بالمعاهدة المبرمة مع طهران.

وفي تلميح إلى إمكانية الاصطدام بالعقوبات الأميركية، قالت الدول الأوروبية الثلاث أمس، إنها ستدافع عن شركاتها التي أبرمت صفقات في إيران بعد دخول الاتفاق حيز التنفيذ مشيرة إلى إمكانية اللجوء الى منظمة التجارة.

وفي واشنطن، قللت مصادر من أهمية الموقف الأوروبي، معتبرة أنه مجرد محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، «وأوروبا لن تقايض استثماراتها في أميركا التي تقدر بـ633 مليار يورو بصفقات في إيران قدرت بـ20 مليار يورو على الأكثر».

وأكدت الدول الأوروبية الثلاث، أنها ستعمل من أجل اتفاق موسع يتضمن معالجة المخاوف من برنامج إيران البالستي وأنشطتها في المنطقة، بينما برز موقف لافت للصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، يؤكد أن بكين ستنسق مع الدول الأوروبية لحماية الشركات.

ووسط حديث عن صعوبة إبرام «اتفاق موسع» جديد بين الغرب وطهران، شكك المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي أمس، في قدرة الدول الأوروبية الـ3، على المضي في الاتفاق بمعزل عن واشنطن، وطالبها بمنح طهران «ضمانات عملية» للبقاء في الاتفاق.

ويبدو أن موقف المرشد الحاسم أنهى تبايناً داخلياً إيرانياً حول الدور الأوروبي، وخرج الرئيس حسن روحاني ليقول في اتصال مع نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون، إنه أمام أوروبا فرصة ضئيلة لإنقاذ الاتفاق.

ورغم إعطاء واشنطن مهلتين لإعادة فرض عقوبات تشمل امتلاك إيران للدولار والمعادن النفيسة وقطاع الطاقة وبيع النفط ومشتقاته وصولاً إلى استيراد السجاد والبرمجيات الصناعية، فإن تداعيات الخطوة الأميركية، التي أعلنت شركات أوروبية عملاقة من بينها «توتال» النفطية و«ايرباص»، أنها ستلتزم بها لتفادي العقوبات، تسببت في هبوط قياسي جديد للريال الإيراني أمام الدولار.