استجوابات ثلاثة وجهت إلى الحكومة لإسقاطها، فسقط النواب في فخ الحكومة، وانكشف أصحاب الشعارات الوطنية، ليتحولوا إلى فئويين وطائفيين وقبليين دون النظر إلى محاور الاستجوابات الثلاثة، حيث كانت نظرة جلهم، المستجوِب والمستجوَب، تتبع سياسة "سيب وأنا أسيب".

حين شارك المقاطعون في الانتخابات الأخيرة بحجة "نتركها لمن"، ووجوب المشاركة لتعديل القوانين التي صدرت ضد الحريات والجناسي وغيرها، تفاءل الجمهور وتفاعل معهم، وشارك لعل ما قيل وصرح به مدعو الإصلاح يتحقق، فكانت الصدمة الأولى للجماهير الجلسة الأولى، ومن ثم توالت الصدمات لهم يوماً بعد يوم، فلا قوانين تغيرت ولا إنجازات حصلت حتى جاءت الاستجوابات الثلاثة الأخيرة لتعيد الأمل لهم، ورغم عدم حماسة الكثير لنتائجها فإنهم فوجئوا بأنها مجرد إثارة وتصفية حسابات طائفية وقبلية وفئوية، لا علاقة لها بالعمل البرلماني ولا مصلحة الوطن والمواطنين؛ لتكون بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير.

Ad

فالاستجوابات الثلاثة أنهت الأمل الذي عاش عليه المواطنون، وجعل من تفاؤلهم بالمشاركة مجرد حلم لم يتحقق، وأن "التحسونة" التي أرادوها كانت سيئة، وأن الحلاق قد خدعهم بجمالها وحسن مظهرها.

يعني بالعربي المشرمح:

"تحسونة" المشاركة صارت طرطرة، ورغم جمال ديكورات محل الحلاقة وجمال مظهر الحلاق فإن تحسونته كانت قبيحة، وليست كما توقع معظمنا بأنها الأمل الذي سيغير واقعنا السيئ للأفضل، فكل ما شاهدناه أسوأ بكثير مما كنا عليه قبل المشاركة، وباعتقادي فإن الأمر لن يتغير ما لم نغير ما في أنفسنا.