في طابور الصباح في إحدى المدارس الابتدائية شاهد الأستاذ عبد الرزاق أباً يضرب ابنه الصغير وهو يبكي من شدة الضرب، فسأل الأستاذ الأب: لماذا تضرب ابنك؟ الأب: لأني أحبه! الابن: "يبه ما يصير تحبني من دون طق؟!". كلام الابن الصغير ذي السنوات السبع أثر فيّ وجعلني أتساءل: هل الذي يحب يلجأ إلى العنف والضرب مع أولاده أو حتى مع زوجته؟

بحثت في كتاب التربية للطفل لمؤلفه محمد نور سويد عن موضوع ضرب الأطفال، فوجدت أن ابتداء ضرب الطفل يكون في سن العاشرة، والدليل هو حديث الرسول، محمد صلى الله عليه وسلم: "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر".

Ad

من هذا الحديث النبوي الشريف يبين لنا رسولنا الكريم أن ضرب الطفل يبدأ في سن العاشرة؛ لتقصيره في ركن أساسي من أركان الإسلام وهو الصلاة، علماً أن رسولنا الكريم لم يأمرنا بضرب الطفل على تقصيره في الصلاة دون سن العاشرة، فمن باب أولى ألا تضربهم على أخطاء ارتكبوها جهلاً، بل علينا أن نتحلى بالصبر ونتعامل معهم برفق. والمربي الناجح هو الذي لا يعاقب بالضرب المبرح، بل عليه أن ينبه الطفل إلى خطئه بالتوجيه، أو بالإشارة، أو بالنظرة، أو بالتوبيخ، أو بالهجر، أو بالحرمان، وآخر العلاج الضرب ويبدأ في سن العاشرة. نصيحة إلى كل مربٍّ ومربية بعدم اللجوء إلى أسلوب ضرب الأطفال دون سن العاشرة، لأن الضرب يولد الكراهية والخوف والخجل والانطواء، كما أنه يزيد العناد عند بعض الأطفال.

وعلينا أن نتذكر وصية نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم: "أن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه".

* اقرأ واتعظ:

من السهل أن تبني منزلا

ومن السهل أن تبني مصنعاً

ومن الصعب أن تبنى إنساناً.