أجرى فريق طبي دولي من أطباء «كليفلاند كلينك» يعمل في الشرق الأوسط تكميماً لمعدة مريضة مصابة بالبدانة. والإجراء الأول من نوعه انتهى بنجاح تام في مستشفى تابع لكليفلاند كلينك بالمنطقة.

ويتيح الإجراء الجديد للمصابين بالبدانة، ممن يرغبون في تقليل المخاطر الصحية المرتبطة بها، خياراً علاجياً مهماً من دون جراحة، يمنحهم الأمل في خفض الوزن، لا سيما أن ثلثي سكان الكويت مصنفون بأنهم يعانون زيادة الوزن أو البدانة.

Ad

بهذه المناسبة، أكّد الدكتور ماثيو كروه، من معهد أمراض الجهاز الهضمي في «كليفلاند كلينك»، استمرار هذا الصرح الطبي العالمي العريق بالإمساك بزمام الريادة في مجال علاج المشكلات المتعلقة بالجهاز الهضمي في المنطقة، ذلك عبر إدخال إجراءات علاجية متطورة مثل تكميم المعدة بالمنظار، وقال: «يتيح هذا النهج العلاجي الجديد بديلاً مهماً للتدخّل الجراحي ويساعدنا في معالجة واحدة من أكثر القضايا الصحية إلحاحاً في الكويت، وهي البدانة، فضلاً عن المشكلات الصحية المرتبطة بها».

خياطة المعدة

وأوضح أن تكميم المعدة بالمنظار يقلل حجم المعدة لدى المريض باستخدام جهاز خاص لخياطة المعدة، ذلك عبر الاستعانة بالمنظار من دون الحاجة إلى الجراحة التوغُلية. ويؤدي تقليل سعة المعدة وإبطاء السرعة التي يمرّ بها الطعام إلى الأمعاء إلى شعور المريض بالشبع بسرعة، ما يشكّل دعماً مهماً لبرنامجه الخاص بإنقاص الوزن. كذلك يسرِّع الإجراء العلاجي الجديد وقت الشفاء مقارنة بطرائق العلاج الجراحية التقليدية، نظراً إلى عدم تركه شقوقاً أو تدبيساً أو ندوباً.

بديل مهم

يشهد معهد أمراض الجهاز الهضمي في «كليفلاند كلينك» زيادة في إقبال المرضى الباحثين عن الدعم الطبي في إطار سعيهم إلى فقدان الوزن والمهتمين بالحصول على علاجات للبدانة والمشكلات الصحية المرتبطة بها، كالسكري وارتفاع ضغط الدم والكولسترول وتوقف التنفس أثناء النوم.

وقدّم العلاج الجديد بطريقة تكميم المعدة بالمنظار بديلاً مهماً للمريضة، التي كانت أول من يخضع لهذا الإجراء، وهي لم تكن ترغب في الخضوع لجراحة لكنها أرادت أن تكون سباقة في التصدي للبدانة وتجنّب الأمراض المرتبطة بزيادة الوزن. وأمضت ليلة في المستشفى بعد عملية المنظار لتعود إلى المنزل في اليوم التالي.

وأعرب د. كروه عن سعادته بتحسّن الوضع لدى أول مريضة تخضع لتكميم المعدة بالمنظار، مشيراً إلى أنها «استجابت بشكل جيد للعلاج، والأهم أنها تتطلع إلى معالجة مشكلاتها الصحية المتعلقة بالوزن من خلال اتباع نمط حياة إيجابي».

وأضاف: «ستجد المريضة مع انخفاض وزنها أنها باتت قادرة على التمتع بمستويات أعلى من النشاط البدني والرفاه، ونحن نريد أن نساعد المزيد من الناس في المنطقة على استعادة الإمساك بزمام الأمور في حياتهم، لذا نرى أن العلاجات بأنواعها الجراحية وغير الجراحية ستؤدي دوراً رئيساً في تحسين صحة المرضى».

خفض الوفيات

يُعتبر الحدّ من البدانة في الكويت مفتاحاً رئيساً للوصول إلى الهدف المتمثل بخفض عدد الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية في البلاد إلى النصف، ذلك بالتوازي مع خفض معدلات الإصابة بالسكري. ويعدّ الحدّ من مستويات البدانة خطوة حاسمة في تحقيق تلك الأهداف.