رغم تأكيده أنه ليس من أنصار نظرية المؤامرة، رأى نائب وزير الخارجية خالد الجارالله أن أزمة ملف العمالة الفلبينية في الكويت مفتعلة، حتى إن الشائعات وصلت إليه شخصياً في هذا الموضوع، مبيناً أنه «من المجحف اختزال الدولة في شخص نائب وزير الخارجية».

وصرح الجار الله أمس بأن «هناك أعداداً كبيرة من الفلبينيين يعيشون في البلاد منذ سنوات بأمان، ولذا من الغريب أن يتطور الأمر على هذا النحو بتلك السرعة»، مبيناً أن من بدأوا الأزمة هم مسؤولو الفلبين بعد تصريحات رئيسهم رودريغو دوتيرتي.

Ad

وأضاف: «طلبنا من السفير تسليمنا أعضاء السفارة الذين قاموا بتهريب العمالة، والمهلة تنتهي غداً (اليوم)»، وعقب ذلك «سيكون هناك رد حازم ومباشر على تصرفات سفارة مانيلا إذا ما استمر الأمر على ما هو عليه»، لافتاً إلى أن «تقليص البعثة الفلبينية وارد، غير أن الأمر قد لا يصل إلى قطع العلاقات».

ولفت إلى أن «الخارجية» نقلت إلى السفير الفلبيني احتفاظ الكويت بحق الرد المناسب على تلك التصرفات، في موازاة سعي وزارة الداخلية إلى القبض على الأشخاص الأربعة المتبقين، المتهمين بتهريب العمالة من منازل المواطنين.

وعلى صعيد الخلاف الخليجي، قال الجارالله إن «هذا الملف لم يتقدم للأسف ولكن يبقى هناك إصرار خليجي وكويتي على حله»، لافتاً إلى أنه تحدث مع وزير خارجية قطر، خلال استقباله أمس، عن سبل حل هذا الخلاف، وندرك أن استمراره يشكل تصدعاً في الجسد الخليجي».

وأشار إلى أن الولايات المتحدة تبذل جهوداً كبيرة من أجل الحل، لكن «الظروف لم تنضج بعد لعقد قمة، وقد يكون ذلك في سبتمبر المقبل، وأملنا كبير في جهود الجميع لحل الخلاف».

وعن العلاقات مع طهران، قال الجارالله إن «إيران جرحت الكويت في أمور كثيرة، وكنا نطمح إلى حوار خليجي معها، يراعى فيه حسن الجوار والمواثيق الدولية»، مضيفاً: «لا نريد الصدام بل الحوار المشروط، وأبلغنا المسؤولين الإيرانيين ذلك، وتحركنا بتفويض من الإخوة في مجلس التعاون للشروع في حوار».

واعتبر الجارالله أن ما يسمى بثورات الربيع العربي «أعاد الأمة ٢٠ عاماً إلى الخلف، وعطل التنمية والاقتصاد، فضلاً عما فجره من ينابيع الإرهاب في المنطقة».