لم يتبق سوى خطوات على إسدال الستار على فعاليات مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي عقب موسم دسم تميز بتنوع أنشطته على مستوى الشكل والمضمون.

ومع نهاية الموسم، اختار القائمون على هذا الصرح الثقافي والفني الضخم أن يكون عرض "أين تذهب هذا المساء؟ الثمانينيات" مسك الختام، وهو عرض بصري موسيقي يمتع الحواس، وينعش الذكريات لماضٍ شكّل وعي جيل كامل، ويركز على موسيقات جانبية لم تهيمن على المشهد الفني آنذاك، مثل موسيقى البرامج والمسلسلات والألعاب، ليستكشف المشاهدون جوانب مختلفة من ذاكرتهم، وخصوصاً في حقبة الثمانينيات.

Ad

ويصطحب العرض المُشاهد في رحلة عبر يوم من أيام الثمانينيات، من خلال ثيمات محددة متعلقة بالحياة اليومية، وعبر برامج تلفزيون الكويت باعتباره المؤثر الإعلامي الأكبر في ذلك الوقت، منذ بداية البث صباحا حتى نهاية الإرسال مساءً.

واستعدادا لهذا العرض، الذي يعد أحد أضخم الأعمال المقامة في مركز جابر الثقافي على مدار ثلاثة أيام من 25 إلى 27 أبريل، يجري العمل على قدم وساق لوضع اللمسات الأخيرة على الصورة التي ستظهر للجمهور خلال تلك الاحتفالية، التي تحمل ملامح حقبة الثمانينيات بأبرز تجلياتها المشرقة، والتي تركت بصمة في جبين المشهد الثقافي والفني بالكويت، لاسيما أن نتاج تلك الفترة شكّل وعي جيل بأكمله مازال يحتفظ بجزء كبير مما قدم خلالها في وجدانه، إذ سيكون الحضور أمام صورة حية تحاكي واقع تلك المرحلة لتثير في الأنفس الحنين لماضٍ مازال عالقا في القلوب... "الجريدة" واكبت البروفات، وكانت لها هذه اللقاءات مع القائمين على العرض:

تحدٍّ كبير

بداية قال المايسترو د. محمد باقر، عن هذه التجربة: "نحن أمام تحدٍّ كبير لعمل غنائي يعود بنا إلى ذكريات جميلة وأحداث سطرت بأحرف من نور في قلوبنا قبل عقولنا، مثل وصول المنتخب للمونديال، والبرامج والمسلسلات الرمضانية، لاسيما أن الإعلام الكويتي خلال تلك الحقبة تميز بثراء منتجه، وكذلك المسلسلات خارج موسم رمضان مثل السباعيات، وما إلى ذلك".

ولفت باقر إلى أن العرض يحمل تشكيلة مميزة ذات طابع مرح، مؤكدا أن جيل الثمانينيات هو المنتصف ما بين الكبار والصغار، مستطردا في سياق آخر حول الأغنية الكويتية في تلك الفترة: "حتى عام 1989 احتفظت الأغنية بهويتها التي ميزتها، فبمجرد أن تسمع اللحن حتى لو في الإذاعة ستعرف انها أغنية كويتية، ولكن بعد التسعينيات وصولا إلى الوقت الحالي ضاعت ملامح الأغنية وهويتها، وأصبح اللحن الأبيض هو السائد حاليا".

إثارة الذكريات

من جانبه، قال مخرج العرض جاسم القامس عن هذه التجربة: "نستحضر من خلال هذا العرض عقداً من الزمان انتهى بجميع مكوناته، ولعل أشياء عدة من هذا الزمن عالقة في الذاكرة الانتقائية لدى شريحة كبيرة من الجمهور لنثير الذكريات، دون أن نتطرق لتلك الأشياء الشهيرة خلال تلك الفترة".

ولفت القامس إلى أن الفن في فترة الستينيات والسبعينيات مختلف تماماً عنه في الثمانينيات على مستوى الوطن العربي قاطبة من ناحية الأنماط الموسيقية وغيرها من ألوان الفنون، لاسيما الإنتاج الدرامي، مبيناً أن فترة الثمانينيات شهدت أوج العطاء الدرامي مما أثر في الشخصية الكويتية، ولا أبلغ على ذلك من المفردات الدارجة بيننا حتى الآن والتي كانت سائدة في الأعمال الفنية حينها".

وتمنى أن تنال الأعمال التي تم تضمينها في العرض رضا الجمهور على كل المستويات سواء الغناء او الدراما أو البرامج، لافتا إلى أن مقتطفات من مسلسل "لا إله إلا الله" ستكون حاضرة، فضلا عن إحدى أغنيات الفنان محمد المسباح، إلى جانب مفاجآت أخرى، ومؤكداً أن "من لم يعش فترة الثمانينيات فستكون الفرصة سانحة أمامه ليعيش هذه التجربة على مدار ساعتين".

البروفات

بعدئذ شرعت فرقة مركز جابر الموسيقية بقيادة المايسترو د. محمد باقر في عزف مجموعة من الأعمال التي ستكون حاضرة في مساء يوم 25 أبريل، بينما تعرض الشاشة العملاقة التي تقبع في خلفية الفرقة مشهداً لبعض الاعمال الدرامية التي ميزت تلك الفترة، ولعل اللافت أن تلك الأعمال لم تقف عند حدود النتاج المحلي فحسب، بل امتدت لتشمل المصري أيضا مثل "ليالي الحلمية" و"رأفت الهجان"، وهما من أبرز ما قدم عبر الشاشة الصغيرة حينها، إلى جانب بعض مسلسلات الكارتون بموسيقاها المميزة مثل "السندباد"، وكذلك أبرز ما قدمته السينما الهندية، إلى جانب العديد من الأعمال الدرامية المحلية التي تعد من أيقونات المكتبة الفنية الخليجية.