قُتل عشرون شخصاً على الأقل وجرح أربعون آخرون في غارات جوية على حفل زفاف مساء الأحد في شمال غرب اليمن، في غارة نسبها المتمردون الحوثيون إلى التحالف العربي بقيادة السعودية، بينما جرت مواجهات عنيفة بين متطرفين والقوات المعترف بها دولياً بجنوب غرب البلاد.

وأعلن مسؤول محلي، اشترط عدم الكشف عن اسمه أن 23 شخصاً قتلوا في الغارات، بينهم نساء وأطفال، وأُصيب 36 شخصاً في الغارتين.

Ad

ونسب المتمردون الحوثيون الذي يسيطرون على المنطقة، الغارات إلى التحالف بقيادة السعودية.

وكتبت منظمة «أطباء بلا حدود» أن الغارات أصابات بلدة بني قيس في محافظة حجة، وأنه تم نقل 40 جريحاً إلى أحد مستشفيات كبرى مدن المحافظة، تديره هذه المنظمة.

ولم يرد المتحدث باسم التحالف العسكري في اليمن الذي تقوده الرياض، على الفور على طلب وكالة فرانس برس التعليق.

وفي طهران، أدان المتحدث باسم الخارجية الايراني بهرام قاسمي «بشدة» هذه الغارات واصفاً اياه بـ «الوحشي».

وقال قاسمي أن «الهجمات على المناطق السكنية والأهداف المدنية وكذلك منع منظمات الإغاثة الدولية من ممارسة أنشطتها انتهاكاً للمبادئ والقواعد الإنسانية».

وأوردت قناة المسيرة التي يسيطر عليها المتمردون أن هناك 20 قتيلاً و 40 جريحاً في الغارة.

ونقلت القناة عن مدير مستشفى حجة أن هناك 30 طفلاً بين الجرحى في الغارة، مشيراً إلى أن ثلاثة من هؤلاء الأطفال خضعوا لعمليات بتر أطراف.

أما وكالة سبأ للأنباء التي يسيطر عليها المتمردون أيضاً، فقالت أن هناك 88 قتيلاً وجريحاً بينهم نساء وأطفال، منددة بـ «جريمة سعودية جديدة».

وهذه ليست أول مرة التي يتم فيها شن غارات على حفل زفاف في اليمن، وقتل 131 مدنياً في 28 سبتمبر 2015 في غارات استهدفت حفل زفاف في مدينة المخا الساحلية في غرب اليمن.

وفي أكتوبر 2016، قتل 140 شخصاً في غارة استهدفت قاعة كانت تشهد مراسم عزاء.

وبدأت السعودية على رأس التحالف العسكري عملياتها في اليمن في مارس العام 2015 دعماً للسلطة المعترف بها دولياً وفي مواجهة الحوثيين الذين سيطروا على العاصمة ومناطق أخرى.

وفي الأشهر الماضية كثف الحوثيون هجماتهم الصاروخية على السعودية، بينها هجوم أطلقوا خلاله سبعة صواريخ على المملكة في 26 مارس في الذكرى الثالثة لبدء حملة التحالف.

وتتهم السعودية ايران بدعم المتمردين بالسلاح، الأمر الذي تنفيه طهران.

وفي تطور منفصل، قتل خمسة جنود من القوات اليمنية المعترف بها دولياً وأصيب 19، في اندلاع مواجهات عنيفة مع متطرفين، بعد إطلاق حملة في تعز بجنوب غرب البلاد الاثنين إثر مقتل موظف في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بحسب ما أفادت مصادر طبية.

ولم يتضح ما إذا وقعت خسائر في صفوف المتطرفين.

وتدور المواجهات في حي الجحملية الخاضع لسيطرة القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي المعترف بها ضمن «حملة تنفذها وتستهدف الجماعات المتطرفة» في هذه المدينة، بحسب ما أفاد ضابط في الشرطة.

وتسيطر القوات الحكومية على الجزء الأكبر من تعز في حين يسيطر المتمردون الحوثيون على مناطق عدة في محيطها.

وكان ضابط الشرطة قال في وقت سابق أن «محافظ تعز المعين من قبل الرئيس المدعوم من التحالف العربي شكل أمس حملة من كافة الوحدات الأمنية والعسكرية ضد مواقع تمركز الجماعات المتطرفة».

وأضاف أن «العملية بدأت الاثنين واندلعت على إثرها اشتباكات عنيفة»، دون أن يتمكن من اعطاء حصيلة محددة بالضحايا.

وكان موظف لبناني في اللجنة الدولية للصليب الأحمر قتل برصاص مجهولين السبت في تعز.

وأدى النزاع في اليمن منذ التدخل السعودي على رأس التحالف العسكري إلى مقتل نحو عشرة آلاف شخص في ظل أزمة انسانية تعتبرها الأمم المتحدة من بين الأسوأ في العالم حالياً.