لقيت تصريحات السفير الفلبيني لدى البلاد ريناتو أوفيلا، لـ"الجريدة"، أمس حول فرقة التدخل التابعة للسفارة لتهريب العمالة المنزلية، عدداً من ردود الأفعال، دبلوماسياً وأمنياً، جاء في مقدمتها بيان أصدرته وزارة الخارجية أكدت فيه أن هذه التصرفات والتصريحات تمثل تعدياً وتجاوزاً ‏على سيادة دولة الكويت وقوانينها.

وأضافت "الخارجية" أنها استدعت ظهر أمس "للمرة الثانية السفير الفلبيني إثر تصريحه لإحدى الصحف الكويتية، والذي أكد فيه تلك التصرفات المتجاوزة للأعراف والقواعد الدبلوماسية وفقاً لما نصت عليه اتفاقية ڤيينا"، مؤكدة أن "الكويت التي تدين وتشجب تلك التصريحات تحتفظ بحقها في اتخاذ كل الإجراءات القانونية التي من شأنها الحد من التطاول على سيادة الدولة وقوانينها".

Ad

بدورها، أعلنت وزارة الداخلية أن الأجهزة الأمنية المختصة تمكنت من تحديد هوية المتهمين الذين ساعدوا إحدى الخادمات الفلبينيات على الهروب من منزل كفيلها، موضحة، في بيان، أنهم ثلاثة من مواطنيها، وتم التعرف عليهم، وعلى وشك إلقاء القبض عليهم مع الخادمة.

وأكدت أن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الفريق متقاعد الشيخ خالد الجراح يولي هذه الواقعة الخطيرة اهتماماً كبيراً، وعليه أصدر توجيهاته بسرعة إلقاء القبض على المتهمين، وكشف ملابسات القضية التي سُجِّلت تحت رقم (33/2018) جنايات بمخفر ميناء عبدالله.

وأشارت الوزارة إلى أنها تقوم بالتنسيق مع "الخارجية" حول هذا الموضوع، معربة عن قلقها العميق تجاه هذه الواقعة غير المسبوقة، ومن ثم تحتفظ بحقها في اتخاذ كل الإجراءات القانونية تجاه المتورطين.

إلى ذلك، رفض السفير أوفيلا الكشف عن مضمون اجتماعه مع المسؤولين في "الخارجية" الكويتية أمس، بيد أنه أشار إلى أن الرد الرسمي على احتجاج الكويت سيكون خلال أسبوع.

وشدد أوفيلا، خلال مؤتمر صحافي أمس، على أن "فرقة إنقاد العاملات لا تدخل البيوت، وما أُثير عن دخول أعضاء السفارة منازل الكويتيين لإنقاد الخادمات غير صحيح، ومعلومات مغلوطة".

وتعليقاً على تلويح "الخارجية" باستخدام إجراءات قانونية، قال: "لا أعلم عن هذه الإجراءات التي جاءت في بيان الوزارة، لكننا سنعمل بجد للمحافظة على علاقتنا مع الكويت".

ورداً على سؤال حول بيان وزارة الداخلية بالتعرف على 3 فلبينيين أظهرهم الفيديو المتداول حول مساعدة إحدى الخادمات على الهرب من منزل كفيلها، قال إن هذا الأمر غير صحيح، مؤكداً أنهم "ليسوا من أعضاء السفارة، وسنتحدث مع الوزارة بهذا الخصوص، وطلبنا تحديد موعد لذلك".

وذكر أن ثمة دعماً وتفهماً من جانب حكومة الكويت للسفارة فيما يتعلق بمخاوف الفلبين حيال مواطناتها اللاتي يعملن في الخدمة المنزلية، معرباً عن تقديره للحكومة لتمديدها مهلة السماح لمخالفي الإقامة، والتي استفاد منها ٥ آلاف فلبيني في البلاد.

وشدد أوفيلا على أن دعم السفارة الفلبينية لمواطنيها لم يكن ليحدث لولا مساعدة الحكومة الكويتية، موضحاً أن ما تقوم به السفارة يهدف إلى دعم الجهود لإيجاد حل لمشكلة العمالة.

وأكد أن السفارة تنسق مع "الداخلية"، التي "تستجيب لطلبات الاستغاثة التي يطلقها مواطنونا، وهذا هو الإجراء المتبع لدينا"، مبيناً أن "جميع الجهود المتخذة خلال الأسابيع الماضية كاستجابة لمساعدة مواطنينا هي مجرد مساعدة قبل التوقيع النهائي على اتفاقية العمالة الجديدة".