تواطأ الغرب على الشرق لتدميره من أجل السيطرة على العالم وإهلاك الدول العربية والإسلامية وإفشاء الحروب الداخلية بين الجماعات الدينية والحزبية والطائفية داخل الشعب الواحد، شعب ‏يعتنق ديناً واحداً، إلا ‏أن بعض الحكام باعوا ‏ديارهم من سابق الزمان، في ‏تخصص انفرد ‏به ‏العرب، وأدخلوا الأجانب والإسرائيليين إلى البلدان ‏العربية الإسلامية، ليسيطروا على بلادنا ويحتلوها منذ زمن بعيد.

‏والآن تسعى ‏دولتان عظميان إلى إكمال هذه السيطرة على ما تبقى من الوطن العربي الحزين المليء ‏بالنزاعات والقتل والجوع والتشرد وفرار أبنائه من بلدانهم ‏إلى بلدان أخرى وبيئات جديدة.

Ad

‏فمثلاً في مصر "أم الدنيا"، ‏هذا البلد الجميل، حاول كثيرون، لاسيما جماعة الإخوان، منذ تنحي ‏الرئيس مبارك، جرها إلى مستنقع الهلاك، إلا أن شعبها وجيشها كانا مخلصين للوطن والأرض، وإلا لكان مصيرها الآن كمصير سورية، ودول أخرى عربية إسلامية في المنطقة، تشتتت شعوبها بعد زعزعة أمنها.

‏قد تحوم حولنا الشرور لإقلاق راحتنا، إلا أننا بتماسكنا واتحادنا نستطيع قهر أعدائنا، ‏أعداء ديننا وعروبتنا، غير أن هذه للأسف باتت مجرد أحلام لا نستطيع إلا أن نتغنى بها في مؤتمراتنا واحتفالاتنا وأعيادنا. ‏فالدول العظمى ‏كأميركا وروسيا ‏ تريد دائما أن تكون الشعوب العربية بحاجة إليها وبحالة ضعف لكي تستمد الأمن والأمان والاستقرار من هذه الدول، مما يعني سيطرتها الكلية عليها كما حدث في العراق، الذي مازال يعاني الصراعات الطائفية والفقر وغياب الأمن وتفشي ‏بعض الأمراض لقلة النظافة وتوفر المعايير الصحية للشعب، ‏فكل هذه الأزمات لمصلحة هذه الدول الكبيرة التي تشاهد باستمتاع ما يحدث لهذا الوطن العربي الضعيف المتهالك. ‏ما يحدث في سورية وحتى بعد آخر ضربة لأعوان بشار الأسد ‏بعد استخدامه للمواد الكيماوية لشعبه لن يوقف هذا الظلم من الظالم إلا وقتاً معيناً، وسوف يكمل طغيانه وجوره على الأبرياء، ‏فتخاذل روسيا مع الأسد لضرب أبناء شعبه، ‏ولعب أميركا وأوروبا دور البطولة أمام العالم مرة أخرى لن يفيدا العرب إلا خسارة أكبر، فأين جامعة الدول العربية من الوقوف مع هذه الشعوب المنتهكة المفتوك بها بأخطر المواد الكيماوية، وموت البشر وإبادتهم؟!

الولايات المتحدة ‏دائما تحب ممارسة دور المساعد المنقذ لجميع الشعوب المتصارعة مع الحكام، وإن كانت في السابق تنصر لهؤلاء الطغاة، ‏فالسياسة الأميركية متلونة، لا صاحب لها ولا عدو، ‏كما حدث مع المقبور صدام حسين، حيث كانوا من أكبر مساعديه ومناصريه في الحرب العراقية الإيرانية، ثم أسقطوه بخدعة تحريضية لغزو الكويت، وتم إسقاط العراق بالكامل ‏للسيطرة عليه، وعلى ثرواته ونفطه.

حال الأمة ‏لن ينصلح ‏إلا بصلاح وذكاء حكامها ورغبتهم الحقيقية في الدفاع عن بلدانهم وشعوبهم، لا بشتاتها وتفرقها، في حين مازالت بعض الدول العربية محافظة على كيانها بحكمة الحكام وحبهم لشعوبهم، وإرضاء هذه الشعوب ليس بالأمر الهين، لكن حكمة الحاكم هي دليل صلاح الوطن. حفظك الله يا حكيمنا وحكيم الخليج والوطن العربي، سمو الشيخ صباح الأحمد، فأنت رمز من رموز صلاح الديار وأبنائها، وسلامة وأمن الوطن، وحبنا لك وولاؤنا لا ينتهيان بل يتجددان.