تتضح أهمية الصين بالنسبة الى شركات السيارات الغربية من خلال صعوبة التفوق على شركة فولكسفاغن. وتشير تقديرات «ايفركور آي اس آي» الى أن الصين أسهمت بنسبة 43 في المئة من أرباح عملاقة الصناعة الألمانية، قبل الضرائب في العام الماضي.

وهكذا، فإن أي تغيير في القواعد، التي تحكم المشاريع المشتركة المحلية، ينطوي على أهمية كبيرة محتملة. وعلى الرغم من ذلك فإن خطة الصين الرامية الى تحرير قيود الملكية في المشاريع المشتركة المحلية قوبلت بشيء من اللامبالاة من جانب أسواق الأسهم الأوروبية في الأسبوع الماضي. ويشير هذا الى أن فولكسفاغن وديملر وشركات اخرى لم تحصل على كمية كبيرة من النقد من بكين.

Ad

وباعتبارها رائدة في السوق المحلي (مع حوالي 17 في المئة من مبيعات السيارات في الصين) يمكن الظن أن فولكسفاغن تملك الفرصة الأكبر للكسب. ومع بيع أكثر من 4 ملايين سيارة سنوياً فإن ذلك البلد يعتبر مساهماً كبيراً في التدفقات النقدية الى فولكسفاغن. ولكن في ظل النظام الحالي يتعين عليه ترك الكثير من المال على الطاولة.

ويرجع ذلك الى أن بكين أجبرت شركات صناعة السيارات الغربية على الدخول في مشاريع مشتركة محلية، بغية تسريع تطوير الصناعة الصينية المحلية.

وتعمل فولكسفاغن مع مؤسسة اس ايه آي سي موتور وشركة اف أيه دبليو كار – وخلال العقدين الماضيين، سهل التعاون معهما عملية نقل التقنية والمال الى الشركاء الصينيين.

وحصلت فولكسفاغن من ذلك على نحو 20 مليون يورو (25 مليون دولار) من الأرباح من مشاريعها المشتركة في الصين خلال الأعوام الستة الماضية –وفقاً لحساباتي– ومع ذلك لو كانت قد تمتعت بقدر أكبر من الحرية للوصول الى السوق الصيني منذ البداية لكانت عوائدها أضخم من ذلك. ولكن لماذا ارتفعت أسهم فولكسفاغن مؤخرا بنسبة متواضعة جدا؟ بداية نعرف ان الصين لن ترفع سقف الملكية حتى عام 2022، وهذه وتيرة أبطأ مما كان يأمله البعض من المستثمرين. وحتى لو أن اف ايه دبليو واس ايه آي سي رغبتا في البيع، وهو أمر موضع شك، فإن ذلك سيكلف الكثير لشرائهما. وقبل أزمة الديزل أرادت فولكسفاغن رفع حصتها في مشروعاف ايه دبليو من 40 الى 50 في المئة، وبتكلفة قدرت بنحو 5 مليارات يورو.

ومن المؤكد أن شركات السيارات الغربية تستطيع المضي بمفردها، خصوصا بالنسبة الى السيارات الكهربائية، حيث سيتم عما قريب رفع القيود عن الملكية. وتلك أنباء جيدة بالنسبة الى شركة تسلا، التي لم تشيد بعد معملاً في الصين.

ولكن بالنسبة الى شركة مثل فولكسفاغن ذات الحضور القوي الحالي في الصين، فإن ذلك سيعني استثمارات جديدة بمليارات الدولارات. وقد يرغم تقويض المشاريع المشتركة القائمة تلك الشركات على شطب قيمة استثماراتها السابقة في الصين – كما يشير محلل بيرنستين السيد روبن جيو. واضافة الى ذلك هناك الخطر المتمثل في أن القيام بذلك العمل سيغضب الشركاء والمستهلكين الصينيين. وتلك مجازفة لن تقدم عليها الشركات الغربية بحكم العقوبات السابقة.

ولا غرابة في أن فولكسفاغن، وهي ترحب بالتحرير، تشدد على ان ذلك لن يؤثر على مشاريعها المشتركة. وبكلمات اخرى فإن سخاء الصين ليس من دون حدود كما كان يبدو للوهلة الأولى.

● كريس برايانت - بلومبرغ