قبل أن تتحول أسعار برنت وخام غرب تكساس الوسيط للانخفاض، بعد تغريدة لترامب قال فيها "يبدو أن أوبك تعيد الكرّة... أسعار النفط مرتفعة جدا على نحو مصطنع، وهذا ليس جيدا ولن يكون مقبولا"، اتجهت الأسعار إلى تحقيق مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي أمس، بفضل تقلص الإمدادات واستمرار الدعم من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها بشأن خفض الإمدادات.

وسجلت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 74 دولارا للبرميل بحلول الساعة 09:58 بتوقيت غرينتش بارتفاع قدره 22 سنتا عن الإغلاق السابق.

Ad

وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 21 سنتا إلى 68.50 دولارا للبرميل.

وسجل الخامان أعلى مستوياتهما منذ نوفمبر 2014 يوم الخميس عند 74.75 دولارا و69.56 دولارا للبرميل بالترتيب.

وبعد تغريدة ترامب سجلت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 73.26 دولارا للبرميل بحلول الساعة 11:39 بتوقيت غرينتش، بانخفاض قدره 52 سنتا عن الإغلاق السابق.

وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 48 سنتا إلى 67.81 دولارا للبرميل.

ولا يمكن للولايات المتحدة التأثير بشكل مشروع على النفط سوى من خلال السحب من الاحتياطي الاستراتيجي لديها، وهو ما كانت تفعله بين الحين والآخر. وكانت آخر مرة أقدمت فيها على تلك الخطوة العام الماضي، بعد العاصفة المدارية هارفي.

وبعيدا عن إدارة "أوبك" للإمدادات، فإن أسعار الخام تلقت أيضا دعما من توقعات بأن الولايات المتحدة ستعيد فرض عقوبات على إيران، وهي عضو في المنظمة.

من جانبه، أكد وزير النفط وزير الكهرباء والماء المهندس بخيت الرشيدي استمرار تعاون دولة الكويت والتزامها فيما يخص اتفاق خفض الانتاج في سبيل إعادة التوازن للاسواق النفطية العالمية.

وقال الرشيدي عقب مشاركته في الاجتماع ان نسبة التزام الدول الأعضاء في (أوبك) وغير الاعضاء فيها بشأن اتفاق التعاون بخفض الانتاج فاقت 145 في المئة "وهو اعلى مستوى منذ البدء بتطبيق الاتفاق في يناير 2017".

واضاف ان جميع الدول المشاركة في الاجتماع اكدت التزامها باستمرار العمل لاستكمال استعادة التوازن لأسواق النفط مثمنا جهود منظمة (اوبك) والدول المنتجة من خارجها وما تحقق من تعاف في اسواق النفط حتى الآن.

وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح إن "أوبك" وحلفاءها مازالوا بعيدين عن الوصول إلى هدفهم، وإن خفض مخزونات النفط بحاجة إلى الاستمرار.

وأضاف الفالح للصحافيين خلال اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة بين "أوبك" والمنتجين المستقلين في جدة، أمس، أن الامتثال لاتفاق النفط العالمي بلغ 145 بالمئة في مارس.

وقال إن المنتجين لا يمكنهم الاكتفاء بذلك، مشيرا إلى أن الاستثمارات بقطاع النفط لا تزال منخفضة.

وأضاف الوزير السعودي أن مستوى الاستثمار النفطي غير مناسب على الإطلاق، ويتعين جذب رأس المال إلى الاستثمارات النفطية، بدلا من استهداف سعر محدد للخام.

وقال الفالح إنه يجب تعزيز التعاون بين "أوبك" والمستقلين، بعد الاتفاق الحالي، وهو أمر مهم لاستعادة ثقة السوق.

وأضاف أنه يتعين مواصلة مراقبة السوق خلال تلبية أهداف الإنتاج.

وأشار إلى أن مخزونات النفط العالمية انخفضت عن مستوى ذروتها، لكنها لم تتراجع بما يكفي.

وقال "اليوم (المخزونات) لا تزال عند نحو 2.8 مليار برميل، إنها منخفضة كثيرا عن ذروة 2017 البالغة 3.12 (مليارات برميل)، لكنها تظل فوق مستواها وقت بدء تكوّن التخمة".

وقال الفالح: "علينا التحلي بالصبر، فلا نريد التسرع، ولا نريد في الوقت نفسه أن نركن إلى الرضا عما تحقق والاستماع لما يتردد عن "إنجاز المهمة" وأشياء من هذا القبيل"، مضيفا أنه لا تزال هناك العديد من المتغيرات في السوق، نظرا للضبابية بشأن الطلب وظهور إمدادات جديدة بوتيرة أسرع من المتوقع.

وقال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي إن أسعار النفط ليست مرتفعة على نحو مصطنع، وإن الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والمنتجين من خارجها يقومون بدورهم من أجل تصحيح السوق.

وأدلى المزروعي بتلك التصريحات بعد أن طُلب منه التعليق على تغريدة ترامب.

وقال "لن أعلق على ما قاله الرئيس، لكن بالتأكيد نحن نضطلع بدورنا لتصحيح السوق، والسوق كما قلنا ليس متوازنا بعد، وأعتقد أن هذه المجموعة عليها واجب ينبغي أن تقوم به، ونحن مستمرون في القيام بواجبنا".

أيضا، امتنع وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك عن التعقيب على تغريدة لترامب، انتقد فيها "أوبك" بسبب ما قال إنه أسعار مرتفعة للنفط "على نحو مصطنع".

وقال نوفاك إنه لا يعتقد أن الأسعار مرتفعة على هذا النحو، مضيفا أن "أوبك" ومنتجي النفط من خارجها قد يبدأون تقليص تخفيضات إنتاج النفط قبل نهاية العام.

ويخفض أعضاء "أوبك" ومنتجون من خارجها تقودهم روسيا الإنتاج بواقع 1.8 مليون برميل يوميا منذ يناير 2017 بموجب اتفاق من المقرر أن يسري حتى نهاية العام الحالي.

وقالت مصادر لـ "رويترز" إن نوفاك أبلغ نظراءه في "أوبك" والدول غير الأعضاء بالمنظمة بأن موسكو ملتزمة باتفاق خفض الإمدادات حتى نهاية العام الحالي.

وعقدت اللجنة الوزارية المشتركة لمراقبة الإنتاج اجتماعا أمس في جدة بالمملكة العربية السعودية قبل اجتماع بقيادة "أوبك" من المقرر أن يعقد في فيينا خلال يونيو.

وذكرت وكالة تاس الروسية للأنباء أن نوفاك قال قبيل اجتماع اللجنة: "الاتفاق مستمر حتى نهاية العام. في يونيو يمكننا أن نبحث ضمن أمور أخرى سؤالا بشأن خفض بعض الحصص خلال هذه الفترة، إذا كان هذا ملائما من وجهة النظر السوقية".

غير أن مصادر مطلعة على الاجتماع قالت لـ "رويترز" إن نوفاك أبلغ نظراءه في "أوبك" والدول المنتجة للنفط من خارجها خلال اجتماع مغلق بأن موسكو ملتزمة باتفاق خفض الإنتاج حتى نهاية 2018.

وقالت اللجنة الوزارية بين "أوبك" والمستقلين إن مستوى مخزونات النفط التجارية بدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بلغ 2.83 مليار برميل في مارس 2018، ليظل فوق المستوى المسجل قبل هبوط سوق النفط. وكلفت اللجنة الأمانة العامة لـ "أوبك" بالنظر في المقاييس المختلفة مع تحليلات متعمقة بشأن عوامل الضبابية في السوق.

وكانت ثلاثة مصادر بقطاع النفط قالت هذا الأسبوع إن السعودية سيسرها أن ترى الخام يرتفع إلى 80 دولارا أو حتى 100 دولارا للبرميل، بما يشير إلى أن الرياض ستسعى على الأرجح إلى عدم إجراء تعديلات على الاتفاق في يونيو.