غداة ليلة دامية سقط فيها عشرات القتلى اختناقاً، توعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره السوري بشار الأسد والمسؤولين عن «الهجوم الكيماوي المتهور» على مدينة دوما الخاضعة لسيطرة المعارضة بدفع «ثمن باهظ».

وكتب ترامب، في سلسلة من التغريدات، إن «الرئيس بوتين وروسيا وإيران مسؤولون عن دعم الأسد الحيوان، في كارثة إنسانية جديدة ومقرفة دون أي سبب على الإطلاق!». وأضاف: «قُتل كثيرون بينهم نساء وأطفال في هجوم كيماوي متهور. المنطقة التي تعرضت للعمل الوحشي مغلقة ومحاصرة بشكل كامل من جانب الجيش السوري، مما يجعل الوصول إليها أمراً غير ممكن بالنسبة إلى العالم الخارجي»، مطالباً بفتح المدينة «فوراً أمام المساعدات الطبية وعمليات التحقيق».

وانتقد ترامب سلفه باراك أوباما لعدم التحرك، بعدما حذر من أن استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية هو «خط أحمر»، مضيفاً: «لو أن أوباما تجاوز خطه الأحمر (الذي رسمه) في الرمل لكانت الكارثة السورية انتهت منذ مدة طويلة، ولكان الأسد الحيوان أصبح شيئاً من التاريخ!».

Ad

وفي مؤشر إلى ضربة وشيكة، عقدت وزارة الدفاع «البنتاغون» اجتماعاً طارئاً مع قادة مجلس الأمن القومي برئاسة جون بولتون، الذي من المقرر أن يتسلم مهامه رسمياً اليوم، لبحث الرد على دمشق.

وحمّل الاتحاد الأوروبي نظام الأسد المسؤولية عن هجوم دوما، داعياً إلى رد دولي حازم على استخدام السلاح الكيماوي.

وفي الهجوم، الذي جاء بعد عام من تعرض بلدة خان شيخون بإدلب لآخر بغاز السارين، قتل 100 مدني على الأقل منذ الجمعة، عندما استأنف النظام شن غارات جوية على مدينة دوما. ورد ترامب آنذاك على الهجوم بعد ثلاثة أيام، حيث أطلقت بوارج حربية أميركية في «المتوسط» 59 صاروخاً من طراز كروز على قاعدة جوية سورية.

ووسط موجة غضب دولي من الهجوم الأخير، شدد مستشار البيت الأبيض للأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب توماس بوسرت على أن كل الخيارات مفتوحة للرد على هجوم دوما، مؤكداً أنه «حالياً تتم دراسة الحدث وصوره المروعة». ووصفت موسكو الأمر بأنه «استفزازات سبق أن حذرت منها، وتهدف لتبرير ضربات محتملة على سورية من الخارج»، محذرة من أن «أي تدخل خارجي تحت ذرائع مفبركة ومزيفة في سورية، حيث يوجد العسكريون الروس هناك بطلب رسمي من الحكومة الشرعية، غير مقبول إطلاقاً، وقد يؤدي إلى عواقب وخيمة جداً».

وبينما أعلن الرئيس الفرنسي ​إيمانويل ماكرون​ عدم وجود دليل حتى الآن على تجاوز ​الحكومة السورية​ الخطوط الحمراء، أعربت تركيا عن أملها ألا تمر مجزرة دوما دون عقاب، مشيرةً إلى «وجود شبهات قوية حول تنفيذ الهجوم من جانب ​النظام».