دائماً في مختلف المجتمعات هناك شلة للسفر وأخرى للديوانية أو في تجمع معين بالأماكن الترفيهية والمقاهي وغيرها، فضلاً عن شلة الأنس لتضبيط الفساد واستهلاك المواطن بطرق مختلفة، حسب درجة التجاوز والنهب والسلب الذي يتم وضع معاييره في الأماكن المغلقة أحيانا، أو في السهرات الحمراء التي أصبحت وساماً لبعض اللصوص والحرامية، لاسيما حديثي النعم.

ومن أولويات هذه "الشلة الأنسية" تضبيط السهرات للبعض مقابل امتيازات تفتح قريحتها عادة وفق ما لذ وطاب من الحضور ومحتوياتهم التي تزدان جمالاً بهدوء الإضاءة الخافتة لتتلألأ معها أحاديث السرقات والبطش والتجاوزات وغيرها من "العلل" التي تنتهي عادة مع إشراقة أضواء الصباح ليغادر البعض، في حين يبقى من أرهقه حديث المتعة عن التجاوزات.

Ad

وباعتبار أن هذه الفئة أصبحت ظاهرة، خاصة لبعض المرتزقة الجدد، فقد أصبح الأمر راسخا في نفوس الحرامية الكبار الذين يتابعون هؤلاء بنهم، بل يفتح بعضهم ملفات بعض لتصبح حديث الجميع، في ظل وجود نجوم وسائل التواصل الاجتماعي الذين يبحثون عن "الدفيع الجاد" لتلميعه وتنفيذ رغباته عبر حملات تشويه وتنكيل بكل من يدخل في القائمة السوداء.

هناك قوائم تشمل أصحاب المال والسياسة وقياديين ومسؤولين، في كل يوم تتم تصفية أحدهم عبر "تويتر" أو بعض وسائل الإعلام التي لا يهمها الحقيقة بقدر تنفيذ أوامر "المعزّب"، فضلاً عن بعض الضحايا الذين ضاعوا في دوامة لا تحمد عقباها، لأنهم اقتربوا من "عش الدبابير" وسعوا إلى الإصلاح وكشف الحرامية الحقيقيين، فكانت نهايتهم الهاوية وتدمير حياتهم وإنهاءها بقلب الحقائق والتزييف والتشويه وغيرها من الأساليب الملتوية.

هذه الشلة التي تدير البعض من خلف الستار أصبحت هي التي تمتلك العصا السحرية لاتخاذ بعض القرارات المصيرية أو وضع كل الصعوبات أمام المواطنين الذين ملوا ظروفهم الصعبة.

الأدوات التي تملكها شلة الأنس صارت من الامتيازات التي يلجأ إليها بعض المتنفذين للوصول إلى مبتغاهم والقفز على القانون والبطش بالقرارات والسيطرة على بعض المناقصات وعزل كل من يقف أمامهم أو يحاول منعهم من تنفيذ تجاوزاتهم، وطبعاً استغلال هذه الأدوات يكون عادة مدفوع الأجر وفي مقابل مبالغ قد تصل إلى مئات الآلاف.

أما شلة أنس الفاسدين حديثي النعمة أو الذين سيطروا على بعض الأماكن الحيوية التي تدير الأموال، فأصبحوا يتعلمون جيدا من المدرسة الأولى للفساد، غير أن هناك تفاوتاً في أرقام الاختلاسات بينهما، فالشلة الأولى اعتادت البدء في أي اختلاس من ستة أصفار فما فوق، أما الشلة حديثة النعمة فلا تزال عن الصفر الأول.

الوضع أصبح صعباً ولا يحتمل في ظل ما تقوم به شلة الأنس أمام الجميع، بل باتت الأمور تنذر بقنبلة موقوتة إذا انفجرت فسيتناثر من حولها العديد من الشظايا، والجميع بانتظار المحاسبة الفعلية لتلك الشلة وكل من هو على شاكلتها في مختلف المرافق والقطاعات والشوارع والشاليهات والمزارع والجواخير وغيرها من الميادين التي يغزوها الفساد والتي يعلمها أصحاب القرار !

إن سيطرة من تحدثنا عنهم ونفوذهم وانتشار أذنابهم في بعض الجهات لتسهيل الكثير من التجاوزات أصبحت ظاهرة للعيان، وبلغ من وقاحتهم أنهم باتوا يتحدثون أمام الملأ عن بلاويهم وفسادهم وتجاوزاتهم وقراراتهم وتعييناتهم وغيرها، بينما هناك من ظُلِم بسببهم ومن استقال لبطشهم ومن أحيل إلى الطب النفسي لتعسفهم.

آخر الكلام:

احترامي للحرامي، بالخبرة هو إجرامي، يبطش ويسرق ويخلد بين الأسامي، الآن نقصدهم بالمعاني، وفي الثانية سأسلط عليهم كل ما هو أمامي من تجاوزات وتعديات وغيرها من الأسامي!