يمكن التأكّد من بدء مرحلة انقطاع الطمث إذا غابت الدورة الشهرية طوال 12 شهراً. في هذه الحالة، يتوقف المبيضان عن تصنيع الأستروجين والبروجستيرون، أي الهرمونين النسائيين الضروريين لاستمرار الدورة الشهرية والحفاظ على الخصوبة. بالنسبة إلى معظم النساء، يحصل انقطاع الطمث طبيعياً حين يبلغن 51 عاماً. لكن مع ارتفاع متوسط العمر المتوقع، تمضي نساء كثيرات حتى 40% من حياتهنّ في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث.

في بعض الحالات، يبدأ انقطاع الطمث في مرحلة مبكرة بسبب العلاجات المستعملة لإنقاذ حياة النساء مثل الجراحة والعلاج الكيماوي أو العلاج بالأشعة. وفي حالات أخرى، تتعلّق المشكلة بالأمراض الوراثية واضطرابات المناعة الذاتية، أو يمكن أن يحصل هذا التغيير لأسباب مجهولة.

تتراوح أعراض انقطاع الطمث بين درجة مزعجة وبين درجة حادة، بدءاً من اضطراب النوم ونوبات الحر وصولاً إلى جفاف العينين واكتساب الوزن. لكن إذا بدأتِ تختبرين هذه الأعراض منذ العشرينات والثلاثينات وبداية الأربعينات، ربما تشعرين بأنك تكبرين بين ليلة وضحاها وتشيخين أكثر من صديقاتك.

Ad

لكنّ المؤشرات لا تكون واضحة دوماً حين تبدأ مرحلة انقطاع الطمث المبكر أو السابق لأوانه. ربما تصبحين مزاجية، علماً أن المزاج العكر لا يتعلق بالضرورة بالسن أو الطمث، فالناس كلهم يكونون مزاجيين أحياناً. كذلك قد تشعرين بنوبات الحر وقد لا تفعلين. حتى أنك ربما لا تدركين طبيعة نوبة الحر. إنها عبارة عن شعور مفاجئ بالدفء ينتشر في أنحاء جسمك ويزداد قوة في الوجه والعنق والصدر.

تحمرّ بشرة بعض النساء بدرجة خفيفة أيضاً، أو يمكن أن تتعرّق نساء أخريات ويُجْبَرْنَ على تغيير أغطية السرير.

ما العمل في هذه الحالة؟ إليك خمس نقاط يجب أن تعرفيها عن انقطاع الطمث المبكر:

• لا يكون الوقت مبكراً للتحدث إلى طبيبك. إذا تغيّرت دورتك الشهرية بدرجة ملحوظة (زادت مدّتها أو تراجعت أو تغيّر موعدها بشكل لافت)، أو إذا توقفت نهائياً على مر ثلاث دورات قبل عمر الخامسة والأربعين، خذي موعداً لتقييم وضعك. يشير غياب الدورة الشهرية أحياناً إلى مشاكل صحية أخرى. إذا بدأت مرحلة انقطاع الطمث المبكر أو السابق لأوانه، ستصبحين معرّضة لاضطرابات صحية عدة على المدى الطويل، بما في ذلك أمراض القلب والخرف والباركنسون وهشاشة العظام إذا كنت لا تأخذين العلاج الهرموني البديل في هذه الظروف. يمكن أن يساعدك طبيبك كي تتأكدي من بدء انقطاع الطمث المبكر أو السابق لأوانه.

• يبقى العلاج الهرموني ضرورياً لتخفيف حدّة العواقب الصحية التي ترتبط على المدى الطويل بانقطاع الطمث المبكر أو السابق لأوانه. ما لم يظهر سبب واضح لتجنب العلاج الهرموني في وضعك، نوصيك باستعماله إلى أن تبلغي العمر الطبيعي لانقطاع الطمث على الأقل (51 عاماً). لكن قد لا يخفف العلاج الهرموني التغيرات كافة المرتبطة بفقدان الأستروجين المبكر، لا سيما التقلبات المزاجية والمشاكل الجنسية.

• تتغيّر خططك العائلية: إذا أردتِ أن تبني عائلتك الخاصة، يجب أن تفكري بخيارات مثل تجميد الأجنّة أو البويضات.

يفيدك العلاج الهرموني بالأستروجين لمعالجة الجفاف الذي يصيب حياتك الجنسية. حتى أن علاج التستوستيرون يكون مناسباً في هذه الحالة. لكن يجب أن تتحدثي إلى شريكك أيضاً. يمكنك أن تتخذي قراراً مُرضِياً إذا تواصلتِ معه بالشكل المناسب.

• تحتاجين إلى دعم إضافي: إذا أصابك انقطاع الطمث المبكر أو السابق لأوانه، تحتاجين إلى وقت إضافي ودعم فاعل للتكيف مع وضعك وعواقبه، بما في ذلك الأثر الصحي المحتمل على المدى الطويل وفقدان الخصوبة. في هذا المجال، تستفيدين من تقاسم مخاوفك مع شريكك وأصدقائك وطبيبك أو المعالج النفسي. فمن الضروري أن تفهمي ما يحصل في جسمك وتكتشفي الخيارات التي تسمح لك بالتكيّف مع وضعك.