مسلسل كريه مستمر منذ عشرة أعوام دون أن ينتهي، والضحية هي الكويت وشعبها، وما عانياه من أزمات متتابعة واحتقان سياسي ينعكس في كثير من الأحيان على الواقع الاجتماعي.

الكل يعلم أن بعض أبناء الأسرة لهم حسابات وترتيبات وطموحات بأن يكونوا ضمن الصف الأول ما بين أفراد أسرة الحكم، والكل يعلم أيضا أن هذه الحسابات والطموحات يستخدمون فيها ما هو مشروع وما هو غير مشروع في أكثر الأحيان.

Ad

فتارة تثار أزمة قبلية تدخلنا في دوامة لأشهر وأحيانا أكثر من ذلك، وتارة أخرى تكون طائفية، وأحيانا طبقية وأخرى رياضية والمحرك لكل تلك المصائب مجموعة صغيرة من أبناء الأسرة، لن يهنأ لها بال إلا بالوصول إلى مبتغاها، فلتحترق الكويت ليبقوا هم.

هو واقع نعيشه ولم ينته ولا تبدو ملامح النهاية على تفاصيله أبدا، تتغير أدوات ألعابهم وتصل إلى حد يفوق اللا مباح في محاولة لتقويض أركان الدولة دون محاسبة فعلية، فأحيانا لقصور في التشريع وأخرى بالاكتفاء باعتذار تلفزيوني وتنتهي المسألة دون الاهتمام بتبعاتها وويلاتها.

وما زالت الأزمات تتوالى ولن تتوقف، بل قد تصل إلى إراقة الدماء مستقبلا، وهو أمر لن يكون مستغرباً لأي متتبع لتصاعد وتيرة الأزمات منذ عشر سنوات إلى اليوم.

لن تنتهي تلك الأزمات ما لم تحسم بوضوح وبشكل قاطع ونهائي، ولن تكفي محاولات إطفائها، فإن خبت واحدة فستشتعل أخرى كما يحدث اليوم وكل يوم، ومن المؤكد أن أطراف الصراع لن تعقل من جنونها، ولا يفيد معها أي علاج سوى آخره، لا بد من الحسم قبل تصاعد أكبر لن تحتمله الكويت بكل تأكيد.