توزعت فعاليات موسم دبي الفني في دورته الخامسة على شهري مارس وأبريل 2018، ومن أبرز هذه الأحداث معرض «فان غوخ... اللوحات الحية»، ومعرض «سكة»، و«مهرجان طيران الإمارات للآداب»، و«آرت دبي»، و«ليالي الفن في قرية البوابة»، و«مهرجان الشرق الأوسط للأفلام والقصص المصورة»، وغيرها من الفعاليات الأخرى، في موسم زاخر بالأنشطة الفنية والثقافية.

تقام هذه الفعاليات برعاية سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد، نائبة رئيس مجلس إدارة هيئة دبي للثقافة والفنون.

Ad

المفهوم التقليدي

يعتبر معرض «فان غوخ... اللوحات الحية» المقام في حي دبي للتصميم، نافذة على حياة مبدع قدم الكثير خلال رحلته القصيرة مع الفن، حيث يتيح المعرض لمحبي الفنون تجربة فريدة من نوعها، لمشاهدة لوحات الرسام الهولندي فنسنت فان غوخ من خلال تقنيات حديثة تغير المفهوم التقليدي للمعرض الفني الذي يعتمد على التأمل الصامت للأعمال الفنية التي تعتلي الجدران، إذ تحوّله إلى تجربة تفاعلية تجمع الصورة والصوت.

ويتضمن المعرض مجموعة نسخ مميزة من أعمال الرسام الهولندي، أبرزها نسخة عن غرفة الفنان التي صورها في العمل الفني «غرفة نوم في آرل»، والتي أنجز فيها معظم أعماله، فضلا عن نموذج من لوحة «مزهرية بها اثنا عشر زهرة عباد الشمس»، التي شكلت علامة فارقة في مشواره الإبداعي.

ويتضمن المعرض قسما خاصا للتعريف بحياة الفنان الهولندي عبر الوسائط المتعددة، ضمن تجربة حسية متكاملة تحاكي تسلسل مراحل تطور حياة فان غوخ، وتتناول أسلوبه الفني، لتستعرض أمام الزائرين مشهداً يسرد أحداثاً متسلسلة من حياته الفنية التي لم تتجاوز السنوات العشر، والتي حددتها بمرحلة «هولندا، باريس، آرل، سان ريمي، أوفير-سر-واز». ويتسق هذا السرد مع موسيقى كلاسيكية مختارة، تمنح العرض حضوراً مؤثراً.

ويعتمد هذا المعرض على إدخال الزائر في تجربة متكاملة، تنطلق مع موسيقى سيمفونية قوية تسيطر على حواسه، يصاحبها تحول جدران وأرضية المكان إلى شاشات عرض لمجموعة من أعمال الفنان المعروف.

ويتضمن «فان غوخ... اللوحات الحية» نحو 3 آلاف عمل يتناول عالم فان غوخ، ما بين لوحات معدة للتعريف بتجربته وحياته الفنية من خلال صور اللوحات والسيرة المكتوبة، وبين محاكاة هذه الأعمال بتجربة بصرية حسية متطورة، وباستخدام 40 جهاز إسقاط صور عالية الدقة.

المعرض الفني

أما معرض سكة فيعتبر المبادرة الأبرز لموسم دبي الفني التي ستقام من 16 إلى 27 الجاري في حي الفهيدي التاريخي. ويوفر هذا المعرض الفني المعاصر منصة فريدة للمواهب الناشئة على المستويين المحلي والخليجي لعرض أعمالهم، من خلال برنامج يمتد إلى ١٠ أيام مع مجموعة من المعارض والفعاليات الفنية وورشات العمل والفنون من عالم المسرح والسينما والموسيقى، ودعماً لمبادرة «عام زايد 2018»، واحتفاء بقيم ومبادئ الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يمثل معرض سكة الفني «سكة 18» منصة مثالية لدعم التسامح والتعايش اللذين حض عليهما المغفور له بإذن الله، والتعبير عنهما من خلال الفنون.

ويضم المعرض مجموعة أعمال مميزة لمبدعين عبروا عن أفكارهم بمختلف السبل، منهم الفنانة التشكيلية صديقة جمعة من دولة زنجبار، التي اتخذت من الكعبة المشرفة محورا لجميع لوحاتها، في حين تقدم الفنانة العمانية ميسور الحبوري تصاميم خشبية من وحي التراث الاسلامي.

الحياكة والتطريز

وفي جانب آخر من المعرض تقبع أعمال لـ15 فنانا من دول عربية عدة تقدمها مؤسسة السركال، والهدف منها تأصيل الزخارف الإسلامية، أما البيت السعودي في معرض سكة، الذي يأتي برعاية «تماشي»، فيتيح للزوار الإبحار في عالم الفن المعاصر في السعودية عبر مختلف ألوان الفنون مثل التصوير والرسم والحياكة والتطريز والنحت والرسم التجريدي، وذلك عبر عرض أعمال نخبة من الفنانين؛ منهم خلود الخالدي ومعاذ العوفي ونجود المشوح وفاطمة الداوود ونوف بن شايق وغيرهم.

وفي هذا الصدد، قال المسؤول عن البيت السعودي محمد كاظم: «يتكون البيت من مجموعة غرف، كل واحدة تتضمن مجموعة مختلفة من الأعمال الفنية التي تعبر عن هوية المجتمع السعودي، منها غرفة العقال التي تحتوي على ٦ لوحات للفنان مهنا الطيب من سلسلته «العقال»، الى جانب غرفة «جلود الإبل» التي تتضمن رسومات على جلود الإبل للفنانين حنين أيمن ومريم السويري وغيرهما.

البيت الإماراتي

أما البيت الإماراتي فيزخر بتجارب عدة لفنانين من مختلف الأعمار، منهم آمنة البلوشي التي قدمت مجموعة لوحات تعبّر عن اشتياقها لوطنها وعنونتها بـ «توق»، بينما حقق الثنائي فاطمة محمد ومحمد الفلاسي في تاريخ وثقافة بلدهم من خلال استحضار ذكريات الأجداد، لاسيما حادثة سنة الغرق أو سنة «الطبعة»، تلك الحادثة الشهيرة التي تسببت في فقدان العديد من سفن الصيد، حيث حاول كل من فاطمة ومحمد التعبير عنها بأناملهما، بينما عرضت الفنانة جمانة الشيخ «الزينة»، وهو مجسم مستلهم من النبات الصحراوي في دولة الإمارات.