انتهت المفاوضات الانتخابية بين حزب "القوات اللبنانية" وتيار "المستقبل" بزعامة رئيس الحكومة سعد الحريري، بعد أن أبلغت المراجع الرسمية في "المستقبل" وزير الإعلام ملحم الرياشي، ممثل "القوات" في التفاوض، أن "التحالف في دائرة صيدا - جزين غير وارد، وبعد أن اقترح "المستقبل" على "القوات" ترشيح شخصية أرثوذكسية في البقاع الغربي بدلا من مرشحها إيلي لحود عن المقعد الماروني، وهو ما رفضه رئيس الحزب سمير جعجع.

وأضافت: "حسم المستقبل عدم إمكان التحالف في بيروت وزحلة، بسبب تحالفه مع التيار الوطني الحر وحزب الطاشناق، كما حسم قرار ترشيح نقولا غصن عن المقعد الأرثوذكسي في دائرة الكورة-زغرتا- البترون- بشري على لائحة رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل".

Ad

وتابعت: "الوزير الرياشي أبلغ الوزير ميشال فرعون، نقلا عن وزير الثقافة غطاس خوري، (ممثل المستقبل في التفاوض)، أن تيار المستقبل حسم تحالفه في دائرة بيروت الأولى مع التيار الوطني الحر".

وقالت: "بعد أن كانت القوات قد تركت مقعد الأرمن الأرثوذكس شاغرا إفساحا في المجال امام انضمام مرشح المستقبل سيبوه كلبكيان إلى اللائحة، لجأت بعد أن تلقت جواب المستقبل السلبي إلى ضم المرشحة كارول بابكيان إلى اللائحة".

وذكرت أن "الجهود التي تولتها القوات بضم المستقبل إلى اللائحة في الأشرفية لم تقتصر على القوات، حيث إن الوزير فرعون سعى جاهدا بالاتجاه نفسه، ولكن من دون نتيجة".

وختمت: "المستقبل قبل أن ينضم مرشح القوات عن المقعد الأرثوذكسي في عكار، اللواء المتقاعد وهبي قاطيشا إلى لائحته، وقد أبلغت قيادة التيار بذلك بعدما كانت الأخيرة قد تركت المقعد الأرثوذكسي شاغرا، وعليه يكون التحالف بين القوات والمستقبل اقتصر على دائرتي بعلبك - الهرمل وعكار، إضافة إلى دائرة الشوف-عاليه التي تحالف فيها الحزبان مع الحزب التقدمي الاشتراكي بعد جهود من رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط".

في السياق، قالت مصادر سياسية، أمس، إن "حزب الله سلّم بأن الخرق للائحته واقع لا محالة في دائرة بعلبك- الهرمل، لأن النسبية تفتح الباب أمام تمثيل مختلف المكونات كل حسب حجمها، غير ان ما يؤرقه مكمن الخرق، أكان في المقعد الماروني أو أحد المقاعد الشيعية الستة".

وأشارت المصادر الى "وجود تيارين يتنازعان المطبخ الداخلي لحزب الله حول ما يُمكن اعتباره إدارة الخرق في البقاع الشمالي بأقل خسائر ممكنة، على البيئة الشيعية أولا ووضعه السياسي ثانياً، من دون أن يُحسم الجدل لمصلحة تيار دون آخر".

وتابعت: "ينادي أصحاب التيار الأول بفكرة قطع الطريق نهائيا على مرشح القوات اللبنانية طوني حبشي، وذلك من خلال رفع رصيد النائب الماروني على لائحة الحزب إميل رحمة برفده باصوات تفضيلية وازنة كي يأتي متصدرا لائحة الأمل والوفاء في استعادة لنتائج انتخابات دورة 2009، حيث نال أعلى نسبة أصوات بين كل زملائه النواب في البرلمان".

وأضافت: "يبرر أصحاب هذا التيار موقفهم، بأن وجود القوات في عرين المقاومة يُشكّل ضربة معنوية كبيرة لجمهورها، لذلك يجب عدم السماح بأن يكون لها موطئ قدم في منطقة يُصنّفها الحزب عاصمته السياسية والدينية".

وختمت: "أما اصحاب التيار الثاني، فيدعون الى أن تصب الجهود على المقاعد الشيعية الستة لمنع أي خرق من اللوائح المناوئة وعدم استنزاف الوقت والطاقات للتركيز على المقعد الماروني شبه المضمون سلفاً للقوات. فالبيئة الحاضنة للحزب لا تحتمل أي خرق شيعي، لاسيما في ظل التحديات الداخلية والإقليمية والدولية التي يواجهها الحزب الذي يحتاج الى الإمساك أكثر بالطائفة الشيعية وإظهار نفسه على أنه الممثل الحصري لها، الى جانب حركة أمل التي يرأسها الرئيس نبيه بري".