رغم شكوى عامة من نار الغلاء التي "يكتوون بها"، احتفظ أهالي حي الجمالية الشعبي المعروف بأزقته الضيقة في وسط القاهرة، بتأييد واسع لـ "ابن المنطقة" عبدالفتاح السيسي.

ولد السيسي الذي يستعد لولاية رئاسية ثانية، في حارة البرقوقية بهذا الحي، في الطابق الأخير من منزل من 4 طوابق عاش فيه قرابة عقدين من عمره، قبل أن تنتقل أسرته للإقامة في حي مدينة نصر في سبعينيات القرن الماضي.

Ad

وكانت الحارة الضيقة التي لا يزيد عرض الشارع فيها على أربعة أمتار تقع ضمن نطاق منطقة سكنية، لكنها تحولت خلال العقود الأربعة الأخيرة إلى منطقة صناعات صغيرة وورش للحرفيين.

وفي مكتب بسيط داخل مصنع الجوارب الصغير الذي يمتلكه والملاصق لمنزل أسرة السيسي في الحارة، يقول محمد الأسود (46 عاما): "رغم أنني اكتويت بنيران الغلاء، فإنني أحبه وثقتي فيه بلا حدود".

ويتابع: "صرت أدفع ما بين 8 آلاف و12 ألف جنيه شهريا للكهرباء، في حين أنني كنت من قبل أدفع 4 آلاف فقط، ولكنني أؤيد السيسي في كل ما يفعله".

وأضاف: "هذا رجل محترم جدا، وأنا أعرف أسرته، وخصوصا شقيقه القاضي أحمد، وهو في منتهى التواضع".

ورغم الشكاوى من الارتفاعات الكبيرة في أسعار السلع والخدمات، فإن أهالي الجمالية باقون على دعمهم للسيسي، ومقتنعون بجدوى الإصلاحات، بل إنهم على استعداد لتحمل نتائجها.

وفي الطريق إلى حارة البرقوقية، تغطي اللافتات التي تحمل صور السيسي المساحة ما بين البنايات بعرض شارع الخرنفش، حيث تنافس التجار وأصحاب الورش في تعليقها، تعبيرا عن دعمهم لابن الجمالية.

ووضع صاحب محل للأدوات الصحية لافتة مكتوب عليها "كلنا معاك من أجل مصر لفترة رئاسية ثانية"، بينما كتب على لافتة أخرى وضعتها شركة للمشغولات الذهبية "نؤيد الرئيس السيسي لفترة رئاسية ثانية لاستكمال مسيرة التنمية والنهوض بمصر".

ويقول الشيخ حسن، كما يناديه أهل المنطقة، وهو صاحب ورشة صغيرة لتشكيل المعادن ويؤم المصلين في مسجد صغير بين الأبنية، "نحن نؤيد أي شخص طالما سينهض بالبلد".

ويضيف الرجل ذو اللحية السوداء الطويلة والجلباب الأبيض: "الرئيس السيسي فوق رؤوسنا، وهذه منطقته، ولكن ما نريده هو أن ننهض بالاقتصاد، لأن كل الأسعار ارتفعت والناس متعبة".

ويتابع: "أؤيد استمراره أربع سنين أخرى حتى يكمل ما بدأه، لكن لي طلب هو أن ننهض، لأننا نحن هنا جميعا عمال، وأسعار كل السلع ارتفعت".

ويقود ممر ضيق إلى ورش صغيرة متخصصة في تشكيل وطلاء المعادن. في إحداها، يضع محمد عبدالفتاح قطعا معدنية على شكل قلوب في سائل لطلائها باللون الذهبي. وتجلس قبالته على كرسي سيدة في منتصف العمر ترتدي جلبابا أسود، وتغطي رأسها بطرحة من اللون نفسه، تنتظر في هدوء أن يتم طلاء الحلي الرخيصة التي تصنعها من الحديد والزجاح، لتستخدم بعد ذلك كأحزمة في ملابس الرقص الشرقي. ويقول محمد "سأنتخب السيسي لأنني لا أعرف من يمكن أن يأتي بعده".

ويضيف الشاب ذو الثلاثين ربيعا: "صحيح أن شعبية الرئيس انخفضت، لكنه مازال محبوباً". ويعتبر أن هناك "ايجابيات وسلبيات" في سياساته، "خصوصا الغلاء، فكل الأسعار مرتفعة".

على بعد بضع مئات الأمتار، في حي خان الخليلي السياحي، يقع محل "الأرابيسك" المملوك لأسرة الرئيس المصري. ومازال أحد أبناء عمه يدير العمل فيه، ولكنه يرفض التحدث إلى الإعلام.

ويقول موظف في محل مجاور بحماس: "بالطبع سأنزل، وسينزل أولادي لانتخاب السيسي مرة جديدة". ويتابع "قد أكون متعبا الآن، لكنني متفائل، وأشعر أن خيرا سيأتي معه" في المستقبل.