في خطوة كللت أسابيع من العمل الدؤوب لتهدئة الأجواء بين دولتي حوض النيل، استقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي نظيره السوداني عمر البشير في القاهرة، أمس، في زيارة تعلن رسمياً طي صفحة التوتر الذي وصل ذروته باستدعاء الخرطوم لسفيرها من القاهرة مطلع يناير الماضي، بسبب تباين المصالح بين العاصمتين، قبل أن تبدأ محاولات التهدئة التي كللت بعودة السفير السوداني إلى القاهرة مارس الجاري.

السيسي استقبل البشير في مطار القاهرة الدولي، في زيارة تعد الأولى للرئيس السوداني منذ أكتوبر 2016، واصطحب الرئيس المصري ضيفه إلى قصر الاتحادية الرئاسي بالقاهرة، حيث أجريت له مراسم استقبال رسمية، عقدا بعدها مباحثات مغلقة، ثم ألقيا بياناً حول مستقبل العلاقات الثنائية بين الدولتين.

Ad

المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي، قال في بيان رسمي، إن السيسي أشاد خلال جلسة المباحثات بالتطورات الإيجابية، التي شهدتها العلاقات بين البلدين أخيراً على مختلف المستويات، وأشار إلى انعقاد الاجتماع الرباعي الذي ضم وزير الخارجية ورئيسي جهاز المخابرات في البلدين بالقاهرة الشهر الماضي، وتمت خلاله مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك بشفافية كاملة.

وأكد السيسي حرص مصر على مواصلة التنسيق والتشاور المكثف مع السودان لترسيخ التعاون خلال الفترة المقبلة، والعمل على إعطاء قوة دفع جديدة للعلاقات في جميع جوانبها، وتحقيق نقلة نوعية تلبي طموحات الشعبين، مشدداً على حرص مصر البالغ على دعم الدولة السودانية ومؤسساتها، وضرورة بقاء قنوات الاتصال بين البلدين فعالة ومنفتحة، واتفق الرئيسان على تعزيز العلاقات الأمنية بين البلدين من خلال اللجنة الأمنية التي تم تشكيلها بين البلدين.

من ناحيته، قال الرئيس السوداني إن ما يجمع بين البلدين علاقات أخوية تاريخية، مرحباً بتفعيل التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، والعمل على تدعيم العلاقات الاقتصادية والتجارية بما يحقق التكامل بينهما. وأشار إلى أن التحديات الناتجة عن الأوضاع الإقليمية الراهنة تحتم على البلدين مواصلة التنسيق المكثف بينهما، فضلاً عن تعزيز التعاون على مختلف المستويات بما في ذلك الملف الأمني.

وكشف بيان الرئاسة المصرية أن المباحثات تطرقت إلى تعزيز مختلف أوجه العلاقات الثنائية بمشاركة الوزراء المعنيين من الجانبين، إذ تم الاتفاق على ضرورة زيادة التعاون في مجالات الزراعة والإنتاج الحيواني والنقل والبنية التحتية، فضلاً عن الإسراع في تنفيذ مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسودان.

وبدا لافتاً تجنب السيسي والبشير خلال مؤتمرها الصحافي المشترك الحديث عن ملفات الأزمة بين البلدين، لاسيما مثلث حلايب وشلاتين الذي تطالب به الخرطوم، فيما اقتصر حديث السيسي عن ملف سد النهضة الإثيوبي، بقوله، إن نهر النيل يمثل شريان الحياة لشعوب وادي النيل، وأن بلاده أكدت عزمها على العمل مع السودان والأشقاء في إثيوبيا للتوصل إلى شراكة في نهر النيل تحقق المنفعة للجميع، دون الإضرار بأي طرف، مع مواصلة العمل على تنفيذ نتائج القمة الثلاثية حول سد النهضة والتي عقدت في إثيوبيا الشهر الماضي.

مهاتفة عباس

إلى ذلك، أجرى الرئيس السيسي اتصالاً هاتفياً مع نظيره الفلسطيني محمود عباس، أمس، وقال بيان للرئاسة، إن السيسي تباحث مع عباس حول التطورات على الساحة الفلسطينية، والتأكيد على ضرورة المضي قدماً في جهود المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، والعمل على احتواء أي خلافات والتغلب على جميع الصعوبات التي تواجهها، فيما أعرب عباس عن خالص تقديره لجهود القاهرة في دعم القضية الفلسطينية بما يعكس عمق وخصوصية العلاقات المصرية الفلسطينية.

عودة الدعاية

في الشأن الداخل، ومع انتهاء الانتخابات الرئاسية خارج مصر أمس الأول، عادت الدعاية للمرشحين الرئاسيين السيسي ورئيس حزب "الغد" موسى مصطفى موسى، استعداداً للانتخابات في الداخل التي تجري أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء المقبلة، بعد انتهاء فترة الصمت الدعائي التي بدأت الأربعاء الماضي تزامناً مع انتخابات الخارج، وأعلنت عدة أحزاب وقوى سياسية تنظيم فعاليات عدة على مدار الأيام المقبلة تأييداً للرئيس فيما تعقد حملة موسى مؤتمراً صحافياً غدا.

الهيئة الوطنية للانتخابات قالت في بيان رسمي أمس، إن تصويت المصريين بالخارج في الانتخابات الرئاسية شهد إقبالاً ملحوظاً، وأنها ستعمل على حصر الأعداد التي قامت بالتصويت في الخارج لإعلانها مع النتائج النهائية بعد انتهاء العملية الانتخابية في الداخل، مثمنة حرص المصريين بالخارج على أداء واجبهم الوطني والإدلاء بأصواتهم فكانوا "خير سفراء لوطنهم مصر في مشهد حضاري عظيم".

في الأثناء، قال، سفير مصر لدى الكويت، طارق القوني، إن أبناء الجالية المصرية سطروا ملحمة جديدة في حب مصر، من خلال احتشادهم أمام صناديق الاقتراع خلال أيام الانتخابات، وأضاف في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية، إنه عقب انتهاء عملية فرز الأصوات تم إعداد المحضر النهائي للعملية الانتخابية وإرساله إلى الهيئة الوطنية للانتخابات إلكترونياً.

في سيناء، أعلن الجيش المصري أمس، البيان رقم 16 للعملية الشاملة سيناء 2018، إذ نجحت القوات خلال الأيام الخمسة الماضية في قتل 36 إرهابياً، 30 منهم في مواجهات مسلحة مع الجيش، و6 إرهابيين على يد قوات الشرطة في تبادل لإطلاق النيران، كما تم القبض على 345 فرداً بينهم عناصر "إرهابية" شديدة الخطورة، وتدمير 386 وكراً ومخزناً وخندقاً بشمال سيناء، فيما قتل ضابط وثلاثة من المجندين، فضلاً عن إصابة ضابطين وضابط صف وخمسة مجندين خلال المواجهات.

وبينما استقبل رئيس أركان القوات المسلحة الفريق محمد فريد حجازي، مدير الاستخبارات العسكرية البحريني خليفة بن عبدالله آل خليفة في القاهرة أمس، غادرت عناصر من القوات المسلحة المصرية إلى السعودية للمشاركة في التدريب المشترك "درع الخليج المشترك 1".