أعلن السفير فوق العادة والمفوض عن جمهورية غايانا التعاونية لدى الكويت، البروفيسور شمير علي، أن «غايانا لاتزال في انتظار رجال الأعمال والمستثمرين الكويتيين، نظراً إلى غناها بالثروات الطبيعية والمعادن الثمينة»، التي أشار إلى أنها لاتزال غير مستغلة وغير مكتشفة بعد، وتمثل فرصة واعدة للمستثمر الكويتي، مؤكداً أن بلاده حرصت على توفير بيئة استثمار ناجحة وآمنة لكل من يرغب في توظيف أمواله، وتحديداً في مجالات النفط والغاز والزراعة وبناء الفنادق، خصوصاً أنه لا يوجد في بلاده أي فندق خمس نجوم.

وإذ وصف الكويت بأنها بلده الثاني وأن غايانا حكومة وشعبا تحمل كل الاحترام والتقدير لسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، لمواقفه الإنسانية عالميا، فإنه أكد في حوار مع «الجريدة»، أن الشيخ ناصر المحمد، رجل صاحب رؤية، وشخصية تحمل فكرا متطورا في العلاقات الدولية، معربا عن أمله أن تصبح دولته «سنغافورة الأميركية». وأكد في الوقت نفسه أن «السماء هي الحدود» للاستثمار في غايانا. وفيما يلي نص الحوار:

Ad

• لماذا اخترتم الكويت لتكون أول دولة في مجلس التعاون لافتتاح سفارتكم؟

- الشيخ ناصر المحمد رجل صاحب رؤية، وشخصية تحمل فكرا متطورا في العلاقات الدولية، ففي عام 2010 وتحديدا في شهر يوليو، قام الشيخ ناصر المحمد، وكان حينئذ رئيسا للوزراء، بزيارة رسمية لجمهورية غايانا من ضمن جولته على أميركا اللاتينية، وأسعدتنا هذه الزيارة كثيرا، وأكدت لنا تميز الدبلوماسية الكويتية وحرصها على مد جسور التواصل، حيث اختارنا الشيخ ناصر من بين معظم الدول المحيطة بنا، وطلب منا أن نفتح سفارة لنا في الكويت، وبالفعل، تم إهداؤنا مبنى للسفارة، وتم افتتاحها في يناير 2011، لتكون أول سفارة تفتتح في المنطقة، وهي تقدم خدماتها ليس فقط للكويت، بل لمجلس التعاون الخليجي ودول منظمة العالم الإسلامي أيضا، الأمر الذي أعطانا دفعة جيدة لتقديم أنفسنا والتعريف ببلدنا وما يمتلكه من مصادر ثروات طبيعية نعتقد أن فيها فرصا استثمارية واعدة يمكن أن تخدم الجميع.

ومنذ افتتاح سفارتنا، بدأت معظم دول مجلس التعاون في مطالبتنا بافتتاح سفارات لديها، إذا، الانطلاقة في منطقة الخليج كانت من الكويت.

الإعداد لـ 8 اتفاقات

• هل ثمة اتفاقات موقعة بين الدولتين؟

- رغم عدم وجود تبادل تجاري بيننا حتى الآن، فإن العلاقات التي تربط بلادنا والكويت تتطور بشكل تدريجي. وأعمل بجد على فتح روابط جديدة، من خلال تنظيم زيارات على مستوى وزراء التجارة والاقتصاد، كما أعمل كل ما في وسعي حاليا للتجهيز لاتفاقات ومذكرات تفاهم، ليتم التوقيع عليها خلال الزيارات التي يتم التجهيز لها. ثمة 8 اتفاقات في التبادل التجاري والإعفاء الضريبي والطيران المدني والتعاون الثقافي وغيرها حاليا، وأتمنى أن تتم ترجمتها على أرض الواقع في أقرب وقت.

التقيت مع محافظي العاصمة والجهراء، وهما شخصان رائعان، كما التقيت وزير الخارجية، وأبديت له رغبة غايانا في توقيع مذكرة توأمة مع الجهراء والعاصمة، على غرار المذكرة الموقعة بين عاصمتي غايانا، جورج تاون، وكيبيك الكندية، ورحب وزير الخارجية بهذه الخطوة، ونحن في انتظار الأوراق الرسمية.

• ما هي المساعدات المقدمة من الكويت لدولتكم؟

- لا يمكن اختصار جهود الكويت في بضع كلمات، فأعمالها الخيرية والإنسانية والإغاثية حول العالم محل تقدير وعرفان من العالم أجمع.

فالكويت، من خلال «بيت الزكاة»، دعمت مجموعة من المشاريع الإنسانية في غايانا، وبنَت مسجدا كبيرا ومتطورا، كما دعمت القطاع الصحي وساهمت في تطوير شبكة الطرق، خصوصا أن غايانا موجودة في موقع متميز في قلب دول أميركا اللاتينية، وهي مرتبطة بطريق سريع مع كل دول أميركا اللاتينية، بما فيها البرازيل.

تعاون علمي

• وماذا عن التعاون العلمي؟

- التقيت مع رؤساء جامعة الكويت والجامعة الأميركية وجامعة «GUST»، ونحاول توقيع مذكرة تفاهم بيننا، خصوصا أنه لدينا 7 جامعات خاصة مختلفة التخصصات وجامعة حكومية تقدم الدعم الدراسي المجاني، وتلك الجامعات ترحب بالطلبة الكويتيين، خصوصا أن غايانا، الدولة الوحيدة في أميركا اللاتينية التي تستخدم اللغة الإنكليزية في تعاملاتها كافة.

• وكم يبلغ عدد السياح الكويتيين إلى بلدكم؟

- منذ قدومي منذ 7 سنوات حتى اليوم، أصدرنا 13 تأشيرة لكويتيين.

• من هم زبائنكم المستهدفون، وما هي الضمانات لهؤلاء؟

- كل رجل أعمال يبحث عن فرصة ناجحة للاستثمار في مجال النفط والغاز والذهب والألماس والزراعة والسكر. وبما أننا اليوم بتنا على خريطة الدول النفطية الكبرى، فقد أصبحنا مستهدفين من كبريات الشركات، لذلك أرى أنه من المهم أن تجلس الكويت على الطاولة وتحصل على حصتها.

لا حدود للاستثمار في غايانا، حـــدودنــــــا السمــــــاء، واليـــــــــوم ثمــــــة 3 رجال أعمال كويتيين في الطريق للاستثمار لدينا، وأحدهم طلب منا إجراء دراسة ميدانية لمشروع ضخم. أضف الى ذلك، أن أي عملية استثمار عليها أن تمر عبر السلطات المختصة لضمان حقوق المستثمر، ونحن ندعم أي مستثمر كويتي لتسهيل أعماله.

• ما جنسيات المستثمرين، وما اهتماماتهم؟

- الكنديون يعملون في التنجيم عن الذهب والألماس، والروس يبحثون عن البوكسيت، والصينيون بنوا المطار وفندق «ماريوت»، والآن يستثمرون الملايين في بناء مجمعات تجارية وسكنية.

لدينا مناجم لصخور ومعادن فريدة، لم يتم استكشافها حتى اليوم، ولدينا أنواع نادرة من الأشجار غير مسموح تصديرها، إضافة الى أنواع رائعة من الأخشاب التي بالإمكان بيعها، كما أننا ننتج كمية هائلة من السكر، ونستخدمها حاليا في القطاع الصناعي.

«لاعب نفطي»

• علمنا أن دولتكم تنام على كنز دفين من النفط والغاز، كيف سيتم اكتشافها، ومن قبل مَنْ؟

- ليس من المعتاد أن تتحرك دولة معينة من سرعة صفر إلى 100 كما يحصل معنا، وغايانا تنضم على نحو سريع إلى صفوف كبار لاعبي النفط والغاز في العالم. فدولتنا الصغيرة، كما ذكرت، الناطقة باللغة الإنكليزية في أميركا الجنوبية، ستصبح ثاني أكبر منتج للنفط في نصف الكرة الأرضية الغربي، حيث تحظى بالاهتمام وتجذب الاستثمارات من كبريات الشركات النفطية في العالم.

وكما شاهدت في الفيلم الذي عرضناه عليكم في السفارة، فإن شركة «إكسون موبيل» تستثمر 6.7 مليارات دولار، وبدأت أعمال الحفر الناجحة للتنقيب في المياه العميقة، مما يؤكد أن قاع البحر أسفل المياه الساحلية التابعة لغايانا يحتوي على أحد أغنى اكتشافات النفط والغاز الطبيعي في العقود الماضية. ويقدر الخبراء أن الحقول البحرية قبالة سواحلنا، يمكن أن تحتوي على 1.4 مليار برميل من النفط الممزوج بالغاز الطبيعي، مقارنة ببعض الحقول الكبيرة الأخرى التي تم حفرها في أميركا الجنوبية.

«إكسون موبيل» أخذت حصتها من بعض بلوكات النفط، وستتمكن في عام 2020 من استخراج 500 ألف برميل يومياً، مقارنة مع 120 ألف برميل فقط اليوم. ولاتزال هناك بلوكات عدة من النفط تحت المياه لم يتم اكتشافها بعد، لذلك، ترى الروس اليوم مستعدون للتنقيب عن النفط، كما أن قطر أبدت استعدادها للاستثمار في هذا القطاع.

وبما أن «إكسون موبيل» الأميركية تستمر لدينا في مشروع هو رابع أكبر استثمار لها حول العالم، فبإمكاننا القول إن الوضع في غايانا آمن للغاية.

• حدثنا قليلا عن غايانا.

- تجاوزت غايانا، التي كانت تعرف سابقا بـ «غايانا البريطانية»، وعاصمتها جورج تاون، مرحلة الصراعات الاثنية والدينية، وهي اليوم بلد آمن ومستقر وتسعى إلى تحسين وضعها الاقتصادي وبناء دولة حديثة تستغل فيها الثروات الطبيعية لمصلحة المجتمع والأفراد.

نحن جمهورية برلمانية، والحزب الذي يحصل على أكثرية هو الذي يدير الحكومة، ورئيس الحزب الفائز يصبح رئيسا للبلاد، وهو الذي يعيّن رئيس الوزراء.

أما كونها «تعاونية»، فلأن نظامها قائم على التشارك والتعاون بين جميع المواطنين، وبالتأكيد فيها قطاع خاص ونشاط حر وحريات عامة.

حصلنا على الاستقلال عن المملكة المتحدة في 19 مايو 1966، وأصبحت جمهورية في 23 فبراير 1970. توالت عليها حكومتان لفترة طويلة، الأولى لمدة 26 عاما، والثانية بقيت لـ 23 عاماً، لذلك شهدنا حربا عرقية استمرت نحو 50 عاماً، تعثرت التنمية خلالها، أما اليوم فلدينا حكومة تعاونية تضم جميع الفئات، والجميع مدرك أهمية المرحلة المقبلة، وضرورة استغلال الثروات الطبيعية الموجودة في البلاد، فالكعكة كبيرة، ويمكن للجميع أن يستفيد منها.

تبلغ مساحتها 215 ألف كيلومتر مربع، وهي بالتالي ثالث أصغر دولة مستقلة في البر الرئيس لأميركا الجنوبية (بعد أوروغواي وسورينام). التعداد السكاني يصل الى نحو 800 ألف نسمة يتحدرون من 6 قوميات مختلفة هي: أميرينديانز، إفريقيون، هنود، أوروبيون، برتغاليون وصينيون. يبلغ عدد المسلمين نحو 12 في المئة والمسيحيين 58 في المئة والهندوس 30 في المئة، مع الإشارة الى أن المسلمين والهندوس من أصول هندية، ولدينا 145 مسجدا ونحتفل بعيدي الفطر والأضحى.

في مايو الماضي، احتفلنا بالذكرى الـ 51 لاستقلال بلادنا عن بريطانيا.

وتعرف غايانا باسم «أرض المياه الكثيرة»، ومع الغاز والنفط، سنصبح قريباً - كما سبق أن ذكرت - «سنغافورة الأميركية».

برامج سياحية

• هل لديكم منتجعات سياحية وفنادق فخمة، وهل ثمة أي عروض عائلية؟

- لا توجد لدينا فنادق ذات الـ 5 نجوم، إنما لدينا منتجعان فخمان هما «ماريوت» و»بيغاسوس»، وثمة رجال أعمال روس وصينيون مهتمون بقطاع الفنادق.

أما بالنسبة إلى العائلات، فطبعا لدينا برامج سياحية لاستكشاف الغابات المطرية وتسلق الجبال وعبور الوديان من خلال جسور أخذنا فكرتها من كوستاريكا والتمتع برؤية أطول شلال في العالم، إذ يبلغ طوله 741 قدماً. ولمحبي هوايات صيد السمك، لدينا بحيرات تحوي أكبر أنواع الأسماك في العالم، ولمحبي السفاري أيضا، ثمة مواقع رائعة للقيادة والاستكشاف، أما لمحبي الطيور، فلدينا نحو 100 نوع نادر الوجود من الطيور.

طقسنا استوائي، لدينا الشمس والمطر... ببساطة، غايانا «جنة» لمحبي الطبيعة. كما لدينا سلسلة من المطاعم العالمية إلى جانب الأسواق التراثية والحديثة.

• كيف تصف علاقتك مع الكويتيين؟

- علاقة مذهلة. فأنا أتمتع بأسلوب مختلف، لقد زرت في رمضان الماضي، 178 ديوانية، وأنا ألبي معظم الدعوات. وفي كل أسبوع، بإمكاني حضور نحو 80 فعالية مختلفة، وأعتقد أن الجميع يحبني ويعتبرونني شقيقاً لهم. الكويت هي البلد الـ 73 الذي زرته، أعشقها وأعشق أهلها، وأقدر جدا الأعمال الخيرية التي يفعلها هذا البلد معنا، لذك أقول إن غايانا مفتوحة لجميع الكويتيين، وكل كويتي مُرحب به من قبل رئيس البلاد وصولا الى أصغر مواطن.

أما على الصعيد الدبلوماسي، فإن كل الوزراء الذين التقيتهم أذهلوني جدا. لم ألتق في حياتي وزراء نشيطين ويعملون بجد كما هي حال الوزراء في الكويت، لذلك أسعى لكي أحضر وزراءنا المختصين الى الكويت لكي يأخذوا الخبرة الكبيرة من «الوزراء الأصدقاء».

شجرة آل الصباح

في الطابق الثاني بمبنى السفارة، وضع السفير شمير علي شجرة عائلة الصباح من تصميم المؤرخ البريطاني مايكل فيلد.

استقبال سارة

حرصت السيدة سارة البلطيمي، مديرة مكتب السفير، على استقبال محرر «الجريدة» والمصور بلفتة طيبة، إذ وضعت على شاشة كهربائية عبارة ترحيب على مدخل السفارة باللغة الإنكليزية، كما أطلعتنا على تسجيل مصور لعمليات استكشاف النفط في غايانا، وقدمت لنا شرحاً وافياً عن بعض المنتجات المشهورة في غايانا والمعروضة بالسفارة.

السفير في سطور

• سفير غايانا في الكويت هو البروفيسور شمير علي، حاصل على بكالوريوس إدارة الأعمال، وماجستير ودكتوراه من الولايات المتحدة.

• عمل أستاذا جامعيا في جامعة جورج تاون بالولايات المتحدة التي يحمل جنسيتها، وشغل مناصب عدة في شركات عالمية ومستشارا لكثير من المؤسسات المالية.

• يحمل دائما شعار دولة الكويت وشعار غايانا على ملابسه الرسمية اعتزازا بالكويت وشعبها.

• أجرى دراسة ميدانية في الكويت، تتمحور حول حب المقيمين للكويت وأميرها، فأذهلته نتيجة ما سمعه من جنسيات مختلفة استمع اليها، إذ أجمعوا كلهم على حب هذا الوطن وأميره.

لقطات

• تمنح سفارة غايانا، الكائنة في غرب مشرف، الفيزا للكويتيين خلال يوم واحد فقط، عن طريق تعبئة طلب داخل السفارة، وتمنح صلاحية بقاء لمدة 90 يوميا.

• السفر إلى غايانا يتم من خلال رحلة مباشرة إلى نيويورك.

• غايانا عضو في الأمم المتحدة، وهي عضو في رابطة العالم الإسلامي، وعضو في مجموعة دول الكومنولث ومجموعة دول أميركا الجنوبية.

• اللغة الرسمية هي الإنكليزية.