أعيد انتخاب رجل الدين المتشدد أحمد جنتي رئيساً لمجلس خبراء القيادة في إيران أمس، خلال المؤتمر الرابع لمجلس الخبراء وأعضاء لجان المجلس للعامين القادمين، بـ 66 صوتاً من إجمالي 78 صوتاً، فيما حصل المرشح الآخر آية الله بطحائي على 5 أصوات.

وعقب انتخابه، انتقد جنتي المحسوب على التيار المتشدد سياسات رئيس الجمهورية المعتدل حسن روحاني، الذي حضر جلسة الانتخاب باعتباره عضواً بمجلس الخبراء.

Ad

وحث رجل الدين المقرب من المرشد الأعلى علي خامنئي، روحاني على الدقة في اختيار المسؤولين والوزراء بحكومته.

وحذر رئيس المجلس، رئيس بلده، من نفوذ من وصفهم بـ"غير الثوريين" من محيطه، مشيراً إلى "وجود معادين للثورة والنظام في الحكومة الحالية".

ومجلس خبراء القيادة إحدى الهيئات الحكومية المهمة في البلاد، وتمتد فترة المجلس 8 سنوات، لذا سيكون له تأثير قوي في السياسات الإيرانية، كما يتولى تعيين المرشد الأعلى للبلاد وعزله حسب المادة 111 من الدستور إذا ثبت عجزه عن أداء واجباته أو فقد مؤهل من مؤهلات اختياره.

في سياق منفصل، قررت وزارة التربية والتعليم الإيرانية، تعطيل الدوام المسائي في مدارس العاصمة طهران وبعض المدن الأخرى، على ضوء دعوة المعارضة وبعض الناشطين إلى تنظيم احتجاجات مساء أمس.

وتزامن الإعلان عن القرار، الذي اتخذ للمحافظة على الأمن والسلامة العامة، انطلقت دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي للخروج بمسيرات احتجاجية مناهضة للنظام بالتزامن مع الاحتفالات، التي تقام في آخر ليلة أربعاء من السنة الفارسية، إذ يحتفي الإيرانيون بما يُعرف باسم "جهار شنبه سوري" "الأربعاء الأحمر المتوهج".

ودعت منظمة مجاهدي خلق المعارضة من باريس "الشعب الإيراني إلى التظاهر ضد سياسة نظام الملالي في الأربعاء المتوهج".

إلى ذلك، رغم دعم بلاده للميليشيات الحوثية المتمردة، التي تستهدف المملكة العربية السعودية بصواريخ باليستية، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن بلاده ستكون أول من يسارع إلى مساعدة الرياض لو تعرضت لأي عدوان خارجي، غير أنه شدد على أن المملكة لا يمكنها أن توفر أمنها من وراء الحدود.

وأوضح ظريف في تصريح أدلى به للصحافيين الباكستانيين في إسلام آباد، أمس، رداً على سؤال حول استعداد إيران لإحياء علاقاتها الدبلوماسية مع السعودية أن بلاده تعتقد بأن أمن واستقرار الدول الجارة والمنطقة من أمنها واستقرارها.

وأضاف: "نأمل أن يكون للرياض الشعور نفسه الذي نملكه، وأن يكون لديهم الاستعداد اللازم لحل القضايا الخلافية". وتابع "أعلنا استعدادنا لبدء محادثات مع السعودية كما رحبنا بإجراءات رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف لبدء حوار".

ورأى الوزير الإيراني أن السعودية تتصور أن مصلحتها في تصدير صورة للعالم بأنهم "مهددة من جانب إيران، لكننا نعتقد أننا لا يمكننا شطب الرياض من تطورات المنطقة كما نعتقد أنه لا ينبغي استبعاد طهران من تطورات المنطقة". وتساءل ظريف باستنكار عن الأسباب التي تدفع البعض لانتهاج سياسة تقوم على "شطب أحدنا للآخر من تطورات المنطقة".

واعتبر أن بإمكان إيران والسعودية الاستثمار والتعاون في إعادة إعمار العراق وسورية، المدمرتين جراء الأعمال الإرهابية، بعد التغلب على خلافاتهما وتسوية مشاكلهما على طاولة الحوار.

على صعيد منفصل، صرحت متحدثة باسم وزارة الداخلية النمساوية أمس بأن المواطن النمساوي ذا الأصول المصرية الذي قتل إثر مهاجمته بسكين أحد الحراس أمام مقر إقامة سفير إيران في فيينا ليل الأحد ـ الاثنين، كان "متعاطفاً مع الإسلاميين".

وقالت: "كل ما توصلنا إليه هو أنه متعاطف مع الإسلام السياسي" وأوضحت فيما بعد أنها كانت تشير إلى أشكال من التطرف الإسلامي.

وذكرت وزارة الدفاع أن منفذ الهجوم البالغ من العمر 26 عاماً وخلال أدائه الخدمة العسكرية في عام 2012 تم تسجيله كمسلم ملتزم، ما يمنحه حق الصلاة خمس مرات يومياً وإطلاق لحيته. وفي وقت سابق ذكرت وزارة الداخلية أن المهاجم "محمد إ" ربما يعاني من مشاكل عقلية.

وأفادت تقارير نمساوية بأن الشاب، الذي كان يعيش مع والديه في منطقة للطبقة العاملة في فيينا، تابع على "فيسبوك" الداعية السلفي الألماني بيير فوغل. كما أنه "متابع جيد" لصفحة تدعو لـ"إطلاق سراح سجناء سنة في إيران".