أمر قاضي التحقيق العسكري الأول في لبنان، أمس، ​رياض أبوغيدا، بإخلاء سبيل المسرحي والصحافي زياد عيتاني، من دون كفالة مالية، بعد سجنه نحو 4 اشهر بتهمة العمالة لإسرائيل.

وقال عيتاني فور خروجه من الحجز: «أنا فنان ابن مسرح فكيف اُتّهم بأبشع التّهم؟». أضاف: «لا أحد ظُلم كما ظلمت، لولا شباب فرع المعلومات الأبطال لكانت فضيحة العصر»، وتابع: «فرع المعلومات أنقذ العهد من فضيحة وأحيي الرئيسين الحريري وعون والوزير المشنوق وأنا اتهمت تهمة من أبشع التهم». وأشار إلى أن «التحقيقات كانت دقيقة جداً».

Ad

وزار عيتاني فور إطلاق سراحه رئيس الحكومة سعد الحريري في منزله في بيت الوسط. وقال الحريري: «حدثت بعض الأخطاء وجلّ من لا يخطئ ومن حقّك أن تعرف التفاصيل لاحقاً». وأضاف: « اليوم هو يوم عدالة على الرغم من الظلم الذي لحق بزياد عيتاني».

بدوره، علّق المشنوق مجدداً على خبر إخلاء سبيل عيتاني وقال: «خشبةُ المسرح تنتظرُكَ كلُّنا سنشاهدُكَ هذه المرّة كي تروي لنا رحلةَ الظلمِ والحريّة».

وأصدر أبوغيدا مذكرتي توقيف وجاهيتين بحق الرئيسة السابقة لمكتب الجرائم المعلوماتية في قوى الأمن الداخلي المقدم سوزان الحاج، والمقرصن إيلي غبش.

وجاءت قرارات أبوغيدا بعد مثول المقدم الحاج أمامه في المحكمة العسكرية، على خلفية تلفيقها تهمة التعامل مع إسرائيل لعيتاني. وأكدت مصادر متابعة أن «الحاج وصلت إلى المحكمة بلباس مدني، وسط تدابير أمنية مشددة، وطلب أبوغيدا من زياد حبيش (زوج الحاج وهو محام) الخروج من قاعة التحقيق، وخيره بين أن يبقى هو أو أن يبقى وكيلها الوزير السابق المحامي رشيد درباس، فخرج حبيش».

وأضافت المصادر: «بعد الاستماع إليها، حصلت مواجهة داخل مكتب أبوغيدا بين المقدم الحاج والمقرصن غبش، كما تم إحضار زوجة الغبش للاستماع إلى إفادتها كشاهدة».

وقدم درباس مذكرة تمهيدية تطلب تأخير الاستجواب إلى حين البت في قضية عيتاني واستجواب المحققين في جهاز أمن الدولة في قضية عيتاني، مبينا أن «الحاج أنكرت كل ما وجه اليها من اتهامات خلال التحقيق مع أبوغيدا».

وأكد أن «أدلة قاطعة تدينها»، مضيفا انها «كانت متماسكة خلال التحقيق وقالت للغبش: انت تفتري عليّ»، ولم يكد ينهي درباس تصريحه حتى أصدر أبوغيدا قرارا بإخلاء سبيل عيتاني، ومذكرة توقيف بحق الحاج، ووافقت النيابة العامة العسكرية على طلب إخلاء السبيل.

وفي أعقاب المواجهة، سمح مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس لزوج المقدم الحاج بمقابلتها لثلاث مرات في الأسبوع. وعلق وكيل عيتاني، قائلا: «ننظر الى الملف بطريقة موضوعية قانونية، وسيكون هناك استقبال كبير لزياد قرب بيته في الطريق الجديدة».

المشنوق

كما علق وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، أمس، على قرار إخلاء سبيل عيتاني، وكتب في حسابه على «تويتر»: «مبروك الحرية يا زياد. مبروك لرياض أبوغيدا المؤتمن على العدالة، مبروك إلى شعبة المعلومات التي تحمي كل لبناني. مبروك للبنان ومبروك يا بيروت وأهلها الصامدين».

الانتخابات

في سياق منفصل، تتواصل المفاوضات الانتخابية بزخم بين الأطراف السياسيين كلهم، بينما الهوامش الزمنية لبلورة التحالفات فيما بينها تضيق تدريجيا، ومن المفترض أن تنتهي ظهر اليوم (أي قبل ساعات من المهرجان الذي يقيمه حزب القوات اللبنانية لإعلان هوية مرشحيه في مسرح بلاتيا) الاتصالات الجارية بين الحزب وتيار «المستقبل»، والتي يبدو أنها لن تفضي الى تحالف واسع أو شامل بين الطرفين، وقد يقتصر على الشوف – عاليه، وربما ايضا بعلبك - الهرمل، بعد أن تراجع خلال الساعات الماضية احتمال التفاهم بينهما جراء تباعد في مقاربتهما للاستحقاق في زحلة وصيدا-جزين والبقاع الغربي-راشيا.

البخاري

إلى ذلك، زار القائم بالأعمال السعودي في لبنان وليد البخاري أمس عين التينة، والتقى رئيس مجلس النواب زعيم حركة أمل نبيه بري، غداة لقائه وزير الخارجية جبران باسيل.

وغداة تكليفه بالمنصب الجديد وسحب السفير وليد اليعقوب، قال البخاري من عين التينة إنه اكد لبري حرص المملكة ودعمها للحفاظ على استقرار لبنان.