استدعى المدعي العام لمدينة طهران فتيات يبلغن السابعة من العمر، على خلفية رقصهن أمام رئيس بلدية طهران، محمد علي نجفي، في ذكرى ميلاد السيدة فاطمة الزهراء، إضافة إلى أولياء أمورهن للتحقيق.

وبعد أن كشف رئيس تحرير مجلة "صياي بارسي"، مسعود كاظمي، عن استدعاء الفتيات عبر تغريدة على "تويتر"، استطاعت "الجريدة" التحدث إلى عائلتي اثنتين من الفتيات بشرط عدم الكشف عن هويتيهما.

Ad

وأكدت والدة إحدى الفتيات أن مساعدي المدعي العام استجوبوا الفتيات بعد احتجازهن في غرف منفصلة، ثم سألوا الأهالي والمربين إذا كانوا على علم مسبق بأن بناتهن سيرقصن أمام رئيس البلدية وعدد آخر من الرجال.

وقالت إن المحقق سأل الفتيات إذا ما كانت عائلاتهن تجبرهن على الرقص وعدم ارتداء الحجاب. كما تضمن التحقيق السؤال عن صلاة الآباء والأمهات في البيت، وإذا ما كانوا يشربون الخمر.

وتم الإفراج عن الفتيات وعائلاتهن بعد التوقيع على تعهدات تنص على حضورهم إلى المحكمة للشهادة ضد رئيس بلدية طهران.

وذكرت والدة أخرى لـ"الجريدة" أن ابنتها وعدداً آخر من البنات يواجهن خوفا وانهيارا عصبيا، بسبب ما تعرضن له خلال التحقيق، لافتا إلى أن الأم اضطرت إلى أن تأخذ ابنتها إلى طبيب نفسي.

وكان المدعي العام لطهران استدعى رئيس بلدية طهران المنتمي إلى التيار الإصلاحي واستجوبه مدة 3 ساعات، حيث أعلن متحدث باسم السلطة القضائية أن نجفي كان على علم مسبق بأن هناك حفلة غنائية، وأن هناك فتيات سيرقصن أمامه في الحفلة وعليه فهو "يشجع على الفساد، وكذب سابقا أنه لم يكن على علم بفعاليات الحفلة".

وقام خطباء صلاة الجمعة في المدن المختلفة بمهاجمة تصرف رئيس البلدية، واعتبر امام جمعة مشهد، السيد علم الهدى، أن "التيار الإصلاحي يقوم بترويج ثقافة ونموذج صوفيا لورين للفتيات الإيرانيات بدلا من الاقتداء بالسيدة فاطمة".

وتحولت القضية إلى مادة للسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، وتساءل نشطاء عن "كيفية ومدى معرفة مندوب ولي الفقيه وإمام جمعة مشهد بممثلة الإغراء الإيطالية الشهيرة، ولماذا لا يجب على الشباب الإيراني التعرف على ممثلين وممثلات أجانب؟".

في سياق آخر، أكدت ناشطات في مجال حقوق المرأة لـ"الجريدة" أن 14 إيرانية اتهمن بتهديد الأمن القومي، وتم نقلهن إلى السجن. وأضافت الناشطات أن 4 رجال تم سجنهم بتهم مشابهة.

وجاءت الاعتقالات على خلفية تجمع دعت له جمعيات نسائية أمام وزارة الرفاه في طهران بمناسبة يوم المرأة العالمي، 8 مارس الحالي، للمطالبة بحصول الإيرانيات على حقوقهن والمساواة بين المرأة والرجل، حيث خلعت نساء حجابهن بشكل جماعي خلال التظاهرات.

من جهة ثانية، تصاعدت حدة تظاهرات أهالي مدينة اصفهان أمس، بعد أن انضم أهالي المدينة إلى القرويين الذين كانوا يتظاهرون بشكل متفرق، وتوحدوا في وسط المدينة، مطالبين بإعادة حصة أراضيهم من مجرى مياه نهر "زاينده رود" الذي يمر وسط اصفهان، بينما انضم عدد كبير من قرويي أهواز إلى عمال معمل الحديد في المدينة، مطالبين بإزالة سدود تمنع وصول مياه نهر كارون وتحولها إلى محافظة يزد.

وساهم انتشار كلمة مصورة لأحد قادة شرطة الأهواز، رفض فيها طلب مندوب المالك الجديد لمعمل حديد الأهواز التصدي للمتظاهرين، في زيادة حدة الاحتجاجات على وقف المجموعة الاقتصادية التي تعود ملكيتها إلى "الحرس الثوري" دفع رواتب العمال منذ 6 أشهر، بحجة أنها تقوم بدراسة وضعية المصنع لتقرير مصير العمالة.

في سياق منفصل، تحطمت طائرة تركية خاصة تقل 11 راكباً قرب مدينة شهركرد جنوب غربي إيران كانت فى طريقها من الشارقة إلى اسطنبول بعد ارتطامها بجبل أمس.