قبل رحلتي إلى أذربيجان سبق لي أن ارتحلت إلى دول تحيط بها وتشبه مناخها مثل جورجيا وقيرغيزستان والبوسنة، لكني لم أجد دولة تشبهها في هندستها المعمارية وجمال فنها الأذري ورقيها الأوروبي، فهي دولة نهضت بعد استقلالها عام 1991 بقيادة الزعيم الشعبي حيدر علييف، فهي أرقى بلاد أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى.

تلقيت دعوة من وزارة الشباب الأذرية وسفارتها في الكويت في شهر سبتمبر الماضي للذهاب إلى باكو العاصمة مع وفد يمثل جامعة الكويت، وعند وصولنا وجدنا استقبالا جميلا في المطار، حيث كانت الرحلة مرتبة وفق خطة وضعتها لنا وزارة الشباب الأذرية، وبدأ كرم الضيافة من المطار إلى الفندق ثم العشاء في مطعم شعبي، وكان الأكل شبيهاً بالأكل التركي والفارسي "كباب ولبن عيران" وكانت المائدة شهية.

Ad

وفي اليوم الثاني ذهبنا إلى ضريح الزعيم الشعبي القائد حيدر علييف، رحمه الله، ثم إلى حديقة الشهداء التي تحكي عن أبطالها الذين ضحوا بأرواحهم من أجل وطنهم، وكانت الحديقة ذات هندسة معمارية جميلة، بعدها زرنا متحف حيدر علييف الذي يحتوي على مقتنيات تتعلق بتاريخ أذربيجان القديم والحديث، وما يتعلق بنهضتها وتطورها، ولا يخلو المتحف من السيارات الرئاسية الكلاسيكية والقطع الأثرية والتحف الفنية بتكنولوجيا عالية جدا.

ثم اتجهنا إلى متحف للسجاد الأذربيجاني، فتلك البلاد تشتهر تاريخيا بصناعة السجاد الجميل والمزخرف بالأشكال الهندسية الفنية، وهي حرفة شاقة وصعبة جدا، وانتقلنا إلى منطقة تدعى "إسماعيلي" وتبعد عن العاصمة باكو قرابة ساعتين ونصف الساعة، وهي منطقة تراثية عريقة، ثم اتجهنا إلى منطقة لاهج، وكانت هذه المنطقة المرتفعة فوق الجبل عبارة عن قرية جميلة وتراثية وسكانها بسطاء جدا، حيث أخذتني تلك المنطقة الى تاريخ أذربيجان القديم ببساطتها ومبانيها التاريخية، ثم اتجهنا الى منطقة "قبلة" حيث سحر الطبيعة وسط أجواء هادئة معتدلة نهارا وباردة ليلا مع إطلالة جميلة للجبال الخضراء.

ما يميز أذربيجان عن بقية الدول أن أغلب الدول التي تعرضت للاستعمار سواء العربية أو دول أوروبا الشرقية أخذت فترة طويلة جدا حتى استقرت سياسيا وأمنيا، وكذلك من ناحية التطور والتنمية، لكن أذربيجان مختلفة تماما، فهذه الدولة الرائعة استقلت قبل 28 عاماً، وكانت من أسرع الدول نهضة ورقياً واستقرارا وحفاظا على وحدتها الوطنية، فكل عام وهي بخير وسلام.