في انتخابات يترقبها الأوروبيون، في ثالث أكبر اقتصاد في اتحادهم، توجه الإيطاليون أمس إلى صناديق الاقتراع لانتحاب نوابهم وأعضاء مجلس الشيوخ، في مشهد سياسي يشوبه الانقسام وبموجب نظام انتخابي معقد يطرح سيناريوهات عديدة محتملة.

ودُعي أكثر من 46 مليون إيطالي إلى مراكز الاقتراع لانتخاب 630 نائبا، بينما يختار الذين تجاوزوا سن الـ25 عاماً 315 عضوا في مجلس الشيوخ.

Ad

ورأى مدير قسم العلوم السياسية في جامعة «لويس» في روما روبيرتو داليمونتي أنه «من المُستبعد حصول إحدى اللوائح المرشحة، وعددها ثلاث، على الأغلبية المطلقة، لكن احداها فقط يمكنه ذلك. إنه اليمين». ويضمّ تحالف اليمين أربعة أحزاب بينها «فورتزا إيطاليا» برئاسة سيلفيو برلوسكوني (يمين الوسط) و«رابطة الشمال» برئاسة ماتيو سالفيني (يمين متطرف)، وهما يتنافسان فيما بينهما أيضاً.

وإذا بقي «فورتزا إيطاليا» (إيطاليا القوية) متقدما، فإن برلوسكوني الممنوع من تولي أي منصب رسمي حتى عام 2019 بسبب إدانته بالتهرب الضريبي، سيختار رئيس البرلمان الاوروبي انطونيو تاغاني لرئاسة الحكومة.

أما في حال فازت «الرابطة»، فسيتولى سالفاني رئاسة الحكومة شرط التزام برلوسكوني (81 عاماً) بوعده ودعمه.

ويعوّل الاتحاد الاوروبي على نوع من «تحالف كبير» على غرار الائتلاف في ألمانيا، بين حزب برلوسكوني والحزب الديمقراطي اليساري الوسطي بزعامة ماتيو رينزي.

وفي خضمّ الحملة الانتخابية، لم يسمح برلوسكوني أو رينزي لنفسيهما بطرح هذا السيناريو الذي حصل بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة عام 2013. لكن لا شيء يضمن فوز الحزب «الديمقراطي» و«فورتزا إيطاليا» المؤيدين لاوروبا، المدعومين من قبل بعض المنشقين من «رابطة الشمال»، بعدد كاف من النواب لتأمين أكثرية في البرلمان ومجلس الشيوخ.

في المقابل، يمكن لتحالف افتراضي آخر ينفي المعنيون تشكيله، أن يجمع المشككين في أوروبا، أي «رابطة الشمال» وحركة «خمس نجوم» الشعبوية، إلا أن هذا التحالف أيضا لا يضمن حصوله على عدد كاف من النواب، وقد يواجه معارضة شديدة من داخل الحزبين.

تضع الاستطلاعات الأخيرة المسموح بإجرائها قبل أسبوعين من موعد الانتخابات، تحالف اليمين واليمين المتطرف في المركز الأول مع 37% من نوايا التصويت، بينها 17% لـ «فورتزا إيطاليا» و13% لـ «الرابطة». وتأتي حركة «خمسة نجوم» في المركز التالي مع 28% من نوايا التصويت، يليها تحالف اليسار الوسطي مع نسبة 26%، إضافة إلى ملايين المترددين في الاختيار.

وفي حال لم يتم تشكيل أي أكثرية، فمن المتوقع أن يبقي الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا على حكومة باولو جنتيلوني (يسار وسط) الحالية، التي لا تحتاج إلى طلب ثقة البرلمان الجديد لإدارة الشؤون الجارية، إلى حين الدعوة إلى انتخابات جديدة.