أيام صعبة ملؤها الحزن تجرع كأسها أهالي أبناء الكويت المسجونين لما يربو على خمسة وثمانين يوماً، وهذا الحزن طال كل وطني حر يدرك خطورة أن يُسد الأفق أمام شباب حالمين بكويت دون فساد؛ فرشفة ظلم وانعدام الأمل في التغير- ولا سيما عند الشباب- كفيلة بشعورهم بالغربة في وطنهم؛ فما ظنكم بمستقبل وطن يُسجن فيه أستاذ الجامعة ونائب مجلس الأمة السابق والحالي والطبيب الجراح والموظف المرموق بمكوناتهم المختلفة التي تمثل السنة والشيعة والحضر والبدو؟ من المؤكد ألا تظنه مستقبلاً مضيئاً، إضافة إلى أن الاتساع الأفقي للشريحة التي يمثلها هؤلاء، فهم يمثلون ٧٠ عائلة كويتية، يجعلنا أمام قضية تهم شريحة كبيرة من المجتمع الكويتي.

ومعروف للقاصي قبل الداني أن هؤلاء الشباب لم يخططوا لدخول المجلس؛ بل دخلوه بعفوية دفعها الحماس والرغبة في التغيير لوطن يستحق أن نضعه في مكانته السابقة كرائد للنهضة الخليجية في جميع المجالات.

Ad

ولعلنا لاحظنا الحضور الحاشد بساحة الإرادة يوم الأربعاء 2/14؛ ولعله مؤشر لحراك يلوح في الأفق، فما لنا لا نقدم الحنكة السياسية، فالشرفاء وجُلّ أبناء الوطن الشرفاء مستاؤون من مؤشرات الفساد، ويكفي أن نذكر أن الكويت في ذيل القائمة حسب الإحصاءات العالمية المعتمدة، هذا كله فضلا عن الوضع الإقليمي الشائك الملتهب، وسبيل العقلاء في كل الأوطان واحد وهو تصغير كل الخلافات وطي صفحة الماضي والبدء بصفحة جديدة، يكون أول أسطرها العفو العام عن كل صاحب قضية رأي؛ يلي ذلك التخطيط لحوار وطني تشارك فيه الدولة ومؤسسات المجتمع المدني بكل توجهاتها، بالإضافة إلى التيارات السياسية والمستقلين، ويراعى أن يكون للشباب دور فاعل فيه، فمشاركة الجميع والبعد عن الإقصاء هو صمام الأمان وحجر الزاوية لنجاح المصالحة الوطنية.

لذلك ندعو الجميع سلطة ومعارضة أن يبرهنوا على وطنيتهم ويتحملوا مسؤولياتهم ويقفزوا على كل الخلافات، ويعيدوا النظر في كل الممارسات التي أدت إلى كل الاحتقانات السياسية؛ فهذا هو الحرث الأمثل لزراعة نبتة المصالحة الوطنية، فلا تحرمونا ثمارها وإلا فالشوك والندم يصبحان حصادنا.

ختاماً:

المصالحة الوطنية تعني للجميع المحبة والتسامح والتعايش والمواطنة التي أعلاها الدستور الكويتي، وتعني أيضاً المحافظة على نظام الحكم وتثبيته بولاء مطلق لأسرة الصباح، وعلى قدر أهمية المصالحة نطمح أن يتولاها قائد الإنسانية صاحب السمو أمير البلاد، أطال الله في عمره، فهو أب لجميع الكويتيين على اختلاف مشاربهم، لتصبح كويتنا بلا سجناء رأي، بفضل سموه.

ودمتم بخير.