ما يحدث في الغوطة الشرقية من سفك للدماء وقتل للمدنيين الأبرياء بالأسلحة الثقيلة سببه تحالف ثلاثي الإرهاب، إيران مع رئيس النظام السوري بشار الأسد وروسيا، فالقصف وموت البشر ما زالا مستمرين للأسف، والغوطة تعيش أصعب أيامها في ظل هذا الظلم المستمر، حتى بعد الهدنة التي أقرها مجلس الأمن الدولي، بقرار وقف إطلاق النار في سورية، والسماح بدخول المساعدات والأطعمة والإجلاء الطبي لهؤلاء الأبرياء.

فقد زاد عدد ضحايا هذا القصف إلى 500 شخص، ومع هذا لا نجد أي تحرك أو تعليق من الجيش السوري، الذي أحضر نظامه دولا وجيوشا لقتل أبناء وطنه، فلماذا التبرير بأن جميع هذه الضربات العنيفة على المعارضة السورية هي لاستهداف المتشددين والخونة باعتبارهم إرهابيين، وأنهم يستخدمون السكان والأبرياء كدروع بشرية للاحتماء بهم؟

Ad

شكراً للكويت على دورها السباق في وقف ماكينة الموت هذه، والتي عندما ترأست جلسة مجلس الأمن الدولي نجحت مع السويد في طرح قرار إيقاف القصف المستمر على الغوطة، وهذا ليس بغريب على مساعيها الدائمة لمساعدة الدول المحتاجة الضعيفة المتضررة من الحروب والجوع والظلم؛ فتسمية صاحب السمو بقائد العمل الإنساني كانت في محلها ومكانها لمساعي سموه ومبادراته الدائمة لحل وفض جميع أنواع النزاعات في جميع الدول والبلدان العربية والإسلامية، والدول الأخرى الفقيرة المتضررة من الحروب والمجاعات.

ولا ننسى دعوة الهيئة الخيرية العالمية في الكويت لجميع الهيئات الخيرية للتبرع وتقديم المساعدات المادية لهؤلاء المنكوبين من هذه الإبادة الوحشية الظالمة، فهذه المساعدات والمبادرات وهذه الأخلاق العالية ورثناها من أجدادنا وتربى عليها أبناؤنا وصغارنا، فالظلم وإن طال سينجلي ويذهب، وكل ظالم له نهاية تعيسة كظلمه، وهذا قانون الحياة وعدلها.

أما إيران فتاريخها في تمويل الأسلحة لمتمردي اليمن ولبنان وسورية يشهد عليها، فقد حاولت كثيراً أن تصدر ثورتها إلى الخليج، ولكن بجهود دول الخليج تم قمع هذه المحاولات وخصوصا في البحرين والكويت، باكتشاف الخونة وكبح شرورهم، ونيلهم أشد الجزاء على خيانة الوطن، فالجزاء من جنس العمل.

أما روسيا فوراء كل كارثة بشرية شرسة، وهذا أمر اعتاده المجتمع الدولي، فهي دائمة التمويل للدول المعتدية على غيرها بالأسلحة للفتك بالشعوب، فلا مبادئ إنسانية لديها بل هي حليف الشر دائما، فالأسد يستقوي بها وبإيران في مجابهة شعبه وقتله؛ لأن الطغاة لا يستطيعون التفكير إلا في السلطة واستخدام القوة، ولو كلفهم ذلك موت شعب كامل وإبادته.