جلست الأم مع طفلها الصغير الذي يتلقى تعليمه في مرحلة رياض الأطفال في الصف الأول، تعلمه أسماء الحيوانات، وعرضت عليه صورا لبعض الحيوانات الأليفة كالقط والكلب والخروف والماعز والحصان والحمار فقالت لطفلها: هذا حمار.

الطفل: «وين جب؟!»

Ad

سكتت الأم برهة، ولم تعرف كيف تجيب عن سؤال ابنها، فقد ألجمها سؤاله الصاعق، لأنها في حالة الغضب كانت تقول لطفلها: «جب» يا حمار! فربط الطفل بين «جب» وحمار.

ومن هذا الموقف تعلمت الأم درسا بليغا من طفلها الصغير، وهذا الموقف جعلها تحفظ لسانها عند الغضب ولا تتلفظ بكلمات جارحة لمشاعر طفلها.

الطفل في مرحلة النمو والتأسيس ذكي جداً، فيجب على الوالدين والمربين التعامل معه بحذر لأنهم في نظره القدوة الصالحة.

الموقف الثاني:

عندما كان الحسن والحسين، رضي الله عنهما، في مكان الوضوء في المسجد، شاهدا رجلا كبيرا في السن لا يحسن الوضوء، ففكر الحسن والحسين في طريقة مهذبة يعلمان فيها الرجل كيفية الوضوء الصحيح، فقالا للرجل: احكم بيننا من منا وضوءه صحيح؟

فقام الحسن فتوضأ فأحسن الوضوء، ثم قام الحسين فتوضأ فاحسن الوضوء. فقال الرجل: بل أنا الذي لا أحسن الوضوء.

طفلان في عمر الزهور يعلمان رجلا كبيرا في السن كيفية الوضوء الصحيح بأسلوب مهذب ورائع فيه الذكاء وحسن التصرف، بحيث لا يجرحان مشاعر الرجل المسن لأنهما لو قالا له: وضوءك غير صحيح ربما لا يقبل الرجل منهما النصيحة لأنهما صغيران في السن، لكنهما عرفا كيفية توصيل المعلومة الصحيحة إلى الرجل المسن من دون إحراج.

آخر المقال:

قالوا قديما: «التعليم في الصغر كالنقش على الحجر».