الشللية في المؤسسات التعليمية في الكويت صارخة، سواء في جامعة الكويت أو المعاهد التطبيقية، ويعاني من جراء هذه الشللية المدرسون والطلبة، وقد سمعنا وشاهدنا حوادث لا حصر لها، لظلم وقع على البعض بسبب الشللية التي غالبا ما تنبت من الحزبية والعنصرية والقبلية والطائفية أو المصالح الشخصية المشتركة، وما التظلمات والقضايا في المحاكم الإدارية إلا شاهدة على ذلك.

هذا ليس ادعاء مرسلا أو افتراء وهميا إنما سياسة كئيبة يعلمها ويشعر بها كل قريب من الجامعة، وآخر أمثلتها ما جرى في كلية الآداب عندما رفض قسم علمي في الكلية تعيين شاب كويتي متفوق ومعيد بعثة سابق في القسم نفسه، حاصل على الماجستير والدكتوراه من أفضل الجامعات الألمانية المتميزة والوحيد في تخصصه، وصاحب نشاط علمي بالرغم من صدور عدة توصيات من قبل لجان مختلفة في الجامعة بقبوله، وللأسف فبعد شهور من المماطلة في تعيين هذا الشاب الكويتي تم تعيين أستاذ غير كويتي «مقيم» بدلا منه على الرغم من بلوغه آخر السن القانونية للتعيين (السبعين سنة) حتى يحل محله، فأيهما أولى يا ترى؟!

Ad

د. حامد العازمي معالي وزير التربية ليس ببعيد عن الجسم الجامعي، والأستاذ الفاضل د. حسين الأنصاري مدير الجامعة عرف عنه رفضه للظلم، وأتمنى عليهما التحقق من قضية الدكتور «طلال الجسار» والاطلاع على قرار مجلس الجامعة في الاجتماع رقم 4/2014 بتاريخ 9/12/2014 ونصه «الموافقة على انتداب الدكتور طلال الجسار ندباً كلياً لتدريس عبء دراسي كامل بكلية الآداب لمدة ثلاث سنوات على أن يستوفي خلال هذه المدة الشروط المقررة ليتم النظر في تعيينه في ضوء ما يتم من تقييم لأدائه». فهل يعقل في دولة المؤسسات أن تتم عرقلة تنفيذ القرارات الرسمية سنوات لأسباب مجهولة؟ وهل يعقل أن يحارب الشاب الكويتي في مستقبله الوظيفي الذي تنفق عليه الدولة أموالاً طائلة لإعداده لخدمة بلاده؟

إن قضية د. «طلال الجسار» بين أيديكم فإن كان له حق ضائع بسبب الشللية والشخصانية، فيجب إنصافه وإعادة الأمور إلى نصابها، وإن كان عدم إعادة تعيينه متفقا مع المصلحة العامة فهذا شأن آخر على الجميع قبول نتائجه إن كان بالعدل والإنصاف لا بالظلم والشللية والبهتان، وهذه أمانة في رقبة كل مسؤول في الدولة.

والله الموفق.