فرضت لعبة الكراسي الموسيقية نفسها بقوة على جدول ترتيب بطولة دوري ڤيڤا لكرة القدم، بعد النتائج التي شهدتها الجولة الثانية عشرة التي اختتمت منافساتها أمس الأول، حيث تغيرت جميع المراكز، فيما عدا مركزين فقط بقيت الحال على ما هي عليه فيهما، وهما الصدارة والمؤخرة.

واستمر الكويت على الصدارة منفردا وبفارق 10 نقاط كاملة عن مركز الوصافة، فيما جاء التضامن في المركز الأخير حتى إشعار آخر، وذلك على الرغم من نتائجه الرائعة التي تحققت في الدور الثاني للبطولة، والتي كانت بمنزلة مفاجأة لجميع الجماهير بمختلف ميولها.

Ad

ثمة بعض الأحداث البارزة التي شهدتها الجولة الثانية عشرة التي نسلط عليها الضوء، منها إيجابية وأخرى سلبية.

أفضلية للتضامن

وفي مباراة التضامن مع الكويت، كان الأزرق هو الأفضل إلى حد ما، وأبرز ما ميز لاعبيه الرغبة الكبيرة في تحقيق الفوز والروح القتالية العالية طوال، هذا غير الأسلوب الهجومي الذي يعتمد عليه المدرب الصربي المخضرم رادي.

ومن المؤكد أن الروح والأسلوب والرغبة كان لها مفعول السحر في النقاط الثماني التي أحرزها الفريق في 4 جولات بمعدل نقطتين في المباراة الواحدة، حيث اقتنص الفريق نقطة بتعادله مع كاظمة، ومثلها من الكويت و6 نقاط من النصر والجهراء.

ومازال مهاجم التضامن فيصل عجب يواصل إبداعاته بإحراز أهداف ملعوبة في شباك المنافسين، ليؤكد مجددا أن من اتخذ قرار التفريط به في نادي القادسية كان على خطأ!

ومن الملاحظ أن مستوى نادي الكويت تراجع كثيرا، وهناك عاملين وراء هذا أولهما عدم وجود حلول من المدافعين والجناحين الأيسر والأيمن وكذلك صانع الألعاب، والثاني نفسي بحت ويتحمل مسؤوليته الجهاز الإداري للفريق، لاسيما في ظل إحساس اللاعبين بأنهم سيحققون لقب الدوري للمرة الثانية على التوالي بشكل مؤكد، وهو أمر إذا استمر من دون علاج فإن صدارة الأبيض قد تذهب أدراج الرياح.

القادسية ينهار

من جانب آخر، فإنه لا شك في أن هذا الموسم هو واحد من أسوأ المواسم بالنسبة إلى القادسية على الإطلاق، فاحتلال المركز السادس والخسارة في 3 مباريات متتالية أكبر كثيرا من طموح جمهور وعشاق القلعة الصفراء.

وهناك من يرى أن القادسية يفتقد عددا كبيرا من لاعبيه بداعي الإصابة، لكن هذا الأمر ليس مبررا للحالة التي وصل إليها الفريق، خصوصا أن هناك شعارا رفعه القدساوية منذ زمن طويل مفاده "القادسية بمن حضر"!

واللافت في الأمر أن زمام الأمور في الجهاز الفني بقيادة المدرب الكرواتي داليبور أفلت منه تماما، ولم يستطع إجراء تغييرات في المراكز أو خلال سير اللقاء بالدفع بلاعبين أكفاء لتحسين الصورة، والتغيير الوحيد الذي أجراه هو الدفع بالمهاجم الأردني أحمد الرياحي، ليلعب في مركز المدافع الأيمن.

على الجانب الآخر، فإن الجهراء الذي خسر من التضامن في الجولة الماضية بنصف درزن أهداف، نجح في تحقيق فوز مستحق على القادسية، ليتمكن من قهر الأبيض والأصفر في موسم واحد، وهو أمر رائع ولا يتكرر كثيرا.

ويحسب للجهاز الفني بقيادة المدرب الصربي بوريس بونياك قدرته على لملمة أوراقه بشكل سريع، واستعادة التوازن بعد خسارته من التضامن، وتأهيل اللاعبين نفسيا للقاء القادسية، وذلك بغضّ النظر عن المستوى الذي وصل إليه الأخير.

كاظمة يترنح

أما كاظمة فقد دخل في نفق معتم وخطير، وبات مهدداً بالفعل في الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى أو لعب مباراة فاصلة مع صاحب المركز الثالث في دوري "الأولى" لتحديد الفريق الذي سيشارك في دوري ڤيڤا في الموسم المقبل.

وتتحمل إدارة البرتقالي بشكل مباشر الحالة التي وصل إليها الفريق الذي صال وجال من قبل، سواء في البطولات المحلية أو الخارجية، فالإدارة لم تدعم الفريق بلاعبين أكفاء وتسببت في رحيل اللاعبين يوسف ناصر وطلال الفاضل، بسبب الوعود التي قطعها القائمون عليها على أنفسها ولم ينفذوها!

الجهاز الفني للبرتقالي بقيادة البرتغالي أوليفيرا لم يستطع تحريك ساكن ولن يستطع، في ظل عدم قدرته على الارتقاء بالمستوى الفني للفريق منذ توليه المهمة.

على الجانب الآخر، واصل النصر تحت قيادة مدربه ظاهر العدواني صحوته حاصدا النقطة السادسة على التوالي، ويبقى اللاعب زبن العنزي كلمة السر في الفوز الذي حققه العنابي على كاظمة بثلاثة أهداف لهدفين، فالعنزي أحرز هدفين ملعوبين وتسبب في ركلة الجزاء التي أحرز منها البرازيلي توريس الهدف الثالث، كما أنه قاد زملاءه بطريقة رائعة، لكونه صاحب خبرات عريضة اكتسبها من المشاركة مع المنتخبات الوطنية من قبل.

العربي يعود

تبقى مباراة العربي مع السالمية هي الأفضل للأخضر في الموسم الحالي، فهناك تناغم وانسجام بين الخطوط الثلاثة، فخط الدفاع قدم مهند الأنصاري وكيتا وأحمد رحيل مستوى رائعا، فيما سيطر الثلاثة بدر طارق وطلال نايف وعبدالله الشمالي على مجريات الأمور تماما، في حين قدم المهاجمان النيجيري كليمنت والعماني سعيد الرزيقي مستوى جيدا.

أما السالمية الذي قدم مستويات جيدة للغاية في الفترة الماضية فقد تلقى خسارتين أمام كاظمة ثم العربي سيكون لهما مردود سلبي للغاية في الفترة المقبلة، وهناك سببان رئيسان لهذه النتائج، وهما الثقة الزائدة عن الحد التي سيطرت على اللاعبين، إلى جانب اللعب الفردي من بعض اللاعبين، وهي أمور تقع ضمن نطاق مسؤولية الجهاز الفني.

أرقام

● شهدت الجولة الـ12 إحراز 15 هدفاً بمعدل تهديفي 3.75، وهو معدل جيد.

● أحرز المحترفون 7 أهداف، في حين أحرز اللاعبون المحليون 8 أهداف.

● انتهت 3 مباريات بالفوز، فيما انتهت مباراة واحدة بالتعادل، تلك التي جمعت التضامن مع الكويت (2-2).

● احتسب الحكام ركلة جزاء واحدة في هذه الجولة كانت من نصيب النصر، وانبرى لها بنجاح مهاجمه البرازيلي توريس، محرزاً الهدف الأول في شباك حارس كاظمة حسين كنكوني.

● غابت البطاقات الحمراء عن هذه الجولة، فيما اشهر الحكام 15 بطاقة صفراء، كان نصيب التضامن والجهراء منها 8 بطاقات، بواقع 4 لكل فريق.

● يواصل المتألق فيصل عجب تربعه على قمة الهدافين، بعد الهدفين اللذين أحرزهما في شباك الكويت، ليرفع رصيده إلى 12 هدفا، ويليه في المركز الثاني محترف النصر البرازيلي توريس، والكويت الإيفواري جمعة سعيد، والسالمية السوري فراس الخطيب ولكل منهم 6 أهداف، ويأتي في المركز الثالث مهاجم الكويت يعقوب الطراروة، ومهاجم السالمية فهد الرشيدي، ولكل منهما 5 أهداف.

لقطات

● بقرار من الإدارة، أجرى الجهاز الطبي لنادي التضامن الكشف على المهاجم فيصل عجب، لتشخيص إصابته بشكل سريع، لتفادي غيابه عن الملاعب فترة طويلة. وأكد الكشف إصابة اللاعب بشد بسيط يتطلب راحته يومين فقط.

● منح الجهاز الفني للعربي، بقيادة "الجنرال" محمد إبراهيم، اللاعبين راحة من التدريبات يومين، على أن يباشروا تدريباتهم مجددا اليوم، استعدادا للجولة الـ 13.

● حمل لاعبو القادسية لافتة مكتوبا عليها: "شكرا للأشقاء في دول الخليج على مشاركتنا أفراحنا".

● أكد رئيس القادسية السابق، فواز الحساوي، أنه لو كان يشغل منصبا في القادسية، لقرر معاقبة بدر المطوع، بسبب ما بدر منه عقب إحراز الجهراء الهدف الثاني، رغم العلاقة القوية التي تربط الحساوي باللاعب.

● عقد مدرب النصر، ظاهر العدواني، اجتماعا سريعا مع اللاعبين في غرفة خلع الملابس، حيث وجَّه لهم التهنئة على الفوز على كاظمة، وطالبهم بضرورة استمرار الانتصارات.

● التزم أعضاء مجلس إدارة نادي كاظمة الصمت التام عقب الخسارة على يد النصر بثلاثية، ما يؤكد استمرار المدرب البرتغالي توني أوليفيرا في منصبه حتى إشعار آخر.

● احتفل لاعبو الجهراء مع الجهازين الفني والإداري والجهاز الطبي بالفوز على القادسية داخل غرف خلع الملابس باستاد محمد الحمد.